لا تحدثني عن الإيمان إن لم تبكِ في العتمة

بقلم: رانية مرجية

تاريخ النشر: 25/05/25 | 7:29

إياك أن تحدثني عن الأمل، ما لم تختبر الألم.

لا تُحدّثني عن الضوء إن لم تمشِ حافيًا في العتمة.

لا تُلقِ على قلبي المحترق عبارات مطمئنة مستعارة من كتب التنمية البشرية أو خطب الوعّاظ. ستكون نكتة سمجة، لا أكثر.

ترى، ماذا تعرف عني؟

لا شيء.

فمن الأفضل أن تصمت.

لا تستعرض أمامي محبة زائفة، ولا تُظهر إيمانك المزيّف لتكسب التصفيق.

لا تذكر اسم الله، أو الدين، أو المحبة، وأنت تفرغها من معناها.

ماذا تعرف عنها؟ لا شيء.

مجرد كلمات ترددها، تستعرض من خلالها بطولاتك الوهمية.

حسنًا، يمكنك أن تواصل خداع نفسك ومن حولك،

لكنني أنا لست منهم.

لن تستطيع خداعي، ولن تُقنعني بصدق نواياك، ولا بنقاء قلبك أو صفاء فكرك.

لقد سقطت، يا عزيزي، في أول امتحان للواقع.

سقطت وسقط معك قناعك، حين سخرت من جرحي أمام الآخرين.

الإنسان موقف.

والإيمان موقف.

والدين موقف.

والمحبة، هي الأخرى، موقف.

أما أنا؟

نعم، أنا متعبة.

لكنني لست مكتئبة.

أنا موجوعة، نعم.

ولكني سأنسج من جرحي مزمورًا خاصًا بي،

وسأتجاوز هذه المرحلة الصعبة، بإيماني الممزوج بالصبر، وبأملٍ لا يُشبه كلماتك.

سأتجاوز،

لأنني تعلّمت كيف أُحيل ألمي إلى حكاية،

وجرحي إلى نضال.

ولأني ببساطة، لا أحتاجك لتُصدّقني.

يكفيني أنني أُصدق نفسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة