بين يديك

تاريخ النشر: 08/06/14 | 8:23

لمْ أكُن يومًا بقاسٍ
لم أكُنْ يومًا لأظْلِمْ
كُنْتُ إحْساسًا وَمُلْهِمْ
فَقَطَفْتُ الوَجْدَ مِنْ أعْلى الجِبالْ
وَسَمِعْتُ النَّبْضَ يَشْدو في دَلالْ
وَشَرِبْتُ الكَأسَ حَتَّى أنْتَشِي
وَتَطيبُ الكَأسُ للعَذْبِ الحَلالْ

وَيَدي كانَتْ تَجوسْ
في رياضِ الشِّعرِ راحَتْ تَنْظِمُ
كُلَّما كانَتْ تُلاقي الصَّدَّ عادَتْ
تَشْتَكي لي قَسْوَةً لا تَرْحَمُ
ما يَجيشُ الأدْمُعا؟!

كُلُّ ما كانَ أمانًا وَمُنى
كانَ زَهْرًا وَنَدى
إذ تَنادَيْنا مَعا
لا تَقولي: إنَّني صَوْتُ عَدَمْ
إنَّما النَّشْوَةُ تُفْضي لِلأَلَمْ
إنْ أنا أعْمَلْتُ فِكْري لِلِّقاءْ
أو أنا أجْهَدْتُ نَفْسِي للعَطاءْ
فِلأنِّي واجدٌ أرضًا خَصيبَهْ
فَإذا ما أجْدَبَتْ
عَزَفَتْ نَفْسِي الرَّغيبَهْ
وسأرْثي حَظِّيَ الْماضي بِحُزْنِهْ
إنْ تَمادَتْ في إباءْ
وإذا ما أمْرَعَتْ
عَشِقَتْ نفسي الحَبيبهْ
ثم تدْعو للهَناءْ
****
انظُري البَحْرَ وكَمْ في البَحْرِ من سِحْرِ الجَلالْ
صَدْرُهُ فيهِ اللآلي والرِّمالْ
فاغفِري إنْ عَلِقتْ فيكِ الرِّمالْ
إنَّ هذا البَحْرَ أنْقَى
مَوْجُه أعْتى وَأبْقى
وهَديرُ البَحْرِ يُفْضي للسُّكونْ

غَضْبَةٌ مِنْكِ دمُوعُ الكِبْرِياءْ
لا تُؤَدِّي للجُنون
فاهْدئي: كُلُّ عَذابٍ سَيَهونْ
لم يذُبْ صَوْتٌ يُقالْ
***
كُلُّ ما قَد فاتَ ماتْ
فانظُري الآتي بعَيْنٍ رانِيَه
لَسْتُ بالجاني ولَسْتِ الجانِيَهْ
فلِماذا نَتَعَذَّبْ؟

واذْكُريني
في عِناقٍ للأَيادي
وَبِصَمْتٍ سأُنادي
في البُعادِ:

أنَّ قَلْبًا قد تَغَنَّى في انْفِرادِ
يَحْمِلُ السِّرَّ أمانَهْ
فإذا أبْدى حَنانَه
لا تَظَلِّي في عِناد!
لا تظلِّي في عناد!!

………………………………………………………
الأعمال الشعرية الكاملة. م1. القاهرة: إصدار كل شيء- 2005، من مجموعة (من شذور التعب)- ص 245.

ب.فاروق مواسي

faroq

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة