عشقٌ وكفاح
شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل -
تاريخ النشر: 11/06/23 | 8:59 لقد أعجبني هذا البيت من الشعر المنشورعلى صفحة أحدِ الأصدقاء في الفيسبوك :
( أهيمُ بذكركُمْ شوقًا لوصلٍ فهلْ لزمانِ وصلِكُمُ رجوعُ )
فنظمتُ هذه الأبيات الشعريّة ارتجالا ومُعارضةً له :
غرامٌ ليسَ تخفيهِ الضّلوعُ – وَهجرٌ لا تُجاريهِ الدُّموعُ
وَفنٌّ يأسرُ الألبابَ دومًا – وَمنهُ ينتشِي الكونُ الوسيعُ
وَشعرٌ قبلة العشَّاقِ يبقى – ستبتهجُ المغاني والرُّبوعُ
أنا مجدُ الفنونِ أمدُّ جَذري – وفرسانُ القريض لهُ فروعُ
أنا ربُّ المثالثِ والمثاني – وَشعري الدُّرُّ والذهبُ اللميعُ
تُحليهِ البلاغةُ والمعاني – وَيُترعُهُ الجناسُ أوِ البديعُ
هنا الإبداعُ شعَّ على البرايا – وفي كلِّ الفنونِ أنا الطليعُ
وإنَّ الضَّادُ تسمُو في يراعي – وفي إعجازهَا إنِّي ضليعُ
ونقادٌ كشسع النعلِ عندي – وفي دربِ العمالةِ هُمْ سُطوعُ
لقد خدمُوا سياسةَ مُستبدٍّ – لتدميرِ الثقافةِ هُمْ زُروعُ
سياستُهُمْ تدجينٌ لشعبي – لهُ الإذلالُ … مقمُوعٌ مَرُوعُ
نوادي الخزي تخدمُ كلَّ وَغدٍ – وَمدسُوس ٍ يُنفذُ ما يُريعُ
وكم مَسخ وَمعتُوهٍ سفيهٍ – يُكرَّمُ عندهُمْ بئسَ الصَّنيعُ
هنا المأجورُ صارَ اليومَ فذّا – يقرُّرُ شأنُهُ أمرٌ فضيعُ
هنا النُقَّادُ خرُّوا تحتَ نعلي – كأنِّي الموتُ والسُّمُّ النقيعُ
رفضتُ سياسةَ التطبيع دومًا – مع الأحرارِ مقدامٌ قريعُ
وَللحُرِّيَّةِ الحمراءِ دربي – على أبوابها سُكِبَ النّجيعُ
أنا أحلى من الشعراءِ شكلًا – وأشجعُهُمْ إذا التقتِ الجُموعُ
فِدا الأوطانِ قد أرخصتُ روحي – شهيدٌ في مغانيها صريعُ
بلادي لا تزالُ منارَ روحي – وفي أرجائِها الطفلُ الوديعُ
سيبقى وصلكُمْ ما أرتجيهِ – وَإنِّي فيكمُ صَبٌّ وَلوعُ
طريقُ العشقِ أشواكٌ وَوردٌ – وَعن دنيا الغرامِ فلا رُجوعُ
لقيتُ بقربكمْ أيَّامَ سَعدٍ – وَإنَّ البُعدَ لي موتٌ مُريعُ
خضعتُ لقيدِكمْ من دونِ ردع ٍ – وَغيرُ الحُبِّ ما كانَ الخُضوعُ
يلومُ الناسُ انٍّي في هواكُمْ – أسيرٌ … إنَّني دومًا مُطيعُ
سيبقى الحُبُّ نبراسًا لقلبي – وَسَعيي للمعالي .. لا رُكوعُ
بقربكمُ وُرودُ العُمرِ تزهُو – وَبُعدُكُمُ خريفٌ لا ربيعُ
أطعتُ هواكُمُ كم ذبتُ وَجدًا – وَعهدُكمُ وَحُبِّي لا أبيعُ
فأقضي الليلَ دومًا في سُهادٍ – وَحُبُّكمُ سُهادٌ لا هُجُوعُ
سكبتُ نزيفَ قلبي لا يَراعِي – منارًا للدُّنى كانَ النجيعُ
وَإنِّي الشَّاعرُ الوَلهانُ أبقى – وفي الإقدامِ يعرفني الجميعُ
تحدَّيتُ الطغاةَ وكلَّ باغ ٍ – ولا أمشي كما يمشي القطيعُ
ولي قِيَمٌ أنا أمشي عليها – ولا أحدٌ يُقرِّرُ ما أشيعُ
أضأتُ الليلَ من إشراقِ روحي – طوالَ الدَّهرِ وانطفأتْ شموعُ
حياةٌ كلها كدٌّ وَجُهدٌ – وّصوتُ الحقِّ دومًا لا يضيعُ
أنا أرضُ الأغاني وهي تزهُو – على زنديَّ للشَّمسِ الطلوعُ
سأبقى مع طيورِ الفجرِ أشدُو – وَإن غمرَ الحِمى خطبٌ مُريعُ
وللأوطانِ في دمِ كلِّ حُرٍّ – عُهودٌ لا يُدنّسُهَا الوضيعُ
وَإنَّ الحُبَّ يصقلُ كلَّ نفسٍ – ويرفعُهَا ولا يلفى الوقوعُ
وَإكسيرُ الحياةِ لكلِّ فذّ – وَحُرٍّ حُلمُهُ وطنٌ منيعُ
وَإنَّ البارَّ بالإيمانِ يحيا – وَمنْ عاشَ المحبَّةَ هل يجوعُ؟
وَإنَّ الحُبَّ يهزمُ كلَّ شرٍّ – وبالإيمانِ تلتئِمُ الصُّدوعُ
بحبلِ اللهِ فاعتصَمتْ نفوسٌ – وكانَ الخصبُ والخيرُ المَريعُ
أصونُ الوِدَّ لم أنكُثْ بعهدٍ – وكم ندٍّ هنا أفعًى لسُوعُ
انا نهرٌ مدى الازمانِ يجري – وغيري إنَّهُ بئرٌ نزوعُ
ولا أسعى لجمعِ المالِ ذخرًا – لكسبِ المالِ كم غيري طمُوعُ
وكم هامتْ بحُبِّي من حسانٍ – وكم غيداءَ أشعاري تُذيعُ
على عجلٍ كأنَّ الشَّمسَ تحتي – مجرَّاتٍ قطعتُ ولا رُدُوعُ
وإنِّي جئتُ من كونٍ بعيدٍ – إلى أرضٍ يُجمِّدُهَا الصَّقيعُ
وهذي الارضُ قد مُلئت فجورٌ – يصولُ الكفرُ والظلمُ الشَّنيعُ
وهذا عصرُ لكع ٍ وابنِ لكع ٍ – ويختالُ المُنافقُ والخليعُ
طموحي ليسَ تُدركُهُ البرايا – وكلٌّ في مآبقِهِ صَفيعُ
نبيٌّ جئتُ في عصرٍ عصيبٍ – لهدي إنَّني النغمُ السَّجُوعُ
وأعزلُ جئتُ لم أشهِرْ سلاحًا – وما سادَتْ سيوفٌ أو دُروعُ
لأجلِ الحقِّ خُضتُ غمارَ حربٍ – سينكشفُ المُزيّفُ والخَدُوعُ
وبالإيمانِ كم تعلو بنودٌ – وَيندَحرُ المُمَخْرَقُ والرَّقيعُ
أحِبُّكمُ … أحبُّ طلاقَ روحي – من الأوهامِ … ينقشعُ الهزيعُ
وَيرتعُ زورقُ الأحلامِ تيهًا – يجوبُ الكون … ترتفعُ القلوعُ
ربيعُ العُمرِ أيَّامٌ وتمضي – وَيفنى العيشُ والعُمرُ السَّريعُ
فآهٍ من هواكُمْ ألفُ آهٍ – لقد ذابَ الفؤادُ ولا شفيعُ
كبرتُ على هواكمْ طالَ عُمري – حملتُ العشقَ ما لا أستطيعُ
زهورُ الروضِ رَوَّاها فؤادي – وفيكُمْ يُنظمُ الدرُّ الرَّصيعُ
غريقٌ في هواكمْ طولَ دهر ٍ – ولم يرأفْ بنا الزمنُ اللكيعُ
سأبقى مع عبيرِ الشوقِ فُلًّا – ولحنًا ينتشي منهُ السَّميعُ
وَأنتُمْ مصدرُ الإلهامِ عندي – وَمنكُمْ يزدهي الأدبُ الرفيعُ
وشعري فيكُمُ ما ضاعَ حقًّا – وعطري في المدى دومًا يضُوعُ
لكم منِّي السَّلامُ طوالَ عمري – بليلٍ أو إذا ضاءَ الصَّديعُ
لكم صلواتُ روحي كلَّ يومٍ – لأجلكمُ لكم طالَ الخُشوعُ
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل )
لله درك من شاعر لا يشق له غبار حتى وان اشرنا الى شاعرنا الفذ نعيم عرايدي طيب الله ثراه يا استاذ الاساتذه