“شَامِيّةٌ تَبكِي وَلدَهَا”

تاريخ النشر: 15/05/14 | 19:48


سُبحانَهُ مَا أجمَلَك
وَما أخَفَّ مَعشَرَك

وَمَا أرَقَّ بَسمَةً
فِي سِحرِهَا تَعلُو فَمَك

وَدَمعةً أسبَلتَهَا
بَلَّلتَ فِيهَا وَجنَتَك

وَنَظرَةً أرٍسَلتهَا
سَهمًا أصَابَ مَا فَتَك

وَفِي العُيُونِ نَعسَةٌ
زَيَّنتَ فِيهَا مُقلَتَك

وَحَاجِبٌ مِن فَوقِهَا
الهِلَالُ يَحمِي أعيُنَك

وَفِي الشِّفَاهِ رِقَّةُ
النَّسِيمِ هَبَّ واحتَرَك

تَفتَرُّ عَن زُمُرُّدٍ
صَفَّينِ قُدّامَ الحَنَك

والأنـفُ بُـرجٌ مِـن زُجَـاجٍ أو رُخَـامِ بَعلَبَـك

والشّعرُ يَا سُبحَانَهُ
تِبرٌ تَلَظّى وانسَبَك

والوَجنَتَانِ لَونُهَا
دَمٌ على الخَدِّ انسَفَك

وَفِـي الجَـبِيـنِ نُـورُ بَـدرٍ شَـعَّ فِـي لَيـلٍ حَلَـك

سُبحَانَهُ مَن أبدَعَك
وَفِي حَشَايَ كَوَّنَك

حَتّى رُؤاكَ شَاقَنِي
إلى الوُجُودِ أخرَجَك

سَكَبتُ فِيكَ مُهجَتِي
والرُّوحُ قَد وَهَبتُ لَك

أسقِيكَ مِن مَدَامِعِي
وَمِن حَنَانِي أُرضِعك

والصَّدرُ حِضنٌ دافئٌ
ألُفُّ فِيهِ أضلُعَك

أخشَى عَلَيكَ وَعكَةً
أو نَسمَةً أن تَلسَعَك

حَتّى رَأتكَ أعيُنِي
وَقَد بَلَغتَ مَأرَبَك

تَحُومُ مِثلَ نَحلَةٍ
تَدُورُ نَجمًا فِي فَلَك

وَصِرتَ غِرًّا يَافِعًا
واشتَدَّ فِيكَ مِعصَمَك

وَكِدتَ فِي شَرخِ الصِّبَا
تَكُونُ أو على وَشَك

رَمَاكَ يَا لَلوعَتِي
سَهمٌ أصَابَ مَقتَلَك

رَصَاصَةٌ قَنَّاصُهَا
مَا مَلَّ قَتلًا أو تَرَك

أدمَـت فُـؤادِي يَــا بُنَـيَّ إذ تَـخَطَّـت أضلُعَـك

وَفَجَّرَت مِن غِلِّهَا
قَلبًا حواكَ وامتَلَك

صَرَختُ مِن فَجِيعَتِي
رَكَضتُ أبغِي مَصرعَك

سَقَطتُ لا تُعينُنِي
رِجلايَ حتّى أنظُرَك

مَـن يَـا حَبيبِـي بَعدَ قُربٍ عن عُيُونِـي أبـعَدَك؟

زَحَفتُ أبغِي مَصرَعَك
حَبَوتُ أبغِي مَقتَلَك

وَصَلـتُ والجِسـمُ الغَـرِيـرُ دُونَ عَينِي قَد هَلَك

وَضَعتُ كَفِّي تَحتَهُ
عَجَزتُ عَن أن أحمِلَك

حَنَيتُ ظَهرِي فَوقَهُ
أرَدتُ أن أُ قَبِّلَك

والمَوتُ فِيَّ مُحدِقٌ
يَرنُو وَيُحكِمُ الشَّرَك

رَصَاصةٌ قَنّاصُهَا
مَا مَلَّ قَتلًا أو تَرَك

صَرَختُ نَحوَ بُرجِهِ
وَقُلتُ يَا .. مَا أظلَمَك

وَصِحتُ مِن قَهرِي بهِ
هَيّا! فَقالَ هَيتَ لَك

شعر: عبد الحي اغباريه

‫4 تعليقات

  1. بُورِكَ نَبْض مدَادكَ أُسْتَاذِي الفَاضِل ..
    إنّ حُرُوفَكَ تَقطِر بالشّهْدِ يَعطِّرُهَا الرّيَا وَطِيب العَبَق..
    مِسَاؤكَ سُكّر

  2. بنيتي صفاء !
    اشكر لك رفيع ذوقك ورقيق حسك . أرجو ان يكون الألقاء قد أمتعك كما أمتعتك القراءة .
    مع تحياتي

  3. بارك الله فيك
    كلماتك كانت تقطر عسلا! الصراحة ما غادرة اعبر عن الي قريته بس كثير كثير روعه كلمات بمنتهى الرقاوة والمحبة بارك الله فيك خيراك الى الامام

  4. شاعرتي الصغيره ! يسعدني اعجابك وأتمنى أن تأخذي مكانك في عالم الشعر وتذكري دائما قول الشاعر :
    كل ذي شأن كبير كان من قبل صغيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة