التهاب الحلق واللوزتين عند الأطفال
تاريخ النشر: 07/10/11 | 1:37تعتبر أمراض الجهاز التنفسي من أكثر الأسباب التي تجعل الأطفال يترددون على العيادة الخارجية لطبيب الأطفال. ويمثل التهاب الحلق ((pharyngitis، واللوزتين (Tonsils)، من أشهر وأكثر الأعراض تكرارا لأمراض الجهاز التنفسي، بل إن في أكثر من 30 في المائة من أمراض الجهاز التنفسي يكون التهاب الحلق هو العرض الأولي فيها.
اللوزتان عبارة عن غدد لمفاوية في مؤخرة الفم على الجانبين، يمكن رؤيتهما بوضوح بالعين المجردة في حالة فتح الفم وخفض اللسان، وجاءت تسميتهما باللوزتين لأن كل غدة في حجم ثمرة اللوز، أما وظيفتها فتقوم على إفراز أجسام مضادة تدافع عن الجسم، ويختلف حجم اللوزتين من طفل لآخر ويمكن أن تكون اللوزتان أكبر في الحجم من دون التهاب.
أسباب الإصابة
* في معظم الأحيان يكون التهاب الحلق واللوزتين فيروسيا، ويكون فيروس «ايبشتين بار» (Epstein – Barr virus [EBV])، هو في الأغلب المسؤول عن هذه الإصابة. ولكن في 30 في المائة من الحالات تكون الإصابة بكتيرية، وفي هذه الحالة تكون الإصابة أقوى تأثيرا، وتمثل المجموعة «إيه» من البكتيريا المكورة العنقودية (Group A streptococcus)، الجزء الأكبر من الإصابات وتكون في الأغلب مسؤولة عن العدوى البكتيرية لالتهاب اللوزتين، ولكن يندر أن تكون مسؤولة عن التهاب الحلق في الأطفال أقل من سنتين.
انتشار العدوى
* تنتشر عدوى التهاب الحلق واللوزتين في فترة الشتاء والخريف خلال التجمعات مثل الفصول الدراسية أو الحضانات عن طريق العطس أو السعال، وتكون الفيروسات مسؤولة عن الإصابة في الأطفال من 2 إلى 3 سنوات وتكون البكتيريا المكورة العنقودية مسؤولة عن الإصابة في المرحلة ما بعد 3 سنوات، ولكن تصل إلى أعلى معدلاتها في السنوات الأولى من الدراسة وتعود للانخفاض قبل فترة المراهقة والبلوغ.
أعراض الالتهاب
* بالنسبة للالتهاب الفيروسي تكون الأعراض تدريجية وغالبا ما يسبقها أعراض تشبه الإنفلونزا، مثل سيلان الأنف والسعال وأحيانا إسهال والتهاب ملتحمة العين، كذلك تحدث صعوبة في البلع وبحة في الصوت. وهناك بعض الأنواع من الفيروسات التي تحدث تضخم اللوزتين وكذلك الغدد اللمفاوية وتحدث أحيانا الطفح الجلدي. وبالنسبة للالتهاب البكتيري، فإن أعراضه تظهر سريعا، وتبدأ باحتقان في الحلق وصعوبة في البلع، ولكن من دون سعال في الأغلب، ويصحب ذلك ارتفاع في درجة الحرارة وصداع، وأحيانا يصاحبها قيء، ويكون البلعوم أحمر وتتضخم اللوزتان مع وجود صديد بشكل واضح يغطيهما ويكون الصديد على شكل بقع بيضاء، بالإضافة إلى حدوث احتقان في الجزء الخلفي من البلعوم وكذلك اللهاة (وهى بروز عضلي مثل قطعة لحم معلقة في قمة الجزء الخلفي من الفم)، حيث تكون ملتهبة ومنتفخة، وكذلك تتضخم الغدد اللمفاوية العنقية الأمامية التي تصبح مؤلمة عند اللمس ويمكن إحساسها بسهولة أسفل الفكين. ويعاني الطفل من الإجهاد الشديد وفي بعض الأحيان يكون هناك تزامن للإصابة بالحمى القرمزية مع التهاب الحلق.
التشخيص
* في الأغلب يتم تشخيص التهاب الحلق واللوزتين عن طريق الكشف الظاهري، ويمكن رؤية اللوزتين بسهولة، في حالة الإصابة بالمرض حيث تكون اللوزة حمراء ومتضخمة، وفي حالات الالتهاب الشديد يمكن رؤية الصديد أيضا وكذلك يمكن إحساس الغدد الليمفاوية أسفل الفكين ولكن يمكن أخذ مسحة من الحلق Throat Swab وعمل فحص لها للتأكد من وجود البكتيريا المسببة للمرض.
مضاعفات الالتهاب
> امتداد الالتهاب في المنطقة المحيطة باللوز إلى البلعوم وتكوين ما يسمى بخراج حول اللوز Retropharyngeal Abscess وغالبا ما يحدث هذا في الأطفال الذين أصيبوا بالتهاب اللوز مرات كثيرة وفي الأغلب يكون هناك أكثر من ميكروب مسؤول عن الإصابة، وترتفع درجة الحرارة ويحدث تصلب وألم في الرقبة وكذلك تورم في الجانب المصاب.
> يمكن أن يحدث كذلك التهاب للأذن الوسطى نتيجة لتضخم اللوز واللحمية Adenoids (وهي نسيج لمفاوي يشبه في تركيبه اللوزتين) التي تسد قناة استاكيوس وتتسبب في تجمع السوائل في الأذن الوسطى.
> يمكن أن يحدث انسداد جزئي في المجرى التنفسي نتيجة لتضخم اللوز واللحمية.
> كذلك يمكن أن يتحول إلى التهاب مزمن في الحلق.
> أحد مضاعفات التهاب الحلق واللوزتين هي الحمى الروماتيزمية، وهي تتبع الإصابة بالبكتيريا المكورة العنقودية المجموعة «إيه» بعدة أسابيع، حتى بعد انتهاء الأعراض والتحسن الظاهري، وتحدث في أغلب الأحيان مع الأطفال من 9 إلى 15 سنة. وهي مرض متعدد الأعراض ويكون هناك ألم في المفاصل وهذا الألم ينتقل من مفصل إلى آخر ويستجيب استجابة سريعة إلى العلاج بالأسبرين ويكون المفصل متورما ومنتفخا ومؤلما جدا عند الحركة وكذلك يوجد ارتفاع في درجة الحرارة مصحوبا بصداع وطفح جلدي وألم في الصدر والبطن. وإذا لم يتم علاج الحمى الروماتيزمية بشكل جيد يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب الروماتيزمية.
> أحد مضاعفاتها كذلك يمكن أن يكون حدوث التهاب في الكلى.
علاج التهاب اللوزتين
* يجب أن يبدأ علاج التهاب اللوزتين بمجرد ظهور الأعراض لتفادي حدوث الحمى الروماتيزمية، إذ إن العلاج الكافي بالمضادات الحيوية لمدة 10 أيام حتى بعد تحسن الأعراض لمنع حدوث أي مضاعفات. ويمكن البدء بعقار البنسيلين Penicillin عن طريق الحقن كما يمكن أخذه عن طريق الفم أيضا، ولكن يعيب البنسيلين إمكانية حدوث حساسية كما أن طعمه غير مستحب بالنسبة للأطفال، وفي حالة حدوث حساسية من البنسيلين، يمكن إعطاء عقار الإريثروميسين Erythromycin أو مضاد حيوي واسع المجال مثل الإموكسسيلين Amoxicillin ويمكن كذلك إعطاء البنسيلين طويل المفعول Long – acting penicillin مرة كل شهر على سبيل الوقاية من أمراض القلب للأطفال الذين عانوا من الحمى الروماتيزمية، وبجانب المضادات الحيوية يجب إعطاء أدوية للأعراض مثل مادة الباراسيتمول Paracetamol كخافض للحرارة، وكذلك يمكن عمل غرغرة بالماء الدافئ والملح وشرب سوائل بكثرة مع الالتزام بالراحة التامة.
استئصال اللوزتين:
* يجب أن نضع في الاعتبار أن عملية الاستئصال ليست الخطوة الأولى لعلاج التهاب اللوز، ولا يتم إجراؤها إلا في حالات معينة مثل في حالة الإصابة المتكررة (من 3 إلى 5 مرات) في العام حتى مع العلاج الدوائي الكافي في حالة المضاعفات مثل الخراج حول اللوزتين المتكرر Retropharyngeal Abscess في حالة انسداد المجرى التنفسي نتيجة لضخامة حجم اللوزتين خاصة إذا تزامن مع الالتهاب المتكرر للأذن الوسطى وفي هذه الحالة يتم استئصال اللحمية أيضا مع اللوزتين في حالة رائحة الفم الكريهة الناتجة عن الالتهاب المزمن للوزتين.
وأهم مضاعفات استئصال اللوزتين هي النزيف الشديد، وفي هذه الحالة يجب استشارة الجراح على الفور، وكذلك يمكن أن يحدث جفاف في الحلق ولهذا السبب يتم إعطاء السوائل بكثرة بعد العملية وكذلك يمكن حدوث عدوى ثانوية بعد العملية ويتم التغلب على هذا بإعطاء مضادات حيوية مناسبة.