هناء عبيد تعيش في أقاصيصها هموم شعبها وأمته
تاريخ النشر: 24/04/14 | 8:15المهندسة هناء عبيد فلسطينية من قرية العيسوية المقدسية، متزوجة وتقيم مع أسرتها في مدينة شيكاغو في ولاية الينوي الأمريكية، لكنها إن غاب جسدها عن فلسطين وقدسها، فان روحها معلقة بها، ومن يتابع كتاباتها لا يحتاج الى كثير من الذكاء ليقف على اهتماماتها التي تشغلها، فأثناء الاضراب الشهير الذي خاضه ابن عمّتها المناضل سامر طارق العيساوي عن الطعام، كانت تتعذب ألما عليه وعلى غيره من الأسرى، كما أنها كتبت عن رحلتها الى القدس وما شاهدته فيها من أماكن مقدسة، لكنها لم تغفل عن عذابات المدينة التي تئن من عبث المحتلين بها.
وفي أقاصيصها الوجيزة التي أرسلتها لندوة اليوم السابع عن طريق الروائية المقدسية ديمة جمعة السمان، نرى بوضوح مدى اهتمامات الكاتبة عبيد، ومدى ارتباطها بوطنها التاريخي فلسطين، وبشعبها العربي الفلسطيني، وبأمتها العربية وما وصلت اليه من حال لا يسرّ الصديق ولا يغيظ الأعداء، وكاتبتنا هناء عبيد الأمّ التي نشرت رسومات لابنتها، وكتبت اكثر من مرّة عن ابنائها، لم تغب عنها الطفولة الذبيحة في فلسطين وسوريا وغيرها، فكتبت أكثر من أقصوصة تنتقد فيها ذبح الأطفال واضطهادهم، بل والطرق التربوية غير اللائقة التي يعامل فيها بعض الآباء أطفالهم.
كما أنّها لم تنس بنات جنسها وما يتعرضن له من سطوة المجتمعات الذكورية، ولم يغب عن بالها الظلم الذي تلحقة الأنظمة الدكتاتورية بشعوبها، فهم يرفعون شعارات براقة كاذبة في خطبهم، لكنهم يمارسون عكسها على أرض الواقع.
ولم تخف تأثرها بالمجتمع الأمريكي المكون من أعراق وديانات مختلفة، لكنه يعيش في تآلف ومحبة، عكس المجتمعات العربية التي تمزقها النزاعات الطائفية والعرقية مع أنها في غالبيتها تتكون من قومية واحدة، تدين بديانة واحدة، فتقول في أقصوصة بعنوان”في شيكاغو”:
“في إحدى الأسواق المكتظة، أمعنت النظر في وجوه لا تتشابه…ابتسمت وقد تجملت شفتاها بلوحة تزينت بكل الألوان” وكأني بها تقول: بأن كل هذا التنوع في شيكاغو قد أنتج لوحة فسيفساء جميلة، وما لم تقله هو: لماذا نحن العربان لا نكون ذلك؟ ولماذا تعدديتنا الثقافية لا تكون سببا في بناء حضارتنا مثل غيرنا من الشعوب؟
وهناك تفاوت واضح في البناء القصصي عند كاتبتنا، الي اعتمدت على التكثيف اللغوي في أقاصيصها، وعلى النهايات الصادمة، وهذا من صفات القصّ الوجيز، ولو أنها راجعت مليا بعض هذه الأقاصيص لكان بامكانها أن تحكم بناءها.
بقلم: جميل السلحوت