كوني امرأة صانعة للحياة

تاريخ النشر: 18/06/14 | 7:45

المرأة في هذه الحياة الدنيا من ايات الله العظيمة، وذلك لما أودعه الله فيها من عجائب قدرته، وقد سطرت المرأة وخصوصا في المجتمعات الاسلامية اسطرا من نور في جميع المجالات وما زالت المرأة تكد وتكدح وتساهم بكل طاقاتها،ودور المرأة في المجتمع دور اساسي في نموه ونهضته، فهي التي تضع الجزء الاكبر من اللبنات الاساسية لكونها المربية الاولى للاجيال، وكان لها دورها الفعال في عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين، فخرجت اجيالا من العلماء وساهمت في بناء حضارتنا الاسلامية، وفي نفس الوقت هي نصف المجتمع، بل هي المجتمع بأكمله الذي ينتظر منها الكثير والكثير للتنمية والتطوير والابداع والتفكير في كثير من مجالات الحياة،طالما انه ليس هناك محظور شرعي،فالمرأة مكملة للرجل في كتاب الله وسنة رسول الله، فاكرم بها من امرأة وأنعم بها من مكانة.
ومن كرم الله الفياض ان جعل الحياة تحلو بصناعها،وابداعات نسائها وفتياتها المتميزات.
هي صانعات الحياة، صانعات الامل، صانعات الابداع، صانعات الابتكار… صانعات الحياة هي فكرة مشروع تنمية،وانتاج وبناء قيادات مجتمعية شابة مؤثرة، منتجة وصانعة للحياة،وعندما نقول صانعة للحياة هي ليست شعارات رنان، وليست كلمات انشائية نترنم بها، وانما هي جهود فاعله ومضحية ومنتجه.

المرأة المبدعة!
حديثي هنا سيكون عن امرأة صنعت الحياة بتفكير ابداعي مميز، رائعة من روائع الابتكار والاتقان. لبيبة زعبي (ام خالد) تعيش في قرية صغيرة في منطقة المرج، في بيت متواضع يملؤه الدفء والحنان، مربية تحمل لقبا ثانيا في التربية الخاصة، وتحمل في جعبتها الكثير من الهوايات الحرفية التي تجعلك تقف حائرا ومتعجبا من قدراتها الابداعية وصبرها على تحقيق الاهداف. لقد اكرمنا الله في زيارتها والتعرف عليها عن كثب.ما اكرمها من امرأة ويبت طيب يرحب بالضيوف بابتسامة وكلمات ولا اجمل. دخلت انا ومرافقتي ام نضال سوزان مجدوب مركزة مشروع صانعات الحياة وعيوننا لا تكف النظر عن المناظر الجميلة والاشياء المبدعة من حول البيت، اشجار وازهار واعشاب وخردوات وادوات عمل بدائية، جلسنا معها في غرفة استقبال الضيوف، وكان ملفتا للنظر اللوحات الفنية التي كانت معلقة على الحائط وكانها ابداعات فنان محترف،وطبعا من الطبيعي ان نسأل عن صاحب هذه اللوحات فضحكت ضحكتها الخجولة وقالت: هي من صنع يدي، ان نشاهد لوحة بريشة فنان هذا شيء طبيعي ولكن ان تكون لوحة نتاجها دمجا ما بين الخردوات والطبيعة والالوان، هذا هو الغير الطبيعي ولكنه ابداع. تقول ام خالد انا قبل ان استكمل حياتي التعليمية كنت احيك الملابس الصوفية واخيط الملابس على ماكنة الخياطة،استطعت ان اجمع بعض النساء واعلمهن الخياطة وحياكة الصوف، وصناعة السجاد من الخيطان، هذه المهنة التي تعلمتها من والدتي وجدتي منذ ان كنت طفلة صغيرة، وما زلت حتى اليوم لا ابخل في تعليم هذا الفن للنساء والفتيات.

مشروع الازهار والاعشاب الطبية..
منذ حوالى خمسة سنوات او اكثر بدأت اشعر انني اميل الى زراعة الازهار والاعشاب وذلك دون ان تكلفي الاموال،حيث اجمع الخردوات من الاوعية التي تفرغ من محتوياتها كمواد التنظيف والطعام، ثم احولها الى اوعية تحمل بداخلها اجمل الازهار والاعشاب الطبية، حيث املأ هذه الاوعية بالتراب من حديقة البيت واسقيها من مياه الوضوء او الحمام، او مياة ماكنة الغسيل، وفي الشتاء اجمع مياة الشتاء في اوعية واغلقها ومن ثم اسقي بها الزرع ايام الجفاف،وعندما تكبر النبته او الازهار اهديها للاصدقاء او ابيعها بثمن قليل ثم اتصدق بالمال.
في الحقيقة المشروع لا يكلف شئا من الاموال انما هي همة عالية ومتابعة وصبر ومثابرة وايمان بان ما اعمل به هو مرضاة لله وانجاز شئ مبتكر، اليوم هذا المشروع اعلمه لابنائي الطلاب في المدرسة كمشروع حياة لزراعة النباتات والاعشاب الطبية والازهار.

كوني مبدعة؟
ان الاسلام يساهم في تفعيل طاقات المرأة في الاتجاه الصحيح، لتكون عنصرا فعالا له دوره الايجابي والبناء في المجتمع.
ايتها المرأة بعض الناس يعيشون حياتهم لكي يكونوا فقط قد عاشوها وليس من اجل شيء اخر…ان قيمة الحياة ليست لذاتها،بل لما تعاش من اجله،والناجحون هم اولئك الذين يملكون شيئا يعيشون من اجله ومهمه يريدون انجازها او مشروع يسعون لتحقيقه،والنجاح ليس بالحظ بل بالكد والعمل، اجعلي من الخير عادة: عاداتنا هي شخصياتنا، وشخصياتنا هي عاداتنا، فان كنا تعودنا على النهوض بالمجتمع والعمل على تنميته نكن من المبدعات، وقد قيل ” ازرع فكرة تحصد عملا”، وازرع عملا تحصد عادة وارزع عادة تحصد شخصية، وازرع شخصية، تصنع حياة.

كوني مستعدة لمواجهة الصعوبات وتحدي العقبات!
توكلي دائما على الله فهو حسبك وتاكدي ان الله معك في كل خطوة نحو النجاح ومادمت على طاعة وفي حدود الله ما تفعلين وتقصدين، لا تتراجعي ابدئي واثبتي حتى تتحقق احلامك ومشاريعك.
كوني مستعدة لدفع الثمن: كما انك لا يمكن ان تحصلي على الطعام بدون دفع ثمنه، كذلك لا يمكن ان تحرزي النجاح في أي حقل من حقول الحياة الا اذا كنت مستعدة لدفع الثمن، والثمن اللازم للنجاح ليس بالطبع مالا، وانما هو العمل والعمل وبذل الجهد، والصبر والمثابرة والهمة العالية.

دعوة من القلب..
ايتها المرأة المبدعة ايتها الفتاة الرائعة، جمعية سند ضمن مشروع صانعات الحياة ندعوك لتشاركينا بافكارك وابداعاتك المتميزة.

دانية خالد حجازي: مديرة جمعية سند

danih

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة