القناة السرية مع نتنياهو و(أخواتها)

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 24/02/23 | 18:48

دولة الإمارات التي أبرمت اتفاق أبراهام التطبيعي مع إسرائيل ضاربة بعرض الحائط الحقوق الفلسطينية، استفاق (ضميرها؟!) فجأة وفكرت كما يبدو بالتكفير عن خطاياها عما فعلته ولو بالحد الأدنى، وأعدت مع السلطة الفلسطينية في منتصف الشهر الحالي مشروع قرار أممي لمجلس الأمن. ماذا يتضمن مشروع القرار؟ ينص القرار على “أن إنشاء إسرائيل مستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، ليس له أي شرعية قانونية، ويشكل انتهاكاً للقانون الدولي ويدين كل محاولات الضم، بما في ذلك القرارات والإجراءات التي تتخذها إسرائيل بخصوص المستوطنات ويدعو إلى انسحابها الفوري، وإلى الوقف الفوري والكامل لأنشطتها الاستيطانية في الأراضي المحتلة، وبينها القدس الشرقية”.

مشروع قرار رائع (على الأقل كلامياً). وانتظرنا النتيجة، رغم أنها كانت واضحة مسبقا من رد الفعل الأمريكي، حيث قللت واشنطن وقتها من فائدة مشروع هذا القرار. وطبيعي أن واشنطن عندما تقلل من أهمية حدث تكون هي وراءه سلبيا بمعنى عدم السماح لتطوير هذا الحدث عكس إرادتها. فما بالك إذا كان الأمر يعود لإسرائيل؟ فجأة، تراجعت الإمارات. ليش يا محمد بن زايد ويا محمود عباس؟ وما هو ثمن مقابل تأجيل التصويت على مشروع القرار لإدانة الاستيطان في مجلس الأمن ما دام كل شيء بثمن؟ اسمعوا الحكاية الفضيحة، حكاية الثمن: الولايات المتحدة تعهدت بتوجيه دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض خلال السنة الجارية، وبتقديم طلب رسمي إلى إسرائيل من أجل إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس.

هذا طبعا ليس كل شيء، فهناك أيضاً ما يجب عمله فلسطينياً من قبل محمود عباس: أبو مازن وحسب موقع “والا” العبري وافق على بدء تطبيق الخطة الأمنية التي وضعها المنسق الأمني الأميركي، الجنرال مايكل بنزل، من أجل إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على جنين ونابلس وعلى بدء محادثات تهدف إلى استئناف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي. على فكرة، خطة بنزل تنص على تدريب 12 ألف عنصر أمني فلسطيني لمحاربة المقاومة في شمال الضفة الغربية.

وما دمنا في الحديث عن فضائح الرئيس الفلسطيني سياسياً، وما أكثرها، فلا بد من التطرق إلى فضيحة القناة السرية التي فتحها حسين الشيخ (اليد اليمنى لعباس) مع مكتب نتنياهو. ومن الطبيعي أن لا يتصرف الشيخ بدون ضوء أخضر من رئيسه عباس. موقع “والا” العبري فضح الأمر وكشف عن وجود اتصالات سرية منذ أكثر من شهر بين مكتب نتنياهو ومكتب عباس، يقودها حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية الذي يشغل أيضا منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأن الإدارة الأمريكية على علم بذلك.

فضيحتا مجلس الأمن والقناة السرية لن تكونا الأخيرتين في تاريخ سلطة رام الله، لأن الفضائح ستستمر في الظهور واحدة تلو الأخرى ما دامت هناك سلطة تنسيق أمني، بغض النظر من يكون (مختارها) فكلهم لا يختلفون عن بعضهم لأنهم من طينة واحدة هي طينة أوسلو.

وأخيراً… تصوروا أي رئيس فلسطيني هذا الذي يتخلى عن قضايا مصيرية لشعبه من أجل لقاء مع الرئيس الأمريكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة