في طريق أحلامهم..

يوسف جمّال - عرعرة

تاريخ النشر: 24/11/22 | 23:13

اختاروا الخلود
فساروا في طريقه الى الشمس
الى علياء القدس
فسنينه ليست لها أيام لا تعدُّ
ولا لها ليال تمتدُّ
ولا جسور تُسدُّ
اتحدوا مع تيار نهر العودة
فنداءات النهر لا تُردُّ
*********
طريقهم الى النهر لا تقاس بالباع
ولا بطول الذراع
ولا بثوان تفصل بين طقوس الوداع
وظهور الشراع
من وراء أمواج البحار
ولا بمسافات يقطعها القطار
من محطَّته الأولى
الى أخر الديار
***********
بأظافرهم قدحوا على صحائف الظلمة
حروف المسار
بدمائهم النازفة رسموا وميض البقاء
على بزوغ الأسحار
بصدورهم العارية أوقفوا الأخطار
قبل أن يدهمنا الدمار
واستمرّوا في السَّير
في دروب الديار
في أعناقهم أكاليل الغار
****
اشتاقوا الى ..
طلعتها مع طلَّة النهار
الى زفتها .. الى حنان الخَضَّار
الى رقضات النوّار
الىٍ أنس الجوّار
الى غناء المزمار
الى الزمن الآتي ما بعد الحصار
**********
صنعوا ..
من الليل أنوار
من الجوع خبزاً للثوّار
من العطش شربةً للمرابطين في
غربة القفار
من عشق الأرض بذار
من نزيف الأنامل منافذاً
في ظلام الحصار
ليصلوا الى مرابع الجوار
*************
هناك على أبواب بيسان
مرابط تنتظر الفرسان
العائدين الى حبق الشمال
الى عشق يافا للبرتقال
قطّعوا من أيديهم الأغلال
وتركوا وراءهم أثر الأطلال
ومشوا وجهتهم نور الهلال
متحدين حلك ظلمة الليال
**************
أما آن لهؤلاء الفرسان
أن يتوقَّفوا عن الترحال
ويخطفوا غفوة العائد
من ساحات القتال
بعد أن صنعوا المحال
**********
عكا ..
تنتظركم على عتبات بيتها
لتحكي بهدير الموج حكايتها
عند الصبح و في الآصال
سطَّرتها برغوات الموج
على توالي الأقدار
على صحائف الرمال
على حجارة الأسوار
على ظلمات الليال
وبشائر النهار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة