كيف تحافظين على نظارة بشرتك

تاريخ النشر: 14/04/14 | 9:53

بقلم: حاتم جوعية

مقدِّمة ٌ:
إذا كانت التمارينُ الرياضيَّة المختلفة التي تُمَارَسُ باستمرار تستطيعُ أن تقوِّي الجسمَ وتُكسِبَهُ مرونة ًوحيويَّة ورشاقة ًوقوَّة ً فهل تستطيعُ التمرينات على الوجهِ، جذبًا وشدًّا وعركا أن تمنعَ تجاعيدَ الوجهِ والأخاديد التي تولدها السنونُ والإرهاقُ ومتاعبُ الحياةِ أو أن تصلحَ من أمرها؟.
– أولاً: ليسَ هنالكَ جوابٌ سهلٌ ومحدَّد على هذا السؤال.
– ثانيا: خبراء التجميل والرِّياضة يختلفون فيما بينهم إختلافا كبيرًا حول هذا الأمر.
هنالك كتابٌ نشرتهُ “الجمعيَّة ُالطبيَّة الأمريكيَّة ” قبل عدَّة سنوات وعنوانهُ: ” الهيئة التي تحبُّها ” – جاءَ فيهِ: (” ليسَ هناك نوع من أنواع الرياضة يستطيعُ أن يمحو التغضنات والجلد المترهِّل المتجعد الناشىء عن الشيخوخة. ويبدو أن معظم المُتخَصِّصِين في أمور الجلد موافقون على هذا الرَّأي…. لكن إحدى الخبيرات في شؤون التجميل والرياضة تدعى ” مارجوري كريغ ” لها رأي مناقض لذلك، وكريغ هذه كانت قد تجاوزت ال 65 عاما وكان لها وجهٌ جميل حسن التقاطيع بشكل عجيب ساحر رغم سنها المتقدم… فهي تقول في هذا المجال (وكان هذا قبل أكثر من 15سنة):” إذا كانت التمارين الرياضيَّة تستطيع أن تعيد لعضلاتِ الجسم رونقها وشبابها، فإنَّ التمارين الرياضيَّة بإمكانها أن تفعل نفس الشيىء لعضلاتِ الوجه “.
قبل التوغل في هذا للمجال والحديث عن تأثيرالرياضة الإيجابي على بشرةِ الوجهِ والجسم أريدُ أن أركِّزَ الأضواء على الجلدِ وماهيَّتِهِ ومميِّزاتِهِ الذي هو أكبر أعضاء الجسم مساحة ً.
إنَّ العملَ الرَّئيسي للجلدِ هو أن يلفَّ وَيُغلِّفَ ويحمي الأعضاءَ الجوهريَّة َ الموجودة َ تحته.. والجلدُ الشَّاب كما نعلمُ جميعًا يكونُ ثابتا ناعمَ الملمس يُثيرُ البهجة َ والسُّرور. أمَّا الجلدُ الكبيرالسنِّ (بيولوجيًّا) فهو على النقيض من ذلك – هذا ما يميلُ الكثيرون إلى قولهِ…ولكن لنتريَّثَ قليلا.. فإنَّ الجلدَ على الأقسام والأجزاءِ المكسوَّة بالثياب دائمًا يظلُّ في الكثير من الأحيان شابًّا وناعمًا حتى بعد جيل خمسين وستين وحتى سبعين من العمر. أمَّا جلدُ الوجه واليدين المُعرَّض والمكشوف على الدوام للشمس والريح والبخار والحرارة والبرودة وَمُلوِّثاتِ الهواءِ فإنَّهُ لا بدَّ أن يُصابَ بالأذى وبعلاماتِ الشيخوخة.
إنَّ أمورًا مفجعة كثيرة ومحزنة تصيبُ الوجه مع مرِّ الأيَّام. فالأحوال الجويَّة والجاذبَّة الأرضيَّة التي هي بالفعل تجذبُ الجلدَ على الدوام إلى الأسفل كلَّ لحظةٍ من لحظاتِ العمر- تفعلُ فعلها مع تقدُّم السنِّ… وأعراض الشيخوخة معروفة للجميع. تفقدُ الخلايا تحت الجلد مُرونتها وتتعمِّقُ الخطوط على الجبين وحول الفم والعينين وتزداد وضوحا… بعد ذلك يترهَّلُ الجلدُ مع زوال الأنسجة الممسكة بهِ…. وبعد ذلك تظهرُ الجيوبُ والإنتفاخات ويذهبُ المظهر والملمسُ الناعمُ. وفي سنِّ الشيخوخة يصبحُ الجلدُ رخوًا معلَّقا بما حوله. هذه هي الصُّورة الكئيبة للشيخوخة… فأينَ تأتي التمارينُ الرياضيَّة هنا ؟… إنها لا تأتي…هذا ما يُردِّدهُ الكثيرون… وهذا هو رأيُ معظم الخبراء وأخصَّائِيِّي التجميل. فالتبديلات التي تحدثُ هي تبديلات فيزيولوجيَّة وكيميائيَّة، والتمارين الرياضيَّة لا تصلحها.. لكن إذا كان هذا هو رأي الخبراء المعنيِّين بهذا الموضوع فهل معنى ذلك أنَّ َّ الفكرة َ لا تستحقُّ أن تُطرق وتطرح ؟؟.. لا ليسَ هذا بالضبط تماما. فهنالك ناحية أخرى من نواحي البحث. لقد تحدَّتُ حتى الإن، عن سطع الجلد وتأثير عوامل الزَّمن وعواديه عليهِ، ولكن العضلات التي تمسكُ الجلد هي شيىءٌ آخر.
إنَّ الوجهَ أكثرُ أعضاءِ الجسم قدرة ًعلى التعبير وهذا يرجعُ لكثرةِ العضلاتِ التي تمسكُ بهِ. هنالك شبكة ٌ تتكوَّنُ من 36 عضلةٍ طوعيَّةٍ تستطيعُ أن نحرِّكَ بها الفمَ عند الكلام والطعام والتثاؤُب والعين لكي ننظرَ… إننا نستطيعُ بواسطتها أن نرفعَ أو نخفضَ الحاجبين ونفتحَ الفكَّ وَنُكوِّرَ الشَّفة َ ونجعِّدَ الأنفَ ونجذبَ أجزاءَ الوجهِ في بضعةِ عشر مكانا مختلفا. والعضلة ُ النامية ُ نموًّا حسنا تستطيعُ أن تُكوِّرَ الجلدَ القائم فوقها. أما العضلة ُ الرَّخوة ُ المُتهدِّلة ُ فإنَّها سبب إرتخاء الجلد فوقها. وهذا يُرَى في حالةِ إصابةِ إحدى عضلاتِ الوجهِ بالشَّلل ِ فعندها يتهدَّلُ (يتجعَّدُ ويرتخي ويضمرُ) الجلدُ فوق المكان المصاب. وخيرُ ما ينفعُ العضلة َ هو إبقائِها في حالةٍِ متماسكةٍ…
وهذا يطرحُ السؤالَ التالي: هل التدريبُ الرياضي لعضلاتِ الوجهٍ طبيعيٍّ سليم يُمكنُ أن يبقيَ الوجهَ صلبا مرفوعا ؟. إنَّ الطبيبَ هو الذي يُجيبُ على هذا السؤال… حيثُ يقولُ: لا قطعا، مفسِّرًا أنَّ تداعي وتجعُّدَ الجلد الناشىء عن الشيخوخة يحدثُ بصورةٍ مستقلّةٍ عن العضلاتِ، بيدَ أنَّ أطبَّاءَ المعالجة الفيزيائيَّة وأخصَّائيِّي التدريباتِ الرياضيَّة وبعض أطبَّاءِ الصِّحَّةِ والكثير من النساء اللواتي جَرَّبنَ رياضة َ الوجه يُخالفون هذا القول بشدَّةٍ. وتقولُ الخبيرة ُ الشهيرة ُ ” مارجوري كريغ “: (لكي نسترجعُ طراوة َ ونضارة َ الجلد يجبُ استعامل كلّ شعيرة من عضلاتِهِ.. أي أنَّ العضلات يجبُ أن تجذبَ جذباً كاملاً عندَ التدريب لا جزئيًّا. وهذا هو السبب في أنَّ الحركات الطبيعيَّة اليوميَّة التي يُؤدِّها الإنسانُ في الكلام والطعام والضحك وسواها لا تؤَدِّي المهمَّة َ المطلوبة َ. ومن التدريبات التي تتبعها هذه الخبيرة ُ ما هو مُخصَّص لمقاومةِ الجاذبيَّةِ الأرضيَّة أو لأداءِ الحركاتِ المُضادَّة للحركاتِ التعبيريَّة الإعتياديَّة في الحياة. فالعبوسُ مثلاً وقرض (تقطيب) الشَّفة وما إلى ذلك من تعبيراتٍ وحركاتٍ كلها تطبعُ خطوطا قبيحة ً تزدادُ عمقا واتساعًا مع الأيام والسنين. فعلى الإنسان أوَّلاً أن يُقلِعَ ويبتعدَ عن هذهِ التعبيرات التي ذكرتها ثمَّ يشرعُ في التمرين. لقد وُجِّهَ إلى أحدِ الجرَّاحين الأخصَّائِيِّين بالتجميل سؤالٌ عن مدى فائدةِ التدريب في شدِّ الوجهِ وكانَ من المفروض أن يُجيبَ هذا الخبيرُ على السؤال إجايبة ً دالَّة ً على الإستنكار، ولكنَّهُ قال: إذا حافظ الإنسانُ على عضلاتِ وجههِ في حالةٍٍ جيِّدةٍ وسليمةٍ فمنَ الممكن تأخير عمليَّة إرتخاء جلدِ الوجهِ – إنَّ للجلدِ شيئا يتعلَّقُ بهِ فإذا كانتِ العضلاتُ من تحتِهِ ثابتة ً، فإنَّ الوجهَ نفسهُ يبدو في حالةٍ حسنةٍ، ولكن إذا أصيبَ الجلدُ بالرتخاءِ فإنَّ الطريقة َ الوحيدة َ لشَدِّهِ هي الجراحة التجميليَّة.
وفي نهايةِ المقال أريدُ أن أذكرَ بعض النقاط المهمَّة المتعلِّقة بهذا الموضوع والتي يجبُ على كلِّ شخص ٍ إتباعها والتمشِّي والتقيُّد بها.
1) لا ننسي العامل الوراثي لأنَّ أشكالَ التغضن والشيخوخة المبكِّرة هي في أغلب الأحيان ورائيَّة. في بعض الأسر يبدأ وجهُ المرأةِ بالتجعُّدِ والتغضن في سنِّ مبكِّرة فلا تبلغُ الثلاثينيَّات من العمر حتى يكونُ وجهُهَا قد امتلأ بالتجاعيد والأخاديد، وهنالك سيِّدات يحتفظنَ بنظارةِ وجوههنَّ حتى سنِّ الشيخوخة الزَّمني والبيولوجي (بعد جيل الستين والسبعين).
2) لا تُعَرِّضِي نفسك للشمس – لأنَّ هذا يؤدِّي إلى الإصابةِ بالجفاف والتجاعيد والخشونة وتشقق الأنسجة الماسكة للجلدِ وتحدث تبدلات كيميائيَّة في الجسم قد تؤَدِّي إلى الإصابى بالأورام. 3) تنظيف الوجه تنظيفا جيِّدا في الصباح.. ويحسن للسيِّدات أن يستعملنَ المواد الجالبة للرطوبة والمانعة للجفاف.
4) يجب تناول الأطعمة المغذية الكافية والمحافظة على وزن صحيح مقبول… ويجب علينا أن ننام نوما كافيا فالتقيُّدُ بهذه الأمور قد تظهرُ آثارُها الإيجابيَّة على الوجه.
5) التقليل من السكاكر والإنقطاع عن التدجين كليًّا لأنَّ التدخينَ يُسبِّبُ تغصُّنَ وتجاعيدَ الوجه، وذلك بسبب النيكوتين الموجود فيه وأثره على الأوعية الدمويَّة الشَّعريَّة إذ يُضَيِّقها ويمنع تدفُّقَ الدم بحريَّةٍ.
6) الإمتناع عن الكحول لأنَّها تسبِّبُ إنتفاخ الجلد وتحطم الاوعية الدَّمويَّة.
7) يجبُ ممارسة التمارين الرياضيَّة بإستمرارلانَّها تحسِّنُ الدورة َالدَّمويَّة والعضلات بوجهٍ عام وتكون الرِّياضة ُعلى جميع أنحاءِ الجسم، وخاصَّة ً الوجه.. وبالنسبةِ للوجهِ نعاملهُ من خلال التدليك بلطفٍ من أسفل إلى أعلى فالتدليكُ ينشِّطُ الدورة الدَّمَويَّة ويضيفُ على الوجه نضارة ً وتألِّقا.
8) تعلَّمي كيفيَّة َ وطريقة َ الإسترخاء لأننا كلَّنا في حاجةٍ إلى لحظات ٍ من الإسترخاء للقضاء ِعلى الخطوط المرتسمة على الوجه.
9) نامي ورأسُكِ مرفوع فإذا كان الرَّأسُ أعلى من الجسم عند النوم قلَّت إمكانيَّة تكوُّن السَّوائل تحت جلدِ الوجهِ.
10) تغيير الوضع عند النوم… ويقترحُ الأطبَّاءُ ومعظمُ خبراءِ التجميل على أن ينامَ الإنسانُ على ظهرهِ ويضعَ وسادة ً تحت ركبتهِ لا تحتَ رأسهِ.

HATEMJ022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة