الغريب ألبير كامي – معمر حبار
تاريخ النشر: 07/04/20 | 19:25أوّلا: لماذا اشترىت كتاب الغريب؟:
الكتاب الذي بين يديك هو رابع كتاب أقرأه وأعرضه لألبير كامي، وهو:
Albert Camus « L’ETRANGER», Editions BATY ELYASSAMINE,OCTOBRE 2018, Ager, Algérie, Contient 128 Pages.
1. سبق لي أن قرأت لألبير كامي 3 كتب وهي: « Misère de la Kabylie » و “Chroniques algériennes”، “L’Algérie déchirée.”
2. كنت أظن في البداية أن كتاب: “L’ETRANGER” رواية، وكتبت حينها: لأوّل مرّة أقرأ رواية لألبير. ثمّ تبيّن لي من خلال القراءة أنّه الكتاب عبارة عن عرض ليومياته في الجزائر المحتلة التي لايعترف بها في الكتب الأربعة التي قرأتها وعرضتها. إذن -في نظري وحسب قراءاتي- فإنّ كتاب “L’ETRANGER” لايختلف من حيث اليوميات والمواقف السياسية لألبير عن كتبه الأربعة التي عرضناها.
3. أعترف وبفخر واعتزاز أنّي اشتريت الكتاب لأجل زميلنا Mohamed Chawich الذي طلب منى معنى مصطلح “العربي” في الرواية. وسألني قائلا: ” هل ألبيركامي قال إنه قتل جزائريا أم عربيا أم مسلما؟” و “ما هي الكلمة بالفرنسية؟” و” أسأل عن الكلمة التي كان يستعملها الفرنسيون لتسمية سكان الجزائر الأصليين سكان البلد قبل الاحتلال؟”.
4. طلب منّي زميلنا البحث في كتاب “L’ETRANGER” عن معنى مصطلح “العربي” باعتباره قرأه باللّغة العربية. اشتريت الكتاب باللّغة الفرنسية لأجله وقرأته لأجله. وأغتنم الفرصة وأقول وأكرّر: شراء الكتاب وقراءتها لأجل صديق يعتبر من الآداب السّامية للقراءة التي نتعمّد نشرها وذكرها وذكر أصحابها لعلّها تجد أرضا طيبة فتنبت نباتا حسنا بإذن ربّها.
ثانيا: معنى “العربي” حسب ألبير كامي:
5. أجيب الأن الإجابة الأولى والتي تتعلّق بالشكل دون الشرح والنقد والتي لايختلف في شكلها أحد لأنّها كما وردت على لسان ألبير في انتظار الشرح والنقد وهي: استعمل ألبير كامي كلمة “العربي” وهو يقتل الجزائري ويفرح لقتله ولم يستعمل أبدا -أقول أبدا- كلمة “الجزائري”.
6. يستعمل ألبير في كلّ الحالات كلمة “العربي” كما هو مبيّن في الأمثلة التّالية: “العرب”65. “العربي”65 . “العربي الآخر”66. “أغلب العرب”79. “المساجين العرب”81. “همسات العرب”82. “قتل العربي”94 و107. “مجموعة عرب”60. والقارىء النّاقد يلاحظ جيّدا أنّ ألبير لايستعمل أبدا -أقول أبدا- كلمة الجزائري من باب الاحتقار والاستصغار والعنصرية والاحتلال والاستدمار ضدّ الجزائر والجزائري.
7. يقول في صفحة 72: “قتلت إنسانا” ولم يقل قتلت جزائريا. مايدل على حقده وبغضه للجزائر والجزائري. ويعترف في صفحة 76 أنّه أطلق 5 رصاصات على الجزائري وهو مرمي فوق الأرض ويعتبر الأمر عادي.
8. الأحداث حدثت في الجزائر كما جاء في صفحة 61 وحسب ترجمتي: “نزلنا إلى ضواحي الجزائر” أي عاصمة الجزائر والتي لم أجد غيرها في الكتاب. أضيف: ألبير كامي لايعترف بالجزائر ولذلك يتحدّث عن العاصمة الجزائر ولايتحدّث عن الجزائر التي لايعترف بها
9. إذن يقصد ألبير كامي بمصطلح “العربي” -حسب قراءاتي-: الجزائري لأنّه كغيره من المستدمرين الفرنسيين المجرمين لايعترف بالجزائر ولا بالجزائري. والاستدمار الفرنسي يهين الجزائري حين لايسميه باسمه الجزائري ولا يسمي دولته الجزائري ويتعمّد عدم ذكرها واستبدالها بكلمات نابية عنصرية حاقدة كقوله “الأهالي؟ !”
ثالثا: معنى “الغريب” حسب ألبير كامي:
10. قد يتساءل القارىء النّاقد: لماذا ألبير أطلق على نفسه لقب “الغريب” وعنون كتابه كذلك بـ: “L’ETRANGER”؟ والإجابة في السطر التّالي وهي:
11. قرأت الكتاب جيّدا وبحثت عن هذا السؤال بتمعن إلى أن وجدت الإجابة حسب قراءاتي للكتاب وهي: ألبير كامي اعتبر نفسه غريبا لأنّ المحكمة الفرنسية المحتلة بالجزائر يومها حكمته عليه بالسجن لأنّه قتل جزائري بـ5 رصاصات. وكان من المفروض -حسب ألبير- أن لايسجن لأنّ قتل الجزائري لايستوجب السجن ولذلك أطلق على نفسه وكتابه “الغريب”. ويقول للقاضي في صفحة 78: لست متأسف على قتل الجزائري لكن أنا في حالة غضب. (أي من محاكمته وكان يجب على القاضي الفرنسي أن لايحاكمني لأنّي قتل جزائريا). وكأنّه يقول: كيف أسجن وأنا في أرضي الجزائر التي ولدت فيها ولا أؤمن بها ولا بالجزائري. أيعقل أن أسجن لأنّي قتلت هذا الذي لاأسميه باسمه بـ5 رصاصات وهو الجزائري؟. وبعبارة أخرى: تحاكمونني لأنّي قتلت جزائريا وكأنّي غريب أحاكم كما يحاكم أيّ غريب وما كان لكم أن تفعلوا ذلك. ويمكن للقارىء الناقد إذا أراد الزيادة أن يعود لصفحتي: 94 و96.
12. يقول في صفحة 102: “لم أشعر أنّي سعيد في هذه المدينة” ويقصد الجزائر التي لايذكرها احتقارا واستصغارا. بتعبير آخر: أنا لست سعيد لأنّكم تحاكمونني لأنّي قتلت هذا الذي أتعمّد عدم ذكر اسمه وهو الجزائري الذي لايستحق أن أحاكم لأنّي قتلته وعاملتموني معاملة الغريب.
13. يعترف في صفحة 103 أنّه: قتل الجزائري الذي لايذكر اسمه الجزائري عن إصرار وترصد. وقال في صفحة 105: لاأعتذر كثيرا عن سلوكي (أي لاأعتذر عن قتلي للجزائري الذي لاأذكر اسمه).
رابعا: ألبير كامي الوجه الآخر للاستدمار الفرنسي بالجزائر
14. أقول بعد قراءتي لكتبه الأربعة لحدّ الآن: ألبير كامي لايحب الجزائر ولا يحب الجزائريين. وهو يتحدّث عن الجزائر التي يتحكّم فيها المستدمر الفرنسي ويتحكّم في ثرواتها المحتل الفرنسي دون الجزائري الذي لايعترف به ويسميه “العربي” لأنّه لايعترف بدولة اسمهما الجزائر ولايعترف بجنسية اسمها الجزائرية ولايعترف بمواطن وشخص اسمه الجزائر.
15. حين يتحدّث ألبير كامي عن الجزائر يقصد الجزائر الفرنسية بمفهوم المجرمين المحتلين السّفاحين المستدمرين الأوروبيين والفرنسيين، أي يبقى المجرم الفرنسي سيّدا وحاكما ويبقى “الأهالي؟!” بتعبير المجرمين الفرنسيين، أي الجزائريين أصحاب الأرض عبيدا وخدما لهم لأنّ المستدمر بتعبير ألبير كامي له “حقوق؟!” في “الجزائر الفرنسية؟!” ومن “حقّه؟!” أن يدافع عنها ضد كلّ من يقف ضدّها من “الفٙلاٙڤٙة؟!” و “الدمويين؟!” و “أصحاب العنف؟!” كما يسميهم ألبير كامي ويقصد الثورة الجزائرية وأسيادنا الشهداء والمجاهدين والرّافضين للاحتلال والاستدمار.
16. نفس الملاحظات السياسية التي وقفت عليها في الكتب المذكورة أعلاه والتي قرأتها لألبير وذكرتها في مقالاتي وقفت عليها وبنفس الثبات واليقين في كتابه “L’ETRANGER”.
17. لايعترف الاستدمار الفرنسي بالجزائر وبالتالي لايعترف بالجزائري فهو يستعمل مصطلح “العربي” ليتعامل معه على أنّه غريب عن الديار أي الجزائر شأنه في ذلك شأن الفرنسي المستدمر والأوروبي المستدمر واليهود المستدمر.
18. يستعمل الاستدمار مصطلح “المسلم الفرنسي” والمسلم غير الفرنسي بالمفرد والجمع. ومن خلاله يفرّقون بين الجزائري الذي يتعمّدون عدم ذكر اسمه والفرنسي “صاحب الأرض؟!” في نظرهم.
19. لا شك أن الأقدام السوداء يعشقون “الجزائر الفرنسية؟!” و”الأهالي؟!”. ولا شك أنهم يكرهون الجزائر والجزائريين.
20. ترقبوا في الأيام القادمة مقالي بإذن الله تعالى حول ألبير كامي كما يراه الكاتب الجزائري العالمي القدير الشهيد مولود فرعون رحمة الله عليه.