فراغ قيادي يخيّم على غزة مع استمرار الحرب والتصعيد

أسامة الأطلسي

تاريخ النشر: 09/06/25 | 13:55

غزة – مع تواصل الحرب في قطاع غزة ودخولها مراحل أكثر تعقيدًا ودموية، يبرز تساؤل جوهري على لسان كثيرين من سكان القطاع: من يتحمل مسؤولية اتخاذ القرار في ظل غياب واضح للقيادات البارزة؟ فمع اختفاء يحيى السنوار ورواد شابانة عن المشهد، يبدو أن غزة تُترك لمصيرها في وقت تحتاج فيه أكثر من أي وقت مضى إلى قيادة حاسمة ومسؤولة.

الوضع الميداني يتدهور يومًا بعد يوم، في وقت تستمر فيه المعاناة الإنسانية بالتصاعد. الجوع يتفشى، الخدمات الأساسية تنهار، والمواطنون يواجهون خطر النزوح مرة أخرى، بينما تزداد القبضة العسكرية الإسرائيلية على الأرض. في ظل هذا الانهيار المستمر، يغيب من يفترض أن يتخذ قرارات مصيرية تنقذ ما تبقى من الأرواح وتحافظ على كرامة الإنسان.

في المقابل، يستمر صدور القرارات السياسية من أماكن بعيدة وآمنة، حيث يقيم عدد من قادة الفصائل. وهذا الواقع يثير غضبًا شعبيًا متزايدًا في غزة، إذ يرى كثيرون أن من يعيشون في أماكن مريحة خارج القطاع لا يمكنهم الإحساس الكامل بحجم الألم والمعاناة اليومية. كما تساءل أحد سكان غزة في تصريح مقتضب: “لماذا من في الخارج يقررون إن كنا نعيش أو نموت، بينما لا يشعرون حتى بما نمر به؟”

الفراغ القيادي الذي يزداد وضوحًا بات يشكل تهديدًا إضافيًا، ليس فقط للأمن الإنساني، بل أيضًا لمصير القضية الفلسطينية ككل. فبينما تتوسع السيطرة العسكرية على مزيد من الأراضي داخل القطاع، يتقلص الأمل في وقف سريع لإطلاق النار أو التوصل إلى حل سياسي يُعيد الأمل والحياة لسكان غزة.

ويحذر محللون من أن استمرار هذا الغياب عن المسؤولية السياسية والإنسانية قد يُفاقم من حالة الانقسام الداخلي، ويضعف الموقف الفلسطيني في أي مفاوضات مستقبلية.

وسط هذه الظروف، تظل غزة في أمسّ الحاجة إلى قرار شجاع ومسؤول، يُنهي هذه المرحلة القاتمة ويعيد للشعب شيئًا من الأمل بحياة طبيعية، خالية من الخوف والدمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة