قصة سكر للكاتبة جميلة شحادة هي قصة علاجية

بقلم الناقد محمد علي سعيد

تاريخ النشر: 06/08/23 | 0:23

“سُكَّر”؛ قصة للكاتبة: جميلة شحادة/ الناصرة.
الغلاف والرسومات: تُزين القصة رسوماتٌ جميلة ٌومعبِّرةٌ على الغلافِ من الناحيتين، وفي الصَّفحاتِ الدَّاخليَّة. هذه الرسومات تملأ فضاء الصفحة كلّه، وهي زاهية الألوان ومعبّرة عن أحداث القصة، حيث تعكسُ وتجسِّدُ مشاهدَ وأحداثَ القصَّةِ، وقد قامتْ الفنانةُ التشكيليَّةُ، الفلسطينيةُ، منار الهرم/ نعيرات بتصميمِها ورسمِها.
التدقيق اللغوي: د. حسن عثمان.
الصفحات والحجم: عدد صفحات قصة سكّر هو 38 صفحة، من الحجم الكبير، أما الورق فصقيل، والغلاف من الكرتون (الورق المقوّى) الصقيل.
سنة الإصدار ودار النشر: سنة 2001 عن دار النشر ” الهدى” كريم عز الدين عثامنة، في كفر قرع.
الفئة العمرية: قصة سكّر، معدة للأولاد من الفئة العمرية ما بين 6- 12 سنة، ولو أنها مناسبة، لأن يقرأها الجميع، ومن كل الفئات العمرية.
“سكر” قصةٌ خيالية، وقد كُتبتْ على لسانِ الحيوان؛ فهي قصة تحكي ما حدث لعائلة من الأرانب المكوّنة من الأب أليف، والأم أسيف، وأبنائهم الثلاثة: جوهر، وعنبر وسكّر. عاشت هذه العائلة بأمان في مزرعة الأرانب، الى أن خُطف ابنها الأصغر سكّر، وعندها؛ تبدأ رحلة أخوته الشاقة، لاسترجاعه.
يتكون العنوان من مفردة هي اسم شخصية مركزية في القصة، والعنوان محايد. وقصة سكّر تبدأ بقصة واقعية، وتتضمن داخلها قصة سكر الخيالية. فالقصة تتحدث عن أخوين مختصمان ولا يحبان اللعب معا ويختلفان دائما، سمعت الأم صياحهما فاحتضنتهما وجلست بينهما وقصّت لهما قصة الأرنب “سكر”، فتعانقا وعادا ليلعبا معا بكل الألعاب. أما قصة الأرنب “سكّر فتتلخص، بأن ضحّى به أبوه للعملاق الذي أخذه الى حِصنه، فذهب أخواه ليقتلا العملاق، فوجدا اخيهما، الأرنب سكر، يعيش سعيدا في مزرعة الأرانب عند العملاق، فعادا به الى البيت.
وترتفع الأسئلة: كيف ضحّى الأرنب الأب بابنه؟ لماذا لم يقتل الإخوة العملاق؟، كيف عادا مع سكر الى بيتهم؟
القصة تنتمي الى مجال العلاج بالقصة، وقد نجحت الكاتبة، جميلة شحادة لتكون قصة سكّر كذلك. والاسم سكر أفاد القصة ونهايتها السعيدة، ولكن ماذا أفادت تسمية الشخصيات في القصة، مثل أليف وعنبر…؟ بل وماذا أفاد الاسم سكر القصة؟
على أي حال فقصة “سكر”، جاءت بالأساس لتكسب الطفل القارئ أهمية الأخوة، والتّمسك بأواصر العائلة، والى تعزيز قيمة وأهمية الانتماء، في ظل ما نشهده اليوم من تفكك عائلي؛ فنحن نرى أو نسمع اليوم، عن أخ يقتل أخاه، أو أخته، أو حتى أمه للأسف. كذلك هناك رسائل أخرى تريد الكاتبة أن توصلها للقارئ عن طريق القصة، لكن هذا يتوقف على جيله؛ فهي تضمِّن القصة رسالة مبطنة، وهي المحاربة والعمل الجاد من أجل تحصيل الحقوق، وعدم التنازل عن هذه الحقوق.
*************************************
بقلم: محمد علي سعيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة