أعلني الحرب على سرطان الثدي
تاريخ النشر: 05/10/11 | 14:25تظنّ كثيرات أن سرطان الثدي لا يصيب سوى المتقدّمات في السنّ ممّن تعدّين سنّ انقطاع الدورة الشهرية، إلا أنّ الاختصاصي في الطاقة الإشعاعية ورئيس جمعية “ذا لندن بريست انستيتوت” The London Breast Institute الدكتور نك بيري يؤكّد في اللقاء الذي أجرته معه مؤخراً صحيفة “الديلي ميل” أن هذا المرض يصيب النساء في الأعمار كافة. ويضيف، قائلاً: “ربما لا يعرف كثيرون أن هذا المرض هو السبب الأوّل في وفاة النساء من سنّ 35 عاماً وحتى 54 عاماً في بريطانيا، وأن عدد الوفيات في تزايد مستمر. ولعلّ أكثر ما يؤلمني في مهنتي كطبيب هو أن أقول لامرأة شابة إنها مصابة بسرطان الثدي، وأقرأ الصدمة في عينيها؛ لأنها غالباً ما تكون قد حصلت على تطمينات غير علمية وغير واقعية تدعوها إلى عدم القلق من وجود أورام أو تكتلات في ثديها لأنها ما تزال صغيرة على هذا المرض، وأنها ليست بحاجة إلى الفحص الشعاعي الروتيني (موموغرام)، وهذا أمر محزن حقاً لأن هذا الفحص يمكن أن يزيد من فرص التشخيص المبكر الذي يساعد في العلاج وفي الشفاء والنجاة، وأن المرأة الشابة التي تكتشف السرطان من خلال هذا الفحص هي أكثر حظاً في نجاح العلاج من الأخرى التي تكتشفه من خلال أحد الأعراض”. وتشير الدراسات، في هذا الصدد، إلى أن حوالي 46 ألف حالة من الحالات الجديدة التي تشخّص كل عام هي لنساء بأعمار ما قبل انقطاع الدورة الشهرية”. وهنالك أيضاً نوع خاص من فحص “الموموغرام” يدعى Digital mammography مناسب للمرأة الشابة التي يكون نسيج ثديها صلباً ومتماسكاً، ما يصعب اكتشاف الأورام بالفحص التقليدي، ويمكن إجراؤه كل عام أو عام ونصف اعتماداً على صلابة نسيج الثدي وعلى التاريخ الجيني العائلي.
رغم أن المراهقات نادراً ما يصبن بسرطان الثدي، إلا أن إرشاد الصبية إلى طريقة الفحص الذاتي للثدي أثناء الاستحمام تبقى فكرة جيدة وعملية لانها ستعتاد على هذا الفحص بعمر مبكر وتستمر بممارسته على مرّ السنين، كما أنّها ستتعرّف على نسيج الثدي وهو في وضعه الطبيعي وتكون قادرة على اكتشاف أي تغيير أو عارض غير طبيعي قد يطرأ عليه في المستقبل. وعموماً، فإن الأطباء البريطانيين يوصون المراهقة بعمل الفحص الذاتي للثدي مرّة في الشهر (بعد بضعة أيّام من انتهاء الدورة الشهرية حيث يكون الثدي في وضعه الطبيعي)، وقد تكون هنالك بعض أنواع الأورام والتكتلات التي قد تشعر بها المراهقة، وهي طبيعية. ولكن، يجب استشارة الطبيب في هذا الأمر من أجل التأكّد من سلامة الصغيرة والإجابة على كل أسئلتها.
افحصي نفسك… بنفسك
سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء، خصوصاً ممّن تجاوزن الخمسين من أعمارهنّ، ويعتمد الشفاء منه على مرحله تشخيصه. وكلّما كان اكتشافه مبكراً، كلّما كان علاجه ممكناً وشفاؤه أكثر ضماناً. وتتبع الدول المتقدّمة طبياً، ومنها بريطانيا، أسلوب الفحص بالأشعة للتعرّف على هذا المرض. ولكن، يبقى للمرأة الدور الأكبر في متابعة أية تغييرات قد تطرأ على ثدييها وعلى المنطقة المحيطة بهما. وهنا نقدّم لك الطريقة السليمة لفحص ثدييك بنفسك، ولكن عليك أن تعرفي الشكل الطبيعي لهما كي تميّزي بعد ذلك ما يطرأ عليهما من تغيير.
يمكنك إجراء هذا الفحص وأنت مستلقية على الفراش، أو واقفة أمام المرآة في الحمام أو غرفة النوم، مستخدمة طريقة اللمس باليد والنظر لملاحظة أيّ من هذه التغييرات:
1- انتفاخ صغير أو تصلّب في أحد الثديين أو الإبطين.
2- تبدّل في شكل أو حجم أيّ من الثديين أو كليهما.
3- انخفاض صغير أو تجعيدة في بشرة الثدي.
4- خشونة في بشرة الثدي.
5- تغيّر في شكل الحلمة كأن يتغيّر اتجاهها أو تنسحب قليلاً إلى الداخل.
6- خروج بعض السوائل أو الدماء من حلمة الثدي.
إذا لاحظت أيّاً من هذه التغييرات، اتصلي فوراً بالعيادة النسائية أو الطبيب العام الممارس ليقدّموا لك النصيحة العاجلة، ولكن بدون أن ترتبكي أو تفزعي لأن هذه التغييرات لا تعني بالضرورة إصابتك بالمرض. ولكن، بالمقابل، عليك ألا تستهيني بأمر الفحص الدوري كي تجنّبي نفسك تجربة مريرة يمكن أن تتلافيها بقليل من الوعي والحرص.
الفحص الذاتي للثدي
1- افحصي ثدييك بعد انتهاء الدورة الشهرية بحوالي أسبوع تقريباً.
2- اضغطي بشيء من القوة بأطراف أصابعك على الثدي، ثم حرّكي يدك اليسرى حول ثديك الأيمن بشكل دائري، ولا تنسي منطقة تحت الإبط أيضاً.
3- ثم، افحصي ثديك الأيسر بيدك اليمنى، بالطريقة عينها. كما، يجدر بك أن تنظري إلى ثدييك في المرآة، كي تلاحظي أيّ تغيير يمكن أن يطرأ عليهما.
وترى “جمعيات السرطان البريطانية” أن الفحص الشعاعي Mammography والفحص السريري عند الطبيب والفحص الذاتي يمكن أن يساعدوا في التشخيص المبكر للمرض، ثم علاجه والشفاء منه، على أن تعمل هذه الفحوص الثلاثة معاً وبشكل دوري ومستمر.
الرجال يصابون أيضاً
رغم أن سرطان الثدي مرتبط بالنساء بشكل خاص، إلا أن سجلات الأطباء تؤكّد أن الرجال يصابون أيضاً، وإن كان بنسبة أقلّ بكثير ممّا هو عليه الحال عند النساء. ففي بريطانيا وحدها، هنالك 300 رجل يصابون سنوياً، والرقم يزداد في الولايات المتحدة الأميركية ليصل إلى حوالي 2500 رجل، يقضي منهم حوالي 450 كل عام! ورغم أن هذه الأرقام هي أقلّ بمائة مرّة من عدد الإصابات بين النساء، إلا أن الأعراض تتشابه بين الجنسين، كما أن فرص الشفاء عند رجل وامرأة في نفس مرحلة المرض هي متكافئة تقريباً. ولعلّ الممثل وعارض الأزياء الأميركي ريتشارد راوندتري هو أشهر المصابين بهذا المرض بعد أن اكتشف ورماً في ثديه الأيمن في العام 1993، وخضع حينها إلى العلاجات الكيميائية والإشعاعية، وشفي، ليصبح ناشطاً في مجال التوعية والتشخيص المبكر لهذا المرض.