تعرفوا على عين كارم مع الذكرى 66 للنكبة
تاريخ النشر: 16/05/14 | 9:32طوقت عين كارم على يد وحدة عسكرية تم تشكيلها من قوى متعددة، منها منظمة الإيتسل والجدناع(وهي كتائب شبيبة الهجاناه)، وذلك في الأيام العشرة التي فصلت بين هدنتي الحرب (9-18 تموز1948 ويذكر كتاب “تاريخ حرب الاستقلال” الإسرائيلي أن القرية قصفت أول الأمر من هضبتين مجاورتين مشرفتين عليها، سميت أحدهما- لاحقا- جبل هرتسل. بينما يزعم المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أن سكان القرية (هجروها) يوم 11 تموز، تشير رواية الهجناه إلى أن ذلك حدث بعد أسبوع تقريبا. وكان ناطق إسرائيلي أعلن في 13 تموز أن القوات الإسرائيلية احتلت عين كارم بينما أشار تقرير لاحق نشرته صحيفة (نيورك تايمز) إلى أن القرية احتلت خلال الأسبوع التالي وفي صبيحة 18 تموز. وقد نقل عن لسان قائد منطقة القدس الإسرائيلي، في 22 تموز، قوله (إن قلعة عين كارم الصليبية) احتلت بين الهدنتين. ووصف مسئولون رسميون عرب الهجوم بأنه خرق ل هدنة القدس، بينما قيل إن الجيش الإسرائيلي توصل إلى اتفاق مع لجنة الهدنة تستثنى بموجبه عين كارم من القرى التي يشملها وقف إطلاق النار الخاص بالمدينة المقدسة.
بدأ الهجوم على عين كارم في الساعة الثانية من فجر 18 تموز، إذ اقتحم الإسرائيليون أعالي جبل رَبّ، المشرف على القرية. وفي الساعة التاسعة صباحا سقطت القرية (من دون مقاومة)، بحسب ما ذكر مراسل صحيفة (نيورك تايمز) الذي يمضي في تقريره قائلاً إن الجيش العربي والجيش المصري المتمركزين في المنطقة “لم يبديا مقاومة تذكر”. لكن من المستبعد جدا أن تكون وحدات أي من الجيشين – فكم بالحري كليهما – موجودة في القرية آنذاك. ومع ذلك فقد أشار المراسل إلى أن سكان القرية، المعتبرة تقليدياً مسقط رأس يوحنا المعمدان، كانوا هجروها ولم يطلق سوى بعض الطلقات النارية على جندي عربي وحيد وهو يفر. ويقول موريس إن بعض سكان القرية كان قد هرب في نيسان 1948، عقب مجزرة دير ياسين التي تبعد عن عين كارم 2،5 كلم فقط في اتجاه الشمال الشرقي.
في نهاية كانون الأول 1948، بدأت حركة هجرة اليهود الجماعية باتجاه القدس، فاستقر نحو 150 عائلة في قرية عين كارم التي باتت تابعة لبلدية القدس الغربية الإسرائيلية.
قرية عين كارم اليوم
عين كارم من القرى القليلة جدا التي سلمت أبنيتها، على الرغم من تهجير سكانها. ويقيم اليوم في منازل عين كارم عائلات يهودية، إضافة إلى عائلة عربية مسيحية واحدة كانت أبعدت في سنة 1949 عن قرية إقرت (قضاء عكا)، وتعيش الآن في مبنى مدرسة قديم تابع لدير الفرنسيسكان. وثمة بين المنازل الكبرى أبنية حجرية جميلة مؤلفة من طبقتين أو ثلاث طبقات ولها نوافذ مقنطرة وأبواب محفوفة بقنطرة كبرى تتخلف قليلا (كجواف المحراب) عن واجهة البناء. وفي القرية اليوم سبعة من الأديرة والكنائس، فضلا عن مقبرة للمسيحيين مجاورة للدير الروسي، وأخرى للمسلمين وسط القرية تغطيها النفايات والتراب، وتتعرض مؤخراً لمحاولات طمس معالمها وشق طرق فيها من قبل بعض المستوطنين الساكنين في البيوت المجاورة للمقبرة. وهي تضم قبرين بارزين يرتفعان عن باقي القبور. أحد القبور هو للشهيد إسماعيل الصوباني الذي سقط برصاص جنود بريطانيين قبيل ثورة 1936 منحوت على قبره أبيات شعر قيلت في رثائه. ولا يزال مسجد القرية قائماً ولكنه مغلق مهجور، وكذلك لا زالت مئذنته قائمة. وتتدفق مياه عين مريم تحت المسجد. وقد بني مستشفى هداسا الإسرائيلي على أراضي القرية على جبل راس التوتة.
تقع القرية ضمن المنطقة الجبلية من الأراضي الفلسطينية، وترتفع عن سطح البحر بين 500 و600م. ويخترق وادي أحمد القرية متجهاً إلى الغرب، ويروي بساتين الزيتون إلى الغرب من القرية. ورغم وقوع عين كارم في منطقة جبلية توجد بعض البقاع السهلية التي تنفرج شمالي القرية وتزرع فيها الخضر، وأشجار الفاكهة، ولا سيما في منطقة المرج.
تكثر في القرية ينابيع المياه، وأهمها عين كارم التي أطلق اسمها على البلدة، وكانت تسمى من قبل عين المكارم، وتسقي العين الأراضي المجاورة. وقد بنى سكان القرية المدرجات الزراعية على المنحدرات والسفوح لضمان إنتاج زراعي يفي بحاجات الاستهلاك البذاتي. وتتميز القرية بمناخ معتدل، إذ تسقط أمطارها شتاء بكميات تتجاوز 500 مم سنوياً، أما صيفها فهو جاف معتدل. وقد ساعد بناء المدرجات على زراعة الزيتون والفاكهة، وبخاصة العنب على تلك السفوح الجبلية.
أيمت القرية على مساحة صغيرة حول ينابيع المياه (رَ: عيون الماء)، واستخدمت الأحجار الكلسية والطباشيرية المتوفرة محلياً لبناء المساكن ذات النمط القوسي. وتبلغ المساحة التي تقوم عليها القرية 1.034 دونماً، في حين تبلغ مساحة أراضيها 15.029 دونماً.
كان عدد سكان القرية 1.735 نسمة في عام 1922، وقد نما هذا العدد إلى 2.637 نسمة في عام 1931. وقدّر عدد السكان في عام 1945 بنحو 3180 نسمة، وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد سكان القرية في عام 148 بلغ 4.000 نسمة. وقد دمّر الصهيونيون القرية في عام 1948، وأقاموا عليها مستشفى هداسا الجديد.
محمد جواد
ان شالله باذن واحد احد