التجمع في غرفة الإنعاش والناخب المنقذ الوحيد

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 26/09/22 | 12:20

فاجأنا تلفزيون العرب arabTV على غير عادته وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية الأسبوع الماضي باستضافة ثلاث شخصيات سياسية في برنامج مواجهة (أحمد طيبي، محمد يركة وسامي أبو شحادة). من الطبيعي أن تأتي هذه المواجهات الثلاث التي كانت من تقديم الزميلين فايز إشتيوي وسعيد حسنين، بسبب التطورات التي شهدتها القائمة المشتركة، أو الأصح “القائمة المفككة”.

سامي أبو شحادة، كان آخر الثلاثة، وبما أني كتبت تحليلين عمن سبقاه في المواجهة، فمن المفترض أن أقوم بتحليل موقف أبو شحادة، ضيف برنامج “مواجهة” انطلاقاً من المصداقية الإعلامية ومساواة مع الآخرين. والأهم انطلاقاً من الحيادية، فأنا أحلل مواقف ولا أنحاز لأصحاب المواقف.

النائب أبو شحادة ردد كثيراً عبارة ” كل شيء صار من ورانا” في إشارة إلى عدم رغبته في الحديث عن الموضوع المطروح، لكن إصرار الزميلين المحاورين أجبراه على الرد. (وبعدين صار كل شيء قدامنا). يبدو أن جعبة سامي أبو شحادة مليئة بالذخيرة، فبدأ (في المواجهة) بقصف عشوائي على الشركاء الثلاثة سابقاً، أيمن عودة وأحمد طيبي ومنصور عباس. وبالرغم من أن خط الجبهة والعربية للتغيير هو خط علماني، وخط عباس خط إسلامي (على الأقل نظرياً) والخطين لا يلتقيان إلا أن أبو شحادة وضع الثلاثة في (طنجرة) واحدة حيث قال إن “خطاب الجبهة والتغيير والموحدة متقارب.”

صحيح أن عضو الكنيست (مؤقتًا) سامي أبو شحادة، كان في بداية حديثه عن أيمن عودة لطيفاً، بقوله: “قبل تقديم القائمة بعدة دقائق حضنت أيمن عودة” (نيالك يا أيمن) إلا أن أبو شحادة أكمل فتح النار على الجبهوي عودة بقوله: “ادعى عودة بأنه وشوشني عندما حضنني بأن خطوتنا كارثية ولا يستق الرد.”

سامي أبو شحادة، يعرف المثل الشعبي العربي: “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها”. و”التجمع” وقع في الحفرة التي حفرها بالترتيب مع الجبهة، عندما ضرب هو بعرض الحائط الاتفاق مع العربية للتغيير، وأرادا وضع الطيبي أمام الأمر الواقع، لكن الطيبي أذكى من أن يقع، وخرج سالماً من الحفرة، وبعدها وقع التجمع فيها وعلى الأكثر سيخرج مكسراً، بمعنى “فش كنيست.”

نقطة أخرى غير مفهومة بتاتاً وردت على لسان أبو شحادة:” بعد فشل مؤامرة الجبهة والتغيير علينا”
لا أدري عن أي مؤامرة يتحدث وكيف فشلت هذه المؤامرة؟ وأنا أذكرك يا عزيزي سامي بالمثل العامي”اللي على عينو خشبة ما بقول لغيرو على عينك قشة”. يعني من يقول لأيمن عودة “بدنا نخلص من الطيبي” ممنوع يحكي عن مؤامرة.”

سامي أبو شحادة كان عقلانياً في مطالبته بحملة انتخابية حضارية، يعني بدون تحريض. ولكن هو نفسه يطبق القول ” يقولون ما لا يفعلون” بدليل أن حديثه في المواجهة، كان هجومياً وتحريضيا على القائمة الثنائية. “التجمع” هو الآن في غرفة الإنعاش والناخب هو الوحيد المنقذ لبقائه على قيد حياة الكنيست. لكن يتبين من أقوال سامي أبو شحادة أنه على ثقة تامة بأن “التجمع” سيتم إنقاذه، وسيعبر نسبة الحسم. وكيف ذلك يا سيد سامي؟ “لأن من يقترح علينا فائض أصوات هو مقتنع بأننا سنجتاز نسبة الحسم” ولهذا السبب قال سامي أبو شحادة :” سجّلوا لديكم سيكون التجمع مفاجأة هذه الانتخابات.”

أنا شخصياً مقتنع تماما بما قاله سامي أبو شحادة، علماً بأن مفهوم المفاجأة يختلف من واحد لآخر.
لننتظر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة