اليهود سيقضون على إسرائيل وليس العرب أو إيران

ما يجري الآن في إسرائيل من احتجاجات طالت وحدات هامة في الجيش، وخاصة سلاح الجو والوحدات الخاصة، وبضمنها وحدات كوماندوز النخبة والاستخبارات العسكرية، وسلاح البر ومظاهرات عارمة بمشاركة عشرات الآلاف من اليهود، وتمرد ضباط وجنود احتياط من سلاح الجو وقطاعات أخرى بسبب خطة “الإصلاح القضائي” لإضعاف جهاز القضاء والتي اوجدت شرخاً كبيراً في المجتمع الإسرائيلي وألحقت ضررا بالاقتصاد، كل ذلك دفع بمحللين إسرائيليين إلى الإشارة إلى مدى التأثير الكبير على الجيش الإسرائيلي، خاصة بسبب الطابع العسكري لهذا المجتمع، وإمكانية حصول انقسامات كبيرة داخل الجيش. فهل هذه بداية البدايات لانتهاء هذا الكيان؟

كافة المؤشرات تدل على أن زوال إسرائيل لن يتم عن طريق 23 دولة عربية مشتتة سياسيا هنا وهناك، بسبب نذالة بعض هذه الدول بإقدامها على التطبيع مع هذه الدولة المحتلة وسكوت البعض عما تفعله إسرائيل بالشعب الفلسطيني، وليس عن طريق إيران التي تتخوف إسرائيل منها والتي طالما تدعي ان “تحرير” فلسطين سيكون عن طريق طهران. والواضح أن زوال إسرائيل سيكون فقط عن طريق اليهود أنفسهم وهم الذين سيقضون عليها مستقبلاً.

لا يوجد شيء مستحيل في هذه الدنيا وكل شيء جائز وكل الاحتمالات مفتوحة. هم نفسهم يهود إسرائيل يقولون ذلك، وهم نفسهم أحفاد هرتزل يتخوفون من ساعة لا مفر من أن تجيء حسب رواياتهم.

في شهر مايو/أيار عام 2021، صدر كتاب “بيت ثالث: من شعب إلى قبائل إلى شعب”، للكاتب الإسرائيلي آرييه شافيت، يتحدث فيه عن إخفاقات إسرائيل منذ إنشائها، وعن مواجهة الصراعات والنزاعات الداخلية، وسبل إعادة إسرائيل برؤية واحدة، كفرصة أخيرة لليهود.

رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق نفتالي بينيت، يرى أن دولته في الطريق الى الانهيار. فقد أكد

في رسالة له للجمهور الإسرائيلي في الثالث من شهر يونيو/حزيران 2022، “أن الدولة تشهد اليوم حالة غير مسبوقة تقترب من الانهيار، وتقف أمام اختبار حقيقي ومفترق طرق تاريخي وتواجه خطر السقوط “.

أما رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، وفي مقال له في صحيفة “يديعوت أحرونوت العبرية، في السابع من شهر مايو/أيار العام الماضي أن الكراهية بين اليهود هي التهديد الحقيقي لإسرائيل، فقد أعرب عن مخاوفه من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها. ولماذا هذا التخوف؟ لأن “التاريخ اليهودي يفيد بأنه لم تُعمَّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة”

حتى ان بنيامين نتنياهو نفسه صرح لصحيفة هآرتس في العاشر من شهر أكتوبر/ تشرين أول عام 2017: “إنني سأجتهد كي تبلغ إسرائيل عيد ميلادها المئة، لأن مسألة وجودنا ليست مفهومة ضمنًا، وليست بديهية، فالتاريخ يعلمنا أنه لم تُعمَّر دولة للشعب اليهودي أكثر من 80 سنة”

وأخيراً…

أحرقوا القرآن في السويد، فأحرقوا سفارتها في بغداد، والبادي أظلم.