أبا جبّور عذرًا لا أجد الكلمات
تاريخ النشر: 22/06/21 | 8:53 ” كلمات غداة المشاركة في احياء ذكراك العطرة ”
زهير دعيم
ماذا أكتب وماذا أقول ؟
ماذا أخطّ والقلم ينخرس والحروف تتلعثم وتأبى الإنصياع ، كيف لا ؟!!! والمقصود هو علم ابن علم وزيتونة شامخة تعانق جذورها الشّمَم وتترسّخ في تُربة الأمجاد.
غرّد الانسانية أغرودة عمر ، وكتبها على جبين المجد قصيدة عصماء ، ورصّع جبين الشّرق بمحبّةٍ فاقت الحدود والآماد تعلّمها من ربّ الحياة والوجود.
لا بُدّ وأنكم قد عرفتموه ، فهل يخفى القمر ؟!!!
إنّه الاستاذ الذي انتقل عنّا الى الامجاد قبل اشهر قليلة الياس جبّور ، ورجل المجتمع الأول، والكاتب المُبدع وابن الأصالة المُتجذّرة في تربة الشرق.
إنه ابن شفاعمرو ؛ شفاعمرو الخال الجميل على خدّ الجليل … عرفته استاذًا يفيض هيبة ووقارًا يوم عملت مُدرّسًا في مدرسة طمرا ” أ ” عام 1975\ 76 وكان مُدرّسًا في ثانوية طمرة يدرّس اللغة الانجليزيّة .
كنّا نلتقي بقرب صيدلية ابن عبلّين آنذاك الصّيدليّ ابراهيم حبيب خوري فنتجاذب أطراف الحديث …
شدّني وقتها وأسرني بانسانيته الجميلة وعذب حروفه واتزانه الذي فاق الحدود … شدّني وأنا الشّاب الصغير فرحت انتظر لقياه بلهفة، واروح أراه بعين الماضي الجميل وهو يُدرّس في ثانوية عبلّين التي كان أحد مؤسّسيها ، فندمت لأني لم أدرسْ على يديه.
وافترقنا ، ولكننا لم نفترق، فتابعته من بعيد وهو يزرع السّلام في المجتمع ، ويغرس المحبّة في القلوب ، والامجاد في السّطور ، فتراه في لجان الصّلح مِقدامًا ، وفي عمل الخير قيدومًا، وفي الأدب علمًا يُشار اليه بالبنان ..لقد أرّخ شفاعمرو وأحبّها كما أبيه المرحوم جبّور جبّور الرئيس الثّاني لمدينة شفاعمرو.
استاذنا الغالي الياس : روحك الجميلة ما زالت ترفرف في فضاءا تنا ، وتهمس فوق روابينا همسات الوجد ..
استاذنا الكبير : عطر وجودك ما زال يفوح فيملأ الاجواء اريجًا وشذىً وبقايا من حنين.
استاذنا أبا جبّور الذي لا ولن يغيب…
نمّ قرير العين ، فقد تركتَ في العرينِ أشبالًا تعشق مثلك
القمم والمحبة وبثّ السّلام والوِفاقَ في كلّ القلوب ، وتزرع البِّرّ دونما ان تنتظر أجرًا..
لروحك استاذنا الكبير سلام الله..