“خيبر” الصاروخ الباليستي الإيراني و”خيبر” اليهود
بقلم أحمد حازم
تاريخ النشر: 23/06/25 | 13:36
الجيش الإسرائيلي يطلق اسماً على كل حرب يشنها على قطاع غزة مثل: “الرصاص المصبوب، الجرف الصامد، عمود السحاب، حارس الأسوار والفجر الصادق .” أما الحرب الحالية التي تشنها اسرائيل على ايران منذ عشرة أيام، فأطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”. هذا الأسد الإسرائيلي لم يستطع وحده تدمير أهم مفاعل تخصيب اليورانيوم في نطنز وأصفهان وفوردو فاستعان بـ”الاسد الأمريكي” لينهي المهمة. وهذا ما حصل بالفعل. إيران تطلق أيضاً أسماءً على عملياتها العسكرية. فالهجوم الصاروخي الإيراني الذي شنته ايران على إسرائيل في أكتوبر العام الماضي مستخدمة250 صاروخاً أطلقت عليه “الوعد الصادق 2”
بعد العملية الأمريكية على مفاعل فودرو ونطنز وأصفهان، سارعت إيران في الرد على العملية باستخدام صواريخ تستخدمها لأول مرة في ضرب إسرائيل. فقد أعلنت عن إطلاق صاروخ “خيبر” على إسرائيل في المرحلة العشرين من عملية “الوعد الصادق 3″، ردا على الهجوم الأمريكي على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة.
واسم “خيبر” له حكاية مع التاريخ وقد يكون اختيار ايران لاسم “خيبر” لتسمية الصاروخ الباليستي المتطور الذي صنعته تسمية مقصودة، لأن خيبر السعودية الهوية معروفة بأنها مقر الوجود اليهودي الذي يعود إلى التاريخ الذي استوطن فيه اليهود منطقة يثرب بعد وفاة نبي الله موسى عليه السلام.
إيران أعلنت الأحد، أنها استخدمت صواريخ “خيبر” الباليستية في موجة هجومها الأخير على إسرائيل وهو الأقوى بعد الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية. صاروخ “خيبر” ينتمي إلى الجيل الرابع من عائلة صواريخ “خرمشهر” الباليستية. وقبل إطلاقه أعلنت ايران ان حدثا سيشهده العالم سيكون حديث الساعة وبالفعل فإن هذا الصاروخ “خيبر” لا يزال حديث المحللين العسكريين في العالم. فلماذا الحوف من صاروخ خيبر؟ اسمعوا الحكاية:
يبلغ مدى الصاروخ 2000 كلم ويزن رأسه الحربي شديد الانفجار 1500 كلغ ويتميز بسرعته الخارقة، حيث تصل إلى 19.584 كلم/ساعة خارج الغلاف الجوي، ونحو 9792 كلم/ساعة داخله، ما يجعل اعتراضه عملية شبه مستحيلة بالنسبة لمنظومات الدفاع الجوي التقليدية، مثل “باتريوت” أو “مقلاع داوود”. ومن أبرز مميزاته عدم احتوائه على جنيحات، وهو ما يقلل من مساحة الاحتكاك، ويساعد على تعزيز دقة التوجيه والسرعة. كما يتمتع الصاروخ بميزة تحصينه من الحروب السيبرانية، عبر فصل أنظمة التوجيه الإلكترونية بمجرد دخول الرأس الحربي الغلاف الجوي، ليصبح كتلة ميكانيكية خاملة لا تصدر أي إشارات يمكن تتبعها، ما يزيد من فرص اختراقه لمنظومات الدفاع الجوي المعادية.
ظاهرياً، لم تهتم ايران كثيراً بالضربة الأمريكية لأنها كالنت تتوقعها مسبقاً. يوجد مثل شعبي يقول :”قللو بغفيلك قللو صحيلك”. فقبل الضربة الأمريكية سارعت ايران وعلى ذمة تصريح مسؤول إيراني كبير لرويترز، الى نقل معظم اليورانيوم المخصب في فوردو إلى مكان سري.
والسؤال المطروح الآن وبحق بعد الضربة الأمريكية: هل من سبب بعد للحرب على ايران بعد تدمير البرنامج النووي الإيرلني استنادا لتصريحات إسرائيلية وأمريكية؟ نتنياهو أعلن دائما ان هدفه تدمير النووي الإيراني وقد حصل ذلك فماذا يريد نتنياهو بعد؟
وأخيراً..
يبدو أن مقالي يوم أمس بعنوان :”حرب على ايران وحرب على الجزيرة والآذان” قد فهمه البعض انه دفاعاً عن الجزيرة، لأني تلقيت عدة رسائل تتمحور حول ذلك. في الحقيقة ان قصدي لم يكن الدفاع عن الجزيرة بل هو رفضاً لأسلوب التعامل مع الاعلام