أين دور الأكاديميين والمثقفين في الإصلاح المجتمعي؟

تاريخ النشر: 03/01/22 | 13:25

بقلم: شاكر فريد حسن

يُنظر إلى الأكاديميين والمثقفين على أنهم يمثلون شريحة رئيسية ومركزية في المجتمع، وذلك لأسباب تتعلق بمستوى تفكيرهم وتعليمهم الرفيع، ولوجودهم في مراكز قيادية في العملية التعليمية والتربوية في مجتمعاتهم.

فالمثقف والأكاديمي على امتداد التاريخ يمثل ضمير المجتمع وصاحب الدور الرسولي والأخلاقي والنقدي والرقابي، وصوت الذين لا صوت لهم، ويضطلع بالمسؤولية وبدور طليعي وريادي هام في عمليات الإصلاح واحداث التغيير المرتجى والمنشود، وهو ما يحتاج إليه المجتمع.

وبما أن الأكاديمي المثقف يأخذ دور الرقيب الأخلاقي والقيمي، أو هكذا يفترض أن يكون، فلا بد له أن يتبوأ مواقع متقدمة في المجتمع، وأن يسهم في النهضة العلمية والثقافية والاجتماعية، وهذا ما كان في الماضي البعيد، ولكن للأسف أن هذا الدور في أيامنا هذه قد تراجع بالمقارنة مع الدور التاريخي والريادي الذي لعبه الأكاديمي والمثقف الفلسطيني، والكثير من الأكاديميين يعيشون في عزلة تامة عن المحيط الاجتماعي والسياسي، ومشغولون في أعمالهم وحصد الأرباح وجني الأموال والثروات، ولا يوجد لهم أي دور مؤثر في المجتمع وخدمة قضاياه.

ليس كل أكاديمي مثقف ولا كل مثقف أكاديميًا، بيد إنه يتوقع مجتمعنا أن يضطلع الأكاديمي بمهام ودور المثقف، وعلى رأس هذه المهمات تبني قضايا مجتمعه والانحياز للجانب الأخلاقي القيمي، والمساهمة في بناء وتطوير المجتمع وتحقيق الإصلاح، وكم يحتاج مجتمعنا لدورهم في مواجهة العنف والجريمة والانحدار والتسيب والفوضى التي نشهدها الآن.

إن الأكاديمي المثقف هو صاحب رسالة وله دور حيوي في الشأن العام للمجتمع، ولكن للأسف الشديد، ولا أغالي إذا قلت ان الكثير من أكاديميي هذا العصر بلا ثقافة ولا دور يذكر لهم، وهم بعيدون عن قضايا مجتمعهم، واهتمامهم فقط بذاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة