بَينَ زَواريب المَدينة
تاريخ النشر: 02/01/20 | 10:10بينَ زَواريب المَدينة
صَوتٌ يُنادينا
يَطرقُ أبواب ذاكِرتنا
يُخربشُ عَلى حَوافها
لِنَجوب الأعماق فينا
بَينَ أروقة الحاراتِ
وَحِجارة الكنعانيّين
تَغيير المُسمّياتِ
وَالسّور الحَصين
صَوتٌ يُنادينا
مِن خَلف كلّ باب وشُباك
مِن وَراء الدّمع الغَير مَرئي
عَبرَ النّسيم العابر
يُلامسُ وُجوهنا وَكأنّنا أطفال
سُذّج خائِفينَ
يَعلو صَوتهُ كلما تَدارَكناهُ
قاصِدًا لَجمَ تَغاضينا
يُنادينا بإسم الميناءِ
وَبإسم الكنائِس وَالمَساجدِ يُنادينا
يَدعونا لِصَحوةٍ لِثورَة
تَقضُّ مَضاجع المُنافقينَ
يَقولُ ويَصرخُ ما بالكم
أينَ البلاد مِن أهلها
أينَ الشُّرفاء فيها وَالأكرمينَ
صونوا حَضارتكم يا أهل الحَضارَةِ
كَي لا تُكفكفوا دَمعكم نَدمًا
عَلى مَعالم فَورَ تَغييرها
سَحَقت مَعها ماضينا
صَوتٌ يُنادينا
يُقرّ بأنّ مَدينة الرّمل الحار
لا يَكفي أن نَقطُنَ بها
مُقدّسة هيَ
خُلقت لِتَسكنَ فينا
بقلم: أزهار أبو الخير – شَعبان. عَكا.