أَخْبِروا اللهَ أَنَّنا جُبَناءُ- شعر: محمود مرعي

تاريخ النشر: 21/01/21 | 11:12

لَكُمُ اللهُ أَيُّها الكُبَراءُ.. لَكُمُ اللهُ أَيُّها الشُّرَفاءُ
أَشْرَفُ النَّاسِ في الخَليقَةِ أَنْتُمْ.. أَنْتُمُ الطُّهْرُ وَالنَّقا وَالوَفاءُ
يا حُفاةً عَلى الثُّلوجِ خُطاهُمْ.. صَوْبَ مَجْهولٍ شاءَهُ الأَشْقِياءُ
يا صِغارًا وَالبَرْدُ يَغْرِزُ نابًا.. ما لِغَضِّ الجُسومِ مِنْهُ وِقاءُ
في خِيامِ اللُّجوءِ، حَطَّ رِحالًا.. وَتَمَشَّى فيكُمْ، وَعَزَّ الرَّجاءُ
وَشُيوخًا وَنِسْوَةً في عَراءٍ.. هَلْ يَقيهِمْ مِنَ الصَّقيعِ العَراءُ؟
بَيْنَ فَكِّ الرَّدى وَفَكِّ صَقيعٍ.. أَلَكُمْ إِنْ تَوَسَّطاكُمْ نَجاءُ؟
أَمْ لَكُمْ مِنْ فَتْكِ المَجاعَةِ واقٍ.. أَوْ إِذا يَبَّسَتْ مِعاكُمْ، غِذاءُ؟
قَدْ نَصَرْناكُمْ بِالكَلامِ طَويلًا.. وَمَعَ القَصْفِ حَطَّنا الإِغْضاءُ
قَدْ تَرَكْناكُمْ وَالرَّدى يَصْطَفيكُمْ.. وَخَذَلْناكُمْ أَيُّها النُّجَباءُ
وَتَصايَحْنا نُصْرَةً مِنْ بَعيدٍ.. وَلَدى مَوْتِكُمْ طَوانا الخَواءُ
مُنْذُ بَدْءِ التَّهْجيرِ كُنَّا شُهودًا.. “لَمْ يَرَوْا حاجَةً”، فَتَبَّ الرِّياءُ
وَأَدَرْنا عِنْدَ النُّزوحِ ظُهورًا.. وَزَعَمْنا الإِخاءَ، بِئْسَ الإِخاءُ
ما حَمَيْناكُمْ، ما وَقَفْنا دُروعًا.. مانِعاتٍ رَدًى عَدا يَوْمَ جاؤوا
إِنْ نَجَوْتُمْ، فَالحَمْدُ لِلَّهِ بَدْءًا.. وَخِتامًا، مَهْما عَرا، وَالثَّناءُ
أَوْ هَلَكْتُمْ فَخَبِروا عَنْ أَشِقَّاءَ تَخَلُّوا عَنْكُمْ، فَهُمْ أَشْقِياءُ
أَخْبِروا اللهَ أَنَّنا سُفَهاءُ.. أَخْبِروا اللهَ أَنَّنا جُبَناءُ
أَخْبِروهُ أَنَّ الزَّعيمَ خَصِيٌّ.. أَخْبِروهُ أَنَّ المُلوكَ إِماءُ
لَمْ نُعِنْكُمْ، لكِنْ عَلَيْكُمْ أَعَنَّا.. وَنَكِصْنا، وَقَدْ عَدا الأَعْداءُ
قَدْ دَنا الفَجْرُ ياشَآمُ فَصَبْرًا.. وَلَكِ البُشْرى، ما لِطاغٍ بَقاءُ

محمود مرعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة