رمضان الفلسطيني
بقلم: شاكر فريد حسن
تاريخ النشر: 02/04/22 | 12:48بدأ اليوم في فلسطين وعدد من الأقطار العربية والإسلامية شهر رمضان المبارك، وهو شهر الخير واليمن والبركات والعبادات، وفيه تزداد اعمال الخير والتكافل الاجتماعي وتقديم المساعدات ويد العون للشرائح والقطاعات الفقيرة، فضلًا عن التسامح بين الناس.
وما يميز رمضان في بلادنا فلسطين، إنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وأرض الإسراء والمعراج وفيها المسجد الأقصى المبارك، ما يجعلها قلعة دينية وتاريخية مميزة وفريدة لا شبيه لها في العالم، ويجعل رمضان مختلف عن بقية البلدان، ويجعلنا القيام بواجبات تجاه أبناء وأرضنا ومقدساتنا.
وتأبى المؤسسة الاحتلالية تصوير وجعل رمضان شهرًا للعنف والقتال والنزال، فهي التي حولته كذلك في العام المنصرم، حيث يذهب الناس للصلاة والعبادة إلى الأقصى لتزكية صيامهم، فانقضت على المصلين وامطرتهم بالنار والرصاص والمياه العادمة، واستباحت قدسية رمضان الفضيل والاقصى الشريف، فكانت معركة “سيف القدس”، وها هي مع بدء شهر رمضان تشعل الشرارة الأولى بتصفيتها 3 شبان في الضفة الغربية، ويتوقع مراقبون كثر تصعيدًا احتلاليًا عنيفًا بحق أبناء شعبنا الفلسطيني خصوصًا بعد عمليتي الخضيرة وبني براك، وبسبب استفزازات العنصري بن غفير وسوائب المستوطنين وتصرفاتهم ومسلكياتهم، الأمر الذي قد يؤدي إلى انفجار شعبي فلسطيني واسع يتخذ الطابع الديني.
صحيح أن ليست كل أيام رمضان كانت ميدانًا للمواجهات والاشتباكات، ولكن كل أشهر السنة كانت فيها مواجهات مع سلطات الاحتلال وسوائب وقطعان المستوطنين، وخلال الثلاثين عامًا اندلعت واشتعلت ثلاث انتفاضات فلسطينية كبرى ارتقى خلالها آلاف الشهداء فضلًا الجرحى، وفي كل مواجهة مع الاحتلال في رمضان وغيره كان شعبنا يدافع عن نفسه وأرضه ومستقبله وحريته وحقه في الحياة والوجود وبناء دولته الحرة المستقلة.
إن التاريخ يثبت مرة تلو الأخرى ان صراع الفلسطينيين مع الحركة الصهيونية ومع المؤسسة الاحتلالية التي تقوم على العقلية العنصرية والفكر الكوليونالي الاستعماري الاستيطاني، الذي لا يدرك ولا يعرف أي معنى للسلام ولا يرغب فيه، هذا الصراع هو على الأرض ويتمركز حولها، والأرض تشكل معالم هويتنا الوطنية وترتبط بروايتنا الفلسطينية التاريخية، فأرضنا هويتنا، والتمسك بها هو طريق شعبنا نحو الحل السياسي القائم على إحقاق حقوقه المتمثلة بالحرية والاستقلال الوطني والسلام العادل والشامل، وكل رمضان وشعبنا بخير وسلام.