سلسة مقالات: ” التعليم نحو الافضل ” القيادة بين الازدهار او الاندثار؟

تاريخ النشر: 25/04/20 | 10:27

الأستاذ احمد محاجنه – محاضر في التقويم البديل والبيداغوجيا ,مستشار تنظيمي
القيادة بين الازدهار او الاندثار؟

يعتبر موضوع القيادة من الموضوعات الهامة ليس فقط على مستوى المنطقة و إنما على مستوى الدولة أيضا .وإذا نظرنا إلى الأمة العربة قبل ظهور الإسلام فأنها لم تكن سوى مجموعة من القبائل المتفرقة حيت تعدد فيها الزعامات وقلت فيها وحدة الملكة .وبمجيء الرسول الكريم وبظهور الإسلام تحولت هده المجموعات من القبائل المتفرقة إلى أمة قوية فرضت سيطرتها على جزء كبيرة من العالم .
كما انه لاشك أن القائد الإداري يمثل عنصرا أساسيا وهاما في كل مراحل عملية التنمية الاقتصادية بكل ما تتضمنه من أبعاد ، إلا أن المشكلة التي تواجه المنظمات في وقتنا الحالي عدم توافر القائد الإداري الفعال الذي أصبح سلعة نادرة يصعب العثور عليها بسهولة.
كما أن العملية الادارية هي في الأساس عملية توجيه وتنظيم وتنسيق جهود الأفراد أو الجماعات في سبيل تحقيق أهداف وغايات معينة فردية كانت او جماعية، ومن ثم يمكن القول ان القيادة الادارية تمتد جذورها إلى الوقت الذي بدا فيه التفاعل الاجتماعي وتوزيع العمل بين الأفراد والجماعات في تنظيمات ونظم اجتماعية متعددة .
ومنذ ذلك الوقت والقائد الإداري يشكل اهتماما رئيسيا للباحثين و المفكرين ، الذين حاولوا من خلال دراساتهم وبحوثهم تحليل سلوك القائد و اتجاهاته من جميع جوانبه ، مما وفر لنا قدر لا يستهان به من النظريات العلمية ، والدراسات الميدانية التي أثرت على توجيه وتعديل سلوك القائد الإداري، وحددت مفاهيمه وافتراضاته في علاقته بمرؤوسيه ، استراتيجيته في التعامل معهم.
عند كل ازمة تعصف في المنطقة على الاغلب يكون المؤسسات الرسمية هي اول من يكون تحت المحك , لذلك يبرز دور القادة بضمنهم التربويين في المؤسسات الرسمية والغير رسمية ولكل منهم فكره الخاص الذي يصب أحيانا ويخطا أحيانا لأنه غالبا يعتمد على الجانب انفسي- السلوكي والذي يكون دفين السنين الماضية والذي يشمل خبرات مختلفة وتجارب ناجحة وفاشلة حيث تعتبر لديه المرجعية في اتخاذ القرارات وفق نظرية “الخوف الرديء” والذي يعتبره عالم النفس ابفان بافلوف (1897م)ان هذه النظرية تنحصر في ردة لفعل عندما يكون صاحب القرار غير متأكد من قراره بشكل نفسي الا انه يقوم في تنفيذه تفاديا لخطر او عدم معرفة او مسؤولية الحقوق والعقوبات التي تسبق كل قرار يقوم بإصدارة
لذلك سأقوم بعرض نظرات وتعريفات مختلفة وجهات نظر لمفهوم القيادة.
تعريف القيادة
تعرف بأنها فن معاملة الطبيعة البشرية أو فن التأثير في السلوك البشري لتوجيه جماعة من الناس نحو هدف معين تضمن طاعتهم وثقتهم واحترامهم وتعاونهم فهي تعنى فن الإدارة وليس الإدارة ذاتها.
مفهوم ومبادئ القيادة وأهميتها
إن القيادة تعتمد على تكرار التفاعل الاجتماعي يتم فيها ممارسة سلطات واتخاذ قرارات تتطلب صفات شخصية معينة في القائد تهدف إلى تحقيق أهداف معينة لها تأثير في مجموعات منظمة من الناس أنها عملية تفجير لطاقات الأفراد للبلوغ إلى الأهداف المشتركة.
القائد هو الشخص الذي يحتل مرتبة معينة في المجموعة ويتوقع منه ممارسة دور مؤثر في تحديد وإنجاز أهداف الجماعة.
أهمية القيادة وأدوارها
1. قوة هادفة إلى توظيف المبادئ والوسائل والأساليب من أجل غايات واضحة، وعلى نحو محدد ومتسق.
2. قوة تتدفق من الأعلى بين القادة والأفراد بطريقة مبهمة يترتب عليها توجيه طاقات الأفراد بأسلوب متناسق ومتناغم باتجاه الأهداف التي حددها القادة.
3. قوة دائبة الفعالية والحركة لا تتوقف، قد ترتفع درجة نشاطها وكثافتها ومداها وقد تنخفض، ولكنها لا تهمد.
4. قوة تتفاعل
5. اخذ وعطاء
6. مع محيطها وبيئتها وجوها الذي تعمل فيه، فيه لا تتحرك في الفراغ وانما حسب المعطيات القائمة.
مبادئ القيادة
• القيادة تعتمد على المشاركة بين الرئيس ومرؤوسيه.
• المركز الوظيفي لا يعطي بالضرورة القيادة فليس كل من يشغل مركزا رسميا قائدا.
• القيادة في أي تنظيم أو مؤسسة ممتدة وواسعة الانتشار.
• معايير المجموعة هي التي تقرر من هو القائد.
• مميزات القيادة ومميزات التبعية قابلة للتبادل.

أركان القيادة
1. القائد وهو شخص يوجه هذه الجماعة ويتعاون معها لتحقيق هذا الهدف.
2. الأتباع وهو جماعة من الناس لها هدف مشترك تسعى لتحقيقه.
3. الموقف وهي ظروف وملابسات يتفاعل فيها الأفراد وتتم بوجود القائد.
4. الفاعلية وهي اتخاذ القرارات اللازمة للوصول للهدف بأقل جهد وتكاليف ممكنة.
5. المهمة وهي المهام والمسؤوليات يقوم بها أفراد الجماعة من أجل تحقيق أهدافهم المشتركة.
أهداف القيادة
• عملية ابتكار للرؤى المستقبلية البعيدة الرحبة وصياغة الأهداف.
• وضع الإستراتيجية لتحقيق هذه الأهداف.
• تحقيق التعاون واستنهاض إلههم للعمل على تنفيذ هذه الإستراتيجية بنجاح.
المهام التي حددتها القيادة للقائد
1. مساعدة المجموعة على تحقيق مهامها وأهدافها وأغراضها.
2. يساعد ففي إدامة المجموعة وذلك بالعمل على تحقيق حاجات الفرد والمجموعة.
مهارات وصفات القائد العظيم والمتميز
أولا: مساعدة الآخرين على التطور
• ذكر جاك ويلش قبل أن تكون قائد عليك النجاح في تطوير نفسك، وعندما تصبح قائد عليك النجاح في تطوير الآخرين فالصفات التي يراها القائد الناجح هي الحيوية الايجابية وإشعال روح الحيوية في الآخرين والإيمان العميق بتحديد الأهداف.
• قبل أن تكون قائد يجب أن تعمل على تطوير ذاتك وبمجرد أن تصبح قائد لا تكتفي بتطوير ذاتك فقط، عليك تطوير الآخرين.
• يدرك القادة العظماء أنه عندما يتعلق الأمر بالنجاح، فإنه من الضروري مساعدة الآخرين. مثلاً عندما يطلب منك تقديم النصيحة والمشورة وتنجح في ذلك تصبح قدوة جيدة للآخرين.
ثانياً: خريطة الطريق
• القائد المؤثر يعرف الطريق إلى النجاح “جوني ماكسويل”
• يفكر القادة العظماء بشكل مختلف عن الآخرين حيث أن لديهم خريطة محددة عن ماذا سيفعلون وكيف يحققوا أهدافهم. تخيل مدى النجاح الذي سوف تحققه عند ترتيب أمورك. فالقادة العظماء لديهم أفكار عن كيفية التعامل مع المشاكل وتوخي الحذر. والتفكير جيداً قبل اتخاذ أي قرار يمكنهم من التعرف على جوانب جديدة للموضوع.
ثالثا: الشخصية القوية
• القيادة هي فن التأثير في الأشخاص بدرجة تجعلهم يحققوا أهداف الجماعة بحماس وتشجعهم على التطوير ليس فقط رغبة في العمل ولكن بحماس وثقة “الجنرال مونتجومري.
• القادة العظماء يفكروا بشكل مختلف عند تشجيع الأفراد على العمل والتطوير.
مقال يهمك : كيف تكون قوي الشخصية ب خمس خطوات.

رابعا: الرؤية
• جوه القيادة أن يكون لديك رؤية واضحة وقوية حول مختلف المواضيع “الكاهن تيودور هسبرنج”
• الرؤية هي التخطيط الجيد وتحديد أهدافك بوضوح.
خامسا: التعرف على ذاتك
• القائد الحقيقي هو لدية ثقة والشجاعة عند اتخاذ القرارات الصعبة والدرة على الاستماع إلى مشاكل الآخرين والتعامل معها “دوغلاس ماك آرثر”.
• يفكر القادة العظماء بشكل مختلف لأنهم يدركون قيمة أنفسهم جيداً ويؤمنوا بقوة اتخاذ قراراتهم وكيفية تنفيذ هذه القرارات.
سادساً: الحلول المركزة
• يقول براين تريسي يبحث القادة دائما عن الحلول للمشكلات.
• تعتمد فلسفة القادة العظماء دائما على التفكير في بدائل وحلول للمشكلات ويركز القادة على كيفية حل المشكلات ليس فقط مشاكلهم ولكن مشاكل أعضاء الفريق فهذا يعمل على جذب الأفراد الآخرين إليك. فكل شيء يبدأ بفلسفتك فالتركيز على إيجاد حلول هي طريقك لتصبح قائد عظيم.
سابعا: تنظيم الوقت
• تبدأ القيادة الفعالة بترتيب أولوياتك والتنظيم في تنفيذ الأعمال الخاصة بك “ستيفن كوفي”.
• إحدى طرق التفكير التي يستخدمها القادة العظماء هي معرفة قيمة الوقت وأنه قيمة ثمينة وغالية، ويجب استخدامه بحكمة والاستفادة من الوقت.
• عندما تكون قائد سيكون جدول أعمال مزدحم، لذلك يجب أن تكون لديك مهارة في إدارة وقتك بصورة جيدة حتى تتمكن من تحقيق افضل إنتاجية وتنفيذ رؤيتك الشخصية وهي أحد سمات القادة العظماء.
مقال ذات صلة : خطوات تنظيم الوقت
أنواع القيادة
تتعدد الأنماط القيادية تبعا لشخصية وصفات القائد وهذه الأنماط تتمثل في:
القائد المنتج
يتهم بالعمل وتحقيق أهداف المنظمة ويجبر الأشخاص الذين يعملون معه على العمل تحت الضغط ليزيد من كفاءة المديرين والعاملين منه وقد يكون لهذا الضغط تأثير عكسي لقلة تفاعل الموظفين والمديرين معه.
القائد المُجامل
يهتم بعلاقاته مع الموظفين ويهمل العمل مما قد يسبب قلة الإنتاجية والفاعلية في العمل من الموظفين بسبب المجاملة.
القائد الوسط
يتميز هذا القائد بالوسطية في اتخاذ القرارات ولا يستطيع اتخاذ قرارات سليمة وموفقة ولا يتهم بالخطط المستقبلية ولا يضع لها أي اعتبار مما يؤدي مزيد من ضغوط العمل المستقبلية.
القائد المنسحب
لا يهتم هذا القائد بالعمل ولا بالموظفين فهو غير مؤثر ولا يمكن الاعتماد عليه وهو يعتبر من المعوقات الأساسية التي تعوق العمل والموظفين فهو ينسحب من الضغوط والمشاكل.
القائد المطور
يتميز هذا القائد بالقدرة على تطوير العمل والموظفين وزيادة الانتاجية وتحقيق الخطط الموضوعة وذلك عبر إعطاء الموظفين الثقة والحافز لهم على العمل لتحقيق أهداف الشركة وذلك عبر زيادة فعاليتهم وكفاءتهم في العمل.
القائد العادل
يتميز هذا القائد بالعدل بين الموظفين والعمل ويعطي كل ذي حق حقه، وذلك عبر توفير مناخ مناسب للعمل للموظفين لزيادة فعاليتهم ويسعى لكسب ثقتهم ويعمل على نيل رضاء الموظفين عبر اتخاذ قرارات والتي يعملون على تنفيذها دون إبداء أي اعتراض.
القائد الروتيني
هو يقوم بإتباع التعليمات والقوانين والسياسات وتنفيذها كما هي دون تطويرها فهو لا يعمل على تطوير الموظفين او العمل ولا على تحفيز الموظفين للعمل وهذا القائد يكون فعال بسبب تنفيذه التعليمات إذا كانت صحيحة
القائد المتكامل
يعتبر من القادة المتميزين الذي يوجهون طاقات العمل والموظفين في تحقيق الأهداف الحالية والمستقبلية ويطلق عليه أيضا القائد الإداري حيث انه متفهم جيد لكل الخطط وأهداف المؤسسة ويقوم بتنفيذها والتطوير فيها على المدى البعيد.
يقوم بتحفيز وتنشيط الروح المعنوية للموظفين وزيادة كفاءتهم وإنتاجيتهم وأدائهم في العمل لتحقيق الخطط الموضوعة.
ملاحظة : المقال بين ايديكم اقتبست معطيات ومعلومات من مقالات مختلفة مع إضافة فكري الخاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة