مذكرات الجنرال خالد نزار كما قرأتها

معمر حبار

تاريخ النشر: 24/06/25 | 7:28

“RECUEIL DES MEMOIRES DU GENERAL KHALED NEZZAR. 1Ma carrière militaire،” Deuxième edition revue et corrigée، CHIHAB EDITION, 2semestre, 2017، Bab EL Oued, Alger, ALGERIE, Contient 406 Pages.

مقدمة القارئ المتتبّع:

سبق للقارئ المتتبّع أن كتب المقال الأوّل[1]، والثّاني[2]، والثّالث[3]، وسلسلة من أربع حلقات[4]: عن الكتاب الذي بين يديك لمن أراد الزيادة.

الكتاب سهل القراءة، وبسيط، وسلس، ومباشر. قرأنا مثله وكتبنا عنه، وعشنا بعضه وكتبنا عنه.

امتاز الكاتب بذاكرة قويّة، وبذكر الاسم، والوظيفة، والواقعة، والظرف بدقّة متناهية.

لم يذكر الرّموز. إنّما ذكر الأسماء كما هي ومن طفولته إلى أيّامه الأخيرة. واسم واحد فقط لم يذكره وقال عنه: لا يحضرني اسمه ولم أتذكره.

الكتاب ثري جدّا من الناحية العسكرية. وأعترف أنّي وجدت صعوبة في فهم مصطلحاته العسكرية الدّقيقة جدّا.

وعد الكاتب أنّه سينشر الجزء الثّاني الخاص بحياته السّياسية.

الجنرال الشاب:

جاء عبر عنوان: “جروح الذاكرة”، وعبر صفحات: 37-52: خالد نزار من مواليد: ديسمبر 1937. أقول: ما يعني أنّه في سنة 1954 كان عمره 17 سنة. وأصغر واحد من السّتة الذين فجّروا الثّورة الجزائرية وهو ديدوش مراد من مواليد 1927. ويكبر خالد نزار ب 10 سنوات.

الاستدمار الفرنسي يبغضك حتّى وأنت تدافع عنه:

قال -وبألفاظي-عن الجزائريين الذين شاركوا في حروب عدّة، وضدّ دول تحت راية الاستدمار الفرنسي أثناء الحرب العالمية الأولى من طرف الأب (وفيما بعد المشاركة في الحرب العالمية الثّانية). لكن حين عادوا للجزائر قابلهم المستدمرين الفرنسيين بنكران الجميل، وحذّروا منهم. لأنّهم -في نظرهم-عرفوا بلدانا جديدة، واحتكوا بمجتمعات وثقافات. ما يجعلهم يقارنون بين ما يعيشونه في الجزائر من استدمار، وما تعيشه مجتمعات أخرى من حرية، وعيش سعيد. وهو الذي يدفعهم إلى المطالبة بالحرية، واسترجاع السّيادة.

أضيف: الاستدمار الفرنسي يبغضك حتّى وأنت تدافع عنه، وتحرّره من عدوه والذي احتلّه.

الاستدمار الفرنسي يستعين بـ”السِينِيقَْالِيِينْ” لقتل الجزائريين:

قال في صفحة 49 -وبألفاظي-: استعان الاستدمار الفرنسي بـ”السِينِيقَْالِيِينْ” لقتل الجزائريين بوحشية، وبرودة دم.

أقول: اللاّفت للانتباه أنّ الجنرال الجزائري يرى أنّ جرائم “السِينِيقَْالِيِينْ” تجاه الجزائريين. لم تكن عن بغض، وحقد. بل كانوا ضحية عقيدة الاستدمار الفرنسي المبنية على ترسيخ قتل الجزائريين، وبغضهم، والحقد عليهم. وأعترف أنّي لأوّل مرّة أقرأ مثل هذا الموقف تجاه قتلة الجزائريين من “السِينِيقَْالِيِينْ”.

الفرنسية لسان الخبز، والقرآن لسان ديننا:

جاء في الفصل الثّاني والثّالث الممتد عبر صفحات: 52-67: قال لي أبي وأنا طفل أقطع 2 كلم للوصول إلى المدرسة، وأظلّ في المسجد صباحا أقرأ القرآن الكريم ثمّ الذهاب إلى المدرسة: “الفرنسية لسان الخبز، والقرآن لسان ديننا”. 53

كان الآباء يحرصون على تعليم أبنائهم الكتابة، والقراءة، واللّغة العربية للحفاظ على هويتهم. وكانوا يحرصون كلّ الحرص على أن يحفظ الأبناء القرآن الكريم. 53

اسم “عبد الله” بالنسبة للاستدمار الفرنسي:

سعى الاستدمار الفرنسي عبر كتبه الدراسية، وعدّة دروس، وساعات من تدريس مآسي

“عبد الله”. واختيار الاسم لم يكن صدفة. وذلك لغرض غرس اليأس، والقنوط في كون “العبد” الذي اسمه “عبد الله” خلق ليرضى بالاستدمار الفرنسي، ويخضع له، وأنّها إرادة الله تعالى التي يجب أن يخضع لها كلّ جزائري.

التكوين العسكري بالقليعة “نُقْلَة” للثّورة الجزائرية:

كانت المدرسة العسكرية بالقليعة. تعمل المستحيل لكيلا يصل الجزائري إلى مصف ضابط. ورغم أنّ الأساتذة الفرنسيين المحتلّين كانوا يلقّنوننا أنّ الجزائري المنهزم دوما، والفرنسي الفائز دوما. والجنسية الفرنسية لم تكن أبدا تؤدي إلى ترك الإسلام. 55

السنة الأخيرة في المدرسة العسكرية تزامنت مع تفجير الثّورة الجزائرية 1954. (أي كان في سنّ 17 سنة). 56

التكوين العسكري الذي تلقيناه في المدرسة العسكرية للقليعة، كان: مفيد، وقوي، وممكن بفضله مواجهة الحياة. ومدرسة القليعة ستكون “نُقْلَة” للثّورة الجزائرية. ولا يوجد أيّة مؤسّسة جزائرية أخرى تستطيع منح الجزائر بهذا العدد. 56

عدّة طلاب من مدرسة القليعة، وثانويات، ومدارس جزائرية أخرى تركوا الدراسة، والتحقوا بالثّورة الجزائرية. 56

وبما أنّنا كنا تلاميذ في المدرسة العسكرية. كنّا نعرف قدرات الاستدمار الفرنسي، ولم تكن تخيفنا. وكنّا ننتظر الفرصة المواتية للهروب والالتحاق بالثّورة الجزائرية. وكنّا على يقين أنّ الذين فجّروا الثّورة الجزائرية كانوا على حقّ. ويقدّرون قوّة المحتل العسكرية جيّدا. 57

المدرسة العسكرية للاستدمار الفرنسي بألمانيا:

تخرّجت من المدرسة العسكرية لستراسبورغ عن عمر 17 ونصف. وكان من المفروض أن نتخرّج عن عمر 18 سنة. 57

تخرجت برتبة ملازم احتياطي في عمر 19 سنة ونصف من saint-maixant بألمانيا. وحُوّلت بتاريخ مارس 1957 إلى اللواء 13 المتمركز بألمانيا. 61

المجرم بيجار يبيد قرية بسبب هروب اثنين:

نقل الاستدمار الفرنسي الجنود الجزائريين في اللواء 13 حتّى يتجنّب هروب الجنود الجزائريين. وسبق للمجرم بيجار أن محى قرية بأكملها، ودون التّفريق بين عمر وجنس بسبب هروب اثنين من الجزائريين. 61

فرار الضباط الجزائريين من الجيش الفرنسي المحتلّ:

كتب الملازم رحماني، وباسم 56 ضابط جزائري رسالة لرئيس الجمهورية الفرنسية المحتلّة بإعفاء الجزائريين من إطلاق النار على إخوانهم الجزائريين. وحين تأخّر الرّدّ اجتمع الضّباط للفرار من الجيش الفرنسي المحتلّ. 61

أخبرني الرقيب “لبوخ” أنّ جبهة التحرير أمرت الضباط الجزائريين في الجيش الفرنسي المحتلّ بالبقاء في الجيش المحتلّ. لكن دون أن يتورّطوا في جرائم ضدّ الجزائريين. وقال: “نحتاجكم لمهام أخرى”. وأخذنا بنصائحه، وتوجيهات الجبهة. 63

ما ساعدنا على الفرار أن الجيش الفرنسي المحتلّ. لا يشرع في البحث عن الفارين إلاّ بعد مرور 11 يوم من الفرار. وأنّهم أرسلوا جزائريين جنودا في ألمانيان سرعان ما أصبحوا أعضاء المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني OCFLN. 65

تمّ البحث عنّي من طرف الدرك الفرنسي المحتلّ. واستنطقوا أبي فيما يخصّ فراري. فأجاب: “منحتكم ابني، والباقي مهمتكم”. وتمّ توزيع “نشرية بحث” من طرف المحكمة العسكرية الفرنسية المحتلّة في فرنسا، والجزائر. 64

المكّون العسكري للجنود الجزائريين:

بمجرّد وصولي تمّ تعييني من طرف العقيد “عمارة العسكري” المسمى “بوقلاز” كمكوّن في مدرسة المتفجرات، بوادي مليز، بالقرب من ساقية سيدي يوسف. 72

ذهاب الضّباط السوريين من أصول جزائرية الذين ساهموا في تكوين الوحدات الجزائرية أسرع في تعيين الخبراء الجزائريين. ومنهم: عبد الله تومي، وعبد الرحمن زيغود، وبوبكر حشاني، ومحمد بولنوار، وآخرون. 72

المركز بقيادة محمود فارس. والذي كلّفني بتدريس أغلب مواد البرنامج. وقدّم لي محمد بولنوار مساعدة ثمينة في مجال تسيير مسار الجندي، وميدان الرمي. 72

كنت مكلّف بكلّ النشاطات المدرسية للمركز. محاولا نقل ما أستطيع تقديمه من المعلومات التي تلقيتها في مجال الفني والعملياتي. خاصّة في مجال العبقرية العسكرية. 72

الطرق التي تعلّمتها في الجيش الفرنسي المحتلّ من: استعمال مختلف القنابل اليدوية، والمتفجرات من كلّ نوع، (ووسائل عسكرية دقيقة ذكرها الجنرال). وقد كان المتربصون في غاية الفهم، والاستيعاب وبسرعة لم أكن أتوقعها. 72

العلاقة “الباردة” بين الجنود القدماء والفارين من جيش الاحتلال بين الفرنسي:

أقول: ممّا فهمته من الكتاب أنّه تم استقبال الجنود الجزائريين الشباب الفارين من الجيش الفرنسي المحتل في الحدود الجزائرية التونسية ببرودة، ودون تخصيص لقاء خاص بهم. وأجريت على الفور إجراءات توجيههم بسرعة، وبشكل عادي جدّا. 70

قال الجنرال وهو يصف شعوره خلال الأيّام الأولى من تواجده بين إخوانه الجزائريين: “الدم الذي يسيل من الجنود هو أحمر اللّون. ولم يكن أزرق لدى الجنود الجدد، ولا أبيض لدى قدماء الجنود”.

أقول: وهو بهذا يصف رفض القدماء من الجنود للجدد من الجنود الفارين من الجيش الفرنسي المحتلّ. 73

تحدّث الجنرال عمّا يسمونه “مؤامرة العقداء”. لمن أراد الزيادة. 73

التغييرات العسكرية التي أدخلها ضمن الجنود الجزائريين:

أقول: ممّا فهمته من الجنرال: الجندي الجزائري كان يفتقر لأبسط قواعد التعامل مع السّلاح، والميدان. ما جعله يعود للصفر ويلقّنهم أبجديات القواعد العسكرية، والرمي. وقد ذكرها بالتّفصيل. 73

أدخلت ثقافة استعمال الورقة عبر السجلات، والتقارير، والرسائل. 74

قال: الجنود الذين التقيت بهم -ويقصد القدماء-يرفضون التعلّم، والتدريب على يد “طبيعة صغيرة”. 74

تكوين عدد كبير من الجنود حيوي بالنسبة للثّورة:

اغتنمت زيارة العقيد عمارة بوقلاز للمركز. وطلبت منه تحويلي إلى ميدان من ميادين المعركة. وأنّ مهمتي هي الميدان، وأمّا التدريس فهو مؤقت. ورفض طلبي بشكل قاطع، قائلا: “تكوين عدد كبير من الجنود حيوي بالنسبة للثّورة”. 74

بعد ذهاب محمود فارس بشكل نهائي. أصبحت المسؤول الوحيد للمركز. 75

تحدّث الجنرال عن اختلافه القوي مع الملازم بوعنان. وقد عمل المستحيل لغلق مركز تكوين الجنود الجزائريين. ولم يكن يعجبه خالد نزار. 75

مغادرة تكوين الجنود الجزائريين إلى الميدان:

قرّرت رفقة صديقي الجنرال المستقبلي عبد المالك قنيازية الذهاب لميدان المعركة، ومغادرة مدرسة التكوين. رغم ما في ذلك من خطورة. 76

تحدّث الجنرال عن علي حنبلي وهو من الجنود الكبار ووصفه بقوله: “امتاز بالسّيطرة على الميدان بشكل فطري”.

أقول: يريد أن يقول: وأنا -والجنود الجدد-نسيطرعلى الميدان بالعلم، والتكوين، والدراسة.

سلم الشجعان ومقتل 156 جندي جزائري:

تحدّث عبر صفحات: 76-80 وبالتّفصيل عن مقتل 156 من جنود علي حنبلي من قادة الثّورة الجزائرية. وقال بأنّها خسارة للثّورة الجزائرية. وأنّها جاءت بعد أن اقترح المجرم ديغول مشروعه: “سلم الشجعان؟ !”.

الرّئيس أحمد بن بلة:

لم يذكر -وطيلة الكتاب-حسنة واحدة من حسنات الرّئيس أحمد بن بلة.

الرّئيس هواري بومدين، والرّئيس الشاذلي بن جديد :

يرى في الرّئيس هواري بومدين القائد، والرّئيس العظيم. ويذكره دوما بإيجابيات.

ظلّ يذكر عيوب الرّئيس الشاذلي. ويرى أنّه سبب المصائب التي حلّت بالجزائر.

ذكر حسنة واحدة للرّئيس الشاذلي بن جديد حين قلّده رتبة الجنرال سنة 1984.

يرى أنّ من عيوب الرّئيس هواري بومدين أنّه اعتمد على لا مركزية القيادة العسكرية. ولأسباب سياسية. حتّى تكون القيادة في يديه، ويتّصل متى شاء بأيّ قائد منطقة. لكن الرّئيس الشاذلي بن جديد جعل القيادة مركزية. وهذه من حسناته.

يرى أن أسباب حوادث 5 أكتوبر 1988، تكمن في: نتائج سياسة الرّئيس هواري بومدين، وضعف الرّئيس الشاذلي بن جديد، وعجزه عن إيجاد بدائل.

كريم بلقاسم، وعبان رمضان، وقاصدي مرباح:

يرى في كريم بلقاسم أنّه من سعى لتقسيم الجزائر على أسس عرقية. (وأظنه يرى في عبان رمضان نفس الفكرة).

يرى في قاصدي مرباح: الظالم، والديكتاتوري، واستغلّ المخابرات لغير ما وضعت لها، وغير المتمكّن في القضايا العسكرية. وأنّه هو الذي كان من وراء تنصيب الرّئيس الشاذلي بن جديد. لأنّه يوافق نفسيته. رغم أنّه يعلم أنّه ضعيف.

أحمد طالب الإبراهيمي:

أقول: يشعر القارئ أنّ الجنرال يتعامل مع أحمد طالب الإبراهيمي باستصغار، وازدراء. وكأنّه يقول: أهذا يصلح ليكون وزير الخارجية.

بلعيد عبد السلام:

انتقد وزير الصناعات المصنعة بلعيد عبد السلام. في كون التخمة التي عرفها المجتمع الجزائري في عهده. كانت من وراء أحداث 5 أكتوبر 1988.

العقيد معمر القذافي:

من غرائب ما قرأت، أنّ العقيد معمر القذافي وإثر تعرّض ليبيا لضربات عنيفة قاسمة من التشاد طلب مساعدات عسكرية من الجزائر. وأرسله الرّئيس الشاذلي بن جديد مبعوثا له لدراسة نوعية المساعدات. وبعد أن التقى بالعقيد معمر القذافي. اشترط على الجنود الجزائريين أن يأتوا إلى ليبيا دون ذخيرة. فعقّب الجنرال: كيف يذهب الجنود الجزائريين إلى منطقة حرب دون ذخيرة. فتم رفض طلب العقيد من طرف الجزائر.

حوادث 5 أكتوبر 1988:

علي كافي:

يرى أنّ علي كافي هو الذي ألغى قانون فرض اللّغة العربية. ويقول بأنّه معرّب.

الإثنين 27 ذو الحجة 1446هـ، الموافق لـ 23 جوان 2025

الشرفة – الشلف – الجزائر

[1] مقالنا: مشاركة، ومساعدة الجزائر للجيش المصري في حرب 1967

الحلقة الأولى– معمر حبار

الإثنين 20 ذو القعدة 1446هـ، الموافق لـ 19 ماي 2025

[2] مقالنا: نصائح الجيش الوطني الشعبي، وأخطاء الجيش المصري في حرب 1967

الحلقة الثّانية والأخيرة – معمر حبار

الإثنين 28 ذو القعدة 1446هـ، الموافق لـ 26 ماي 2025

[3] مقالنا: انقلاب 19 جوان 1965 كما عاشه الجنرال خالد نزار

ترجمة، وتلخيص، وتنظيم، وتعليق معمر حبار

الخميس 23 ذو الحجة 1446هـ، الموافق لـ 19 جوان 2025

[4] #مذكرات_الجنرال_خالد_نزار

الشلف – الجزائر

معمر حبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة