جنين ونابلس مثال للمقاومة الشعبية.. وسلطة رام الله عنوان التواطؤ

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 24/09/22 | 11:50

على ذمة هيئة البث الإسرائيلي (كان 11) عُقد قبل أيام لقاء سري في الضفة الغربية بين ضابطين كبيرين من الجيش ومن جهاز الأمن (الشاباك)، مع حسين الشيخ أمين سر منظمة التحرير وماجد فرج مدير المخابرات العامة الفلسطينية. والسؤال المطروح لماذا كان اللقاء سرياً ما دام الأمر يتعلق بلقاء بين مسؤولين كبار؟ والمجتمعون يعرفون أن لا سرية على الإعلام الإسرائيلي وكل شيء سينكشف عاجلاً أم آجلاً.

من الطبيعي أن يكون اللقاء بين الطرفين ضد مصلحة الشعب الفلسطيني، ولذلك كان من الأفضل عدم الإعلان عن الاجتماع. وهذا الأسلوب ليس بجديد على المسؤولين الإسرائيليين، وعلى المتعاونين معهم في السلطة الفلسطينية والذين ينفذون ما يقال لهم. ولكن لماذا الاجتماع يا ترى؟

نابلس وجنين تشهدان في الفترة الأخيرة حالة من المواجهة الكبيرة والمقاومة الصلبة مع قوات الاحتلال الأمر الذي دفع بالقيادة العسكرية الإسرائيلية إلى اصدار أمر للجانب الفلسطيني لحضور اجتماع عاجل وتحديد مكان الاجتماع في الضفة الغربية لوضع حد لهذه المواجهة. يعني إسرائيل تستعين بالسلطة لتخفيف الضغط عليها من الشباب الفلسطيني المقاوم. يا سلام على هيك سلطة..

فماذا تريد إسرائيل؟ إذا كانت القناة العبرية الرسمية 11 صادقة فيما تناقلته، فإن “لقاء الأحبة” حسين الشيخ وماجد فرج، مع الضابطين الاسرائيليين يهدف إلى عودة عمل الأجهزة الأمنية في شمال الضفة الغربية بشكل عام ونابلس بشكل خاص، ومنع تصعيد محتمل خلال الأعياد اليهودية المقبلة.
وعلى ذمة القناة العبرية أيضاً: فإن الشيخ وفرج قالا خلال الاجتماع إن الخصومات الإسرائيلية لرواتب الأسرى من أموال الضرائب تؤثر بشكل كبير على ميزانية السلطة الفلسطينية وميزانية أجهزتها الأمنية.

ما شاء الله على الحسين والماجد “قديش أذكياء”. يعني أفهموا “الأصدقاء” من بني صهيون أن المشكلة مالية، وأن أجهزة ماجد فرج بحاجة “لدولارات أكثر” لكي يستطيعوا التحرك ضد شعبهم بصورة أحسن.

ابن الشيخ و وٍلد فرج وحسب قناة “كان ” لم يخجلا من نفسهما ومن شعبهما، عندما فالا “لأسيادهما”
أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل بدون ملل وبنشاط في شمال الضفة الغربية، ولكن يجب على إسرائيل أن لا تتوقع أن تكون فاعلية الأجهزة الأمنية كبيرة بسبب الاقتحامات المستمرة بشكل يومي لجيش الاحتلال لمدن الضفة واعتقال وقتل الفلسطينيين.
عن جد يا شيخ ويا فرج؟ ما هذ الوطنية الزائدة؟ يعني نفهم من الكلام ان أجهزتكم فعالة في الضفة (طبعاً ضد الشعب وليس ضد محتل ارض الشعب) ولكنها ستكون فعالة أكثر لو أن “أصدقاءكم” في جيش الاحتلال يخفّفون الاقتحامات. أليس كذلك أيها الثنائي؟ تصوروا هذان الإثنان لم يدينوا ممارسات قوات الاحتلال خلال اللقاء ، بل طالبوا فقط بأموال أكثر لأجهزتهم، وبتخفيف الاقتحامات.

حسين الشيخ وماجد فرج قالا “لصديقيهما” الضابطين الاسرائيليين، وحسب “كان” ان الاقتحامات لمدن شمال الضفة بشكل مستمر وبالوتيرة التي هي عليها الآن، تضعف السلطة. يعني المهم عند الشيخ وفرج أن لا تضعف السلطة وليس مهما من يسقط من الشباب الفلسطيني.

الجانب الإسرائيلي لم يهتم بما قاله الشيخ وفرج وأفهمهما أن “الوضع الأمني الحالي في الضفة غير مقبول بتاتا بالنسبة لإسرائيل.” بمعنى واضح جدا، أن الإسرائيليين الإثنين أرادا القول للفلسطينيين الإثنين:” شدو حيلكو خلصونا من مقاومة جنبن ونابلس”. ولا يستطيع فرج والشيخ التلكؤ في خدمة إسرائيل لأن التنسيق الأمني يفرض عليهما ذلك.
وعلى فكرة، هذان الاثنان حسين الشيخ وماجد فرج مرشحان لخلافة عباس. وما شاء الله على السلف والخلف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة