الردة الوطنية : ظاهرة جرائم القتل في الداخل الفلسطيني!!
د.شكري الهزَّيل
تاريخ النشر: 11/06/23 | 8:53تحظى ظاهرة جرائم القتل وتصفية الحسابات بين العصابات والعائلات فيما بينها داخل مناطق الداخل الفلسطيني,بتغطية اعلامية محلية مشوهة يتكللها اتهامات لدولة الاحتلال بالتواطؤ وصناعة القتل وكأن هذة الدولة معنية بالاصل بوجود فلسطينيي الداخل الذين عانوا ويعانون الامَّرين منذ بقاءهم وصمودهم في وطنهم داخل منظومة دول الاحتلال الاسرائيلي التي نشأت قسريا عام 1948 بعد ان نَفذت العصابات الصهيونية ابشع واشرس حملة تطهير عرقي واثني عرفها التاريخ وهي الحملة التي تم من خلالها تشريد الشعب الفلسطيني واقامة دولة الاحتلال على جغرافيا المناطق المحتلة لعام 1948 الذي يعيش بداخلها اليوم ما يقارب المليوني نسمة من فلسطيني الداخل حيث كان عدد من من تبقوا بعد موجات التشريد والقتل عام 1948 حوالي 110 الاف فلسطيني توزعوا في وعلى مناطق جغرافية وديموغرافية في الجليل والمثلث والساحل والنقب وما سمي لاحقا بالمدن المختلطة وهي المدن الفلسطينية اللتي اُحتلت عام 1948 وتم الاستيلاء على بيوتها من قبل المستوطنين اليهود وبقي بداخلها اقلية فلسطينية اطلق عليها الاسرائيليون لاحقا تسمية ” الجيتو” وهي احياء عربية تعيش على هامش المدن العربية المحتلة مثل عكا ويافا والرملة واللد الخ ..
ككاتب مختص بشؤون فلسطينيي الداخل لابد من القول انه من الصعوبة تلخيص حال واحوال فلسطيني الداخل في مقاله واحدة لكننا سنركز على النقاط المهمة في تطور هذا القطاع الفلسطيني الذي يشكل جزء لا يتجزأ من كامل الشعب الفلسطيني وهو الجزء الذي بقي عام 1948 داخل مناطق منظومة الاحتلال وتركز وجوده المناطقي في الاماكن التي ذكرتها اعلاه حيث خضعت هذة المناطق الى الحكم العسكري من عام 1948 وحتى عام 1966 ومن ثم تم تعريف مناطق التواجد الفلسطيني كمناطق تواجد الاقليات” ميعوطيم” داخل منظومة الاحتلال وهذا الاخير لم ينظر في يوم من الايام لفلسطينيي الداخل كمواطنين كاملي الحقوق لابل راى فيهم دوما كعناصر تشكل خطر على وجود الاحتلال ومن هذا المنطلق تم ويتم التعامل معهم حيث طورت دولة الاحتلال نظام سيطرة خاص بفلسطيني الداخل رغم انهم شكليا يحملون “الهوية” الاسرائيلية لكن على ارض الواقع يتم التعامل معهم كفلسطينسون من بوابة السيطرة والاحتواء التي شملت عناصر سيطرة كاملة متكاملة من بينها السيطرة الديموغرافية والجغرافية والسيطرة الاقتصادية والسياسية والثقافية الذي خضع لها فلسطينيوا الداخل منذ عام 1948 وجتى يومنا هذا..
السيطرة الجغرافية والديموغرافية تعني بالمجمل احتلال وتهويد مناطق التواجد العربي”الجليل المثلث الساحل النقب والمدن المختلطة” واعداد المخططاات التهويدية وتنفيذها من امثال مخططات تهويد وتتطويق مناطق الجليل والنقب والمثلث والساحل عبرزرع المستوطنين والمستوطنات الصهيونية داخل وحَّول حيز وتخوم مناطق تواجد العرب وهذا هو الحاصل اليوم حيث تم محاصرة الفلسطينيون على اصغر رقع جغرافية وديموغرافية داخل منظومة دولة الاحتلال مع الاخذ بالحسبان ما تم تنفيذة في النقب من تهويد وتوطين قسري وعدم الاعتراف بوجود عشرات القرى الفلسطينية في النقب..
منحت دولة الاحتلال الفلسطينيون حق الانتخاب والترشيح لكنها في المقابل سلبتهم جميع حقوقهم الوطنية والانسانية والحياتية وتعاملت معهم على اساس انهم عنصر” غريب” يشكل خطرا ديموغرافيا وجغرافيا ووجوديا على هذة الدولة التي تحتل فلسطين, وعليه ترتب القول”من وجهة نظر الاحتلال” ان هذا ” الوجود” يحتاج الى مراقبة وسيطرة واحتواء وتخريب بنيوي وحضاري من اجل السيطرة عليه وما جرى هو ان دولة الاستيطان لم توفر جهدا من اجل السيطرة على فلسطينيي الداخل وزرع الفرقة بينهم على اساس ” فرق تسد” من جهة وعلى اساس ” اسرلة وصهينة”قطاع لا يستهان به من داخل تركيبة فلسطينيي الداخل من جهة ثانية وبالتالي ما جرى ويجري هو ان دولة الاحتلال فرضيا منحت فلسطينوا الداخل ” هوية وجواز سفر” لكن في الحقيقة فحوى هذه الهوية هو بمكانة ” تاشيرة اقامة” تمنحها الدول عادة للاجانب الذين يقيمون على اراضيها وهذا ما يعني ان لامساواه الى الابد بين صهاينة الكيان و”عربه” كما يسميهم البعض …
الاكيد ان فلسطينيوا الداخل فلسطينيون هوية وتاريخا ووطنا وليست ” عرب اسرائيل” كما اسماهم الكيان ومعه عربان الردة في العالم العربي وليسوا ايضا “ميعوطيم” اقليات كما تسميهم منظومة مؤسسات دولة الاحتلال…هم فلسطينيون وجزء لا يتجزأ من كامل الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا ويعيشون في مناطق فلسطين المحتلة عام 1948 تحت سلطة الاحتلال الاسرائيلي..بعض عربان” اسرائيل” من اكاديمي الجامعات الاسرائيلية واعضاء الكنيست الصهيوني, يجتهدون في عملية اسرلة وتعريف ” فلسطينيي” الداخل ويحاولون جاهدا اعتبارهم مواطنوا دولة ” اسرائيل” لكن الواقع يعبر عن امر اخر بكون هؤلاء الفلسطينيون يعيشون في دولة استيطانية صهيونية عنصرية تعامل فلسطيني الداخل كاعداء:** تهدم بيوتهم,تحاصرهم جغرافيا وديموغرافيا واقتصاديا, تصادر اراضيهم, وتستعمل اماكن تواجد سكناهم كمصدر للعماله داخل سوق العمل الاسرائيلي,تحافظ على تخلفهم اقتصاديا وبنيويا”بنية تحتية” عنوة حتى تحافظ على فجوة وهوة ” تطور” بينهم وبين المناطق اليهودية,تلاحقهم سياسيا ووطنيا ومخابراتيا وتتعامل معهم عبر مشاريع التهويد والاسرلة والتغريب والتوطين القسري والانكى من هذا وذاك انها تستعملهم كزركشة ” ديموقراطية” لديموقراطية ” اسرائيل” لكونهم يشاركون في الانتخابات الاسرائيلية..!
تعيش الاكثرية الساحقة من بين فلسطينيي الداخل تحت او فوق خط الفقر داخل منظومة دولة الاحتلال والشريحة التي تتفوق اقتصاديا هي شريحة ” المتعلمين والاكاديميين والمهنيين” الذين يعملون في المؤسسات الاسرائيلية من جامعات ومستشفيات واعضاء كنيست واقلية مندمجة في سوق العمل والاعمال الاسرائيلي وعليه ترتب القول ان المجتمع الفلسطيني الداخلي مازال متماسك ومتناسق جغرافيا وديموغرافيا وثقافيا لكنه متفكك ومنفصم سياسيا ووطنيا ولغويا تبعا لعيش الاجيال المتتالية زمنا طويلا تحت الاحتلال ولهذا نجد ظاهرة لغة ” العبربية” الذي تتحدث بها الناس فيما بينها دون الانتباه الى تخريب لغة الام ” العربية” وتقمص هوية مغتربة مؤسرله سعت منظومة الاحتلال الى تحقيقها كهدف استراتيجي:** اسرلة, تغريب, تهجين تدجين وتحييد وطني يبدأ من مناهج التعليم في المدارس الفلسطينية ” الداخل الفلسطيني” ولا ينتهي في تفاصيل الاستراتيجية الصهيونية الا في حالة تحقيق الاهداف الصهيونية لمحاصرة العقل الفلسطيني وجعله محاصر بين وضعية السكن والماكل والمشرب ومركبة فاخرة ونسيان حالة الاحتلال المرتبطة بحالة احتلال فلسطين..في فلسطين الداخل رجال ونساء مغتربون ومؤسرلون الى حد الحديث باللغة ” العبرية” فيما بينهم.. الاحتلال اقنع هذة الظواهر والمظاهر بان اللغة ” العربية” لغة تخلف والعبرية هي العصرية والعملية.. نعم هذا موجود في فلسطين وهنالك ظواهر ومظاهر مخزية حضاريا وثقافيا بتخلي الفلسطيني عن فحوى هويتة الفلسطينية لكن في المقابل يوجد اكثرية فلسطينية حافظت على هويتها الوطنية..!
ما يجري في فلسطين الداخل من عنف وقتل هو نتيجة تراكمية وليست الاسباب وهذه الاخيره كثيرة وطويلة وعلى راسها سياسة دولة الاحتلال الاسرائيلي نحو فلسطيني الداخل, لكن الاخطر هو مشتقات هذا الاحتلال وابواقة من بين صفوف فلسطينيي الداخل وخاصة وسائل الاعلام ” العبربية” ومنتسبي ” المعاهد” الاسرائيلية الذين يعملون جاهدا على تخريب الهوية الوطنية الفلسطينية عبر محاولة قسريه لصهينة واسرلة العقل الفلسطيني وليس صحيحا ان سبب العنف هو ” الابتعاد عن الدين” لابل هو الابتعاد عن الهوية الوطنية الفلسطينية وذبحها على مذبح الاسرلة والصهينة ومن يشاهد مواقع “اعلام” فلسطينيي الداخل او ما يُحسب عليهم زورا ك “مواقع فلسطينية”يصاب بالصدمة من الكم الهائل لفحوى الاعلام الصهيوني الذي ينشر ويبث في هذه المواقع التي تخصصت في تخريب الهوية الفلسطينية واسرلة العقل والشباب الفلسطيني وزرع الانفصام في نفسية فلسطيني الداخل من جهة وحاولت وتحاول زرع الاسرلة والصهينة والمواطنة ” الاسرائيلية” الزائفة من جهة ثانية وبالتالي ما جرى ويجري هو غربة وتغريب داخل ما يمكن تسميته بالردة الوطنية, بَّين وبين ..محايد بين الهوية الاسرائيلية والهوية الفلسطينية..معلق على مخالب زيف وكذب الهوية الاسرائيلية..!
علينا ان نشير الى ظاهرة وجود اعضاء عرب” اصول فلسطينية” داخل الكنيست الاسرائيلي وهذه الظاهرة هي اخطر ظاهرة تخريبية للهوية الوطنية الفلسطينية لانها ببساطة تعترف بوجود ” اسرائيل” وتنفي وجود فلسطين والهوية الفلسطينية وكل تفسير اخر نعتبره تفسير طوباوي وانتهازي لتبرير وتمرير وجود هؤلاء على حساب هوية فلسطيني الداخل لابل ان هذة الظاهرة قد ساهمت وتساهم في الردة ” الوطنية” اللتي تجتاح المجتمع الفلسطيني في الداخل وتجعله ينحرف نحو مسارات الاسرلة والصهينه والعنف على طريقة ” المافيا” والقتل وار تكاب المجازر وعليه ترتب القول ان الدولة الاسرائيلية بكل اذرعتها تشارك في صناعة العنف والقتل داخل كامل فلسطين وداخل فلسطين الداخل والعجب كل العجب هو مطالبة “العربان” من الجلاد ان يحميهم ويحارب ظاهرة الجريمة وهو نفسة المجرم والجلاد وهو الذي يزرع الات وادوات القتل داخل مناطق فلسطينيي الداخل وهل يعقل ان يطالب احدا ما من حقير بن حقير ان يسانده وهذا الحقير ينادي بقتل الشعب الفلسطيني واعدام اسراه يوميا…!
كفى كذب وانفصام ونقول هذا لعربان الاعلام ومحلليه من تافهين وتافهات ونبَّاحين ونباحات من من من يطالبون دولة الاحتلال محاربة ” العنف” وهي اللتي تصنعة وهي قاتلة الشعب الفلسطيني.. كيف تتوقع من دولة الاحتلال ان تحارب العنف داخل فلسطين الداخل وهي ” الاحتلال” اللتي تمارسة ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 ..سميني مهما تسميني..اسمي عربي فلسطيني… انتم يا منفصمون اسموا حالكم عرب90 وبانوراما اسرائيل وكل العربان ولا تضحكوا على عقول وذقون الناس وتقوموا بتخريب عقولهم وطنيا.** يا عربان الكيان والغربان الناعقة::اتركوا بحوثاتكم للمعاهد الاسرائيلية وقدموا خدماتكم للمستشفيات الاسرائيلية و”صيروا” مليون مره “اسراويليون”…الله معكم!!..لا تشاركوا في تضليل العقل والوجدان الفلسطيني.. لا تشاركوا في التغريب والاسرلة وصناعة الردة الفلسطينية..!
العنف في الداخل الفلسطيني سوف يزداد ويستشري وينتشر بصورة مأساوية وهو يتحول تدريجيا من قتل فردي الى جماعي كما جرى مؤخرا في بلدة يافا الناصرة في الجليل شمال فلسطين, وهو عنف من فعل فاعل تديره اذرعة الدولة والشرطة الاسرائيلية لن تحاربه لانها بببساطة دولة وشرطة معادية للشعب الفلسطيني..تقتل هذا الشعب في الضفة وقطاع غزة وتترك الفلسطينيون في الداخل يقتلون بعضهم البعض بهدف زرع الخوف والفرقة ضمن استراتيجة ” السيطرة” وعليه ترتب القول بان : لا يتوقع احدا امرا ايجابيا من منظومة الاحتلال وسيستمر مسلسل القتل والتقتيل في ظل الردة الوطنية ودون العودة الى جذور الهوية الوطنية الفلسطينية لن يتوقف العنف ولن تتم معالجة هذة الظاهرة..
المقاومة الوطنية الحضارية والثقافية ضمن الهوية الوطنية الفلسطينية هي التي ستعيد الامن والامان لمجتمع فلسطينيي الداخل وليست اذرعة مخابرات وشرطة الاحتلال والحكومة الفاشية الاسرائيلية ….ناسف اسف كبير على جرائم قتل شباب وشابات في مقتبل العمر لكن علينا ان نعالج الامور بشكل صحيح ونركز اولا على وسائل اعلام مهلهلة يديرها عرب من اصول فلسطينية يسوقون لمحتوى وفحوى الاعلام الاسرائيلي والصهيوني ويطالبون الجلاد بحماية الضحية مع التاكيد على ان منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في الداخل الفلسطيني غائبة عن المسرح وتكتفي ببيانات وتظاهرات شجب واستنكار ومطالبة شرطة الاحتلال بمحاربة ظاهرة العنف..
يكفي تطيين وبكبكبكات ارتوازية والحقيقة ان فلسطيني الداخل يعيشون ازمة ” الهوية” والاسرلة القسرية التخريبية وعلينا اعادة الخيل الى مرابطها والامور تدريجيا الى نصابها باعادة ترميم الهوية الوطنية الفلسطينية كنقطة انطلاق لمعالجة ظاهرة العنف داخل مجتمعات فلسطينيي الداخل لابل داخل كامل فلسطين المحتلة.. خذوا القابكم الاكاديمية وعلقوها على حيطان المعاهد الاسرائيليه وهي القاب بحوثات واستنتاجات مصدرها معاهد صهيونية ودون حل اشكالية الهوية الوطنية الفلسطينية لن تكون هنالك حلول للعنف المستشري في الداخل الفلسطيني..عندما تتوقف المواقع الاخبارية والاعلامية ” الفلسطينية” عن نشر فحوى الصحافة والمعاهد الاسرائيلية وتنسجم مع خط اعلامي يناسب الهوية الوطنية الفلسطينية ستتغير الامور في وعي ووجدان الناس…اشكالية الردة الوطنية والعنف وعلاقتها بظاهرة جرائم القتل في الداخل الفلسطيني…ابدأ ي الان: تحدث عربي وحدث ابنك وابنتك بالعربي واعلمة بهويته الفلسطينية ولا تسوق له بسبب ” راتبك والقابك” بانه ” اسرائيلي”…الشرطة الاسرائيلية لن تحميك ي والهوية الوطنية الفلسطينية هي الجدار الصلب والخيار الاستراتيجي لحمايتك على المدى القريب والبعيد….!!