ما هو تشمع الكبد ؟
تاريخ النشر: 21/03/19 | 8:57يُعتبر الكبد (Liver) أكبر عضوٍ داخليٍّ في جسم الإنسان، ويبلغ وزنه 1-1.5 كلغم ،ويُسمى مصنع عمليات الأيض لما يؤديه من دورٍ فعّالٍ ومهم في عمليات الأيض التي يجب على الجسم القيام بها، وتكمن أهميته في تخزين ومعالجة الكثير من العناصر الغذائية في الجسم مثل الدهون، والسكريات، والبروتينات، وإيصال هذه المواد الغذائية لخلايا الجسم عند حاجتها، ويقوم كذلك بتصنيع البروتينات التي تُشكّل عوامل التخثر والأجسام المناعية في الجسم، بالإضافة إلى دوره في تصنيع العصارة الصفراء ،(ساءل المراره)( Bile) التي تقوم بامتصاص الدهون، والكولسترول، والفيتامينات الذائبة في الدهون، ويتخلص الكبد من فضلات الجسم التي لا تستطيع الكلى التخلص منها مثل الأدويه والكولسترول، والسموم عامة (Toxins)، في الحقيقة يستطيع الكبد إعادة تصنيع خلاياه عند تعرّضها للأذى غير طويل الأمد، ولكن في الحالات التي يتعرّض بها الكبد للجروح أو الأضرار طويلة الأمد؛ فإنّ نسيجاً غير طبيعيّ يبدأ بالظهور مكوّناً ما يُعرف بتليّف الكبد (Liver Fibrosis)، وفي بداية الأمر يستطيع الكبد مواصلة أداء وظائفه، وبتقدّم المرض يبدأ التليف بالازدياد ليشمل جزءاً أكبر من الكبد، ويستمر المرض بالتقدم ببطءٍ حتى يشمل التليف الكبد كله. وإنّ هذا التدهور وما يترتّب عليه من فقدان الكبد لأداء وظائفه يُعرف بتشمّع الكبد (Liver Cirrhosis)، وتجدر الإشارة إلى أنّ تشمع الكبد لا يصل إلى مراحله النهائية إلا بمرور شهور، أو سنوات، أو حتى عقود.
علاج تشمّع الكبد :
يقوم مبدأ علاج تشمع الكبد على إبطاء تكوّن النسيج الليفيّ، وعلاج الأعراض التي تُصاحب التشمّع، ومنع ظهور المضاعفات أو علاجها عند تكوّنها، ويعتمد العلاج على درجة وشدة الحالة وسببها، وفيما يأتي بيان ذلك،
علاج مُسبّب تشمّع الكبد: في بداية الإصابة بتشمّع الكبد يمكن الحد من تدهور الكبد وتكون النسيج الليفيّ بعلاج المسبب كما يأتي: علاج إدمان الكحول: يجدر بالمصاب الإقلاع عن تناول الكحول مباشرةً لاعتبار الكحول مادةً سامةً تُلحق الضرر بصحة الكبد، ومن الممكن الرجوع إلى الطبيب المختص واستشارته حول كيفية التوقف عن تناول الكحول؛ فقد يُقدّم الطبيب برامج تُساعد على ذلك. إنقاص الوزن: يجدر بالمصابين بتشمّع الكبد غير الناتج عن تناول الكحول بذل الجهد في إنقاص الوزن، وذلك لأنّ هذا النوع من تشمّع الكبد يحدث بسبب تراكم الدهون على الكبد؛ وعليه فإنّ إنقاص الوزن باتباع الحمية الغذائية الصحية، والحد من تناول السكريّات، وممارسة التمارين الرياضية قد يلعبُ دوراً مهماً في العلاج، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة تناول كميات كافية من البروتين خلال إنقاص الوزن من أجل سلامة الكبد. أدوية التهاب الكبد: إنّ تناول الأدوية الخاصة بالتهاب الكبد B وC من شأنه أن يحدّ من الضرر اللاحق بالكبد، ومن هذه الأدوية أدوية مضادات الفيروسات (Antiviral Drugs)، ودواء إنترفيرون ( Interferon). أدوية أخرى: هناك بعض الأدوية التي تحدّ من تقدّم تشمع الكبد؛ كالأدوية المُعطاة لعلاج حالات تشمع المرارة الأولي (Primary biliary cirrhosis) مثل دواء أورسوديول (Ursodiol)، والأدوية المعطاة لعلاج تشمع الكبد الناتج عن أمراض الجسم المناعية الذاتية كأدوية الستيرويدات (Steroids)، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الأدوية التي تُعطى لعلاج أعراض تشمع الكبد أيضاً، ويمكن إعطاء المكملات الغذائية في حالات سوء التغذية التي قد تُرافق تشمع الكبد، والأدوية الخاصة بالعظام لمنع إصابة المريض بهشاشة العظام (Osteoporosis). علاج مضاعفات تشمّع الكبد: يجدر بالطبيب المختص علاج مضاعفات تشمّع الكبد فور ظهورها، وفيما يلي بيان لبعض هذه المضاعفات وعلاجها: احتباس السوائل في الجسم Fluid buildup): إنّ زيادة ضغط الدم في الوريد البابي (Portal vein) وضعف أداء الكبد يؤدي إلى تجمّع السوائل في البطن في حالةٍ تُعرف بالاستسقاء البطنيّ ( Ascites)، وقد يصف الطبيب المختص مدرّات البول (Diuretics) للتخلص من السوائل الزائدة، وقد يصرف المضادات الحيوية لمنع نموّ البكتيريا في الماء المتجمّع، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الحد من تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم، وتقليل تناول الأملاح عامةً، وفي الحالات الشديدة قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لعلاج المشكلة. فرط ضغط الدم البابي (Portal hypertension): قد يلجأ الطبيب لبعض الأدوية لعلاج هذه المشكلة مثل حاصرات المستقبل بيتا الودي (بالإنجليزية: β-Blockers). العدوى (Infections): يمكن علاج العدوى باستخدام المضادات الحيوية (Antibiotics)، وقد ينصح الطبيب بأخذ مطعوم الإنفلونزا، ومطعوم الالتهاب الرئوي، ومطعوم التهاب الكبد الوبائيّ. الاعتلال الدماغي الكبدي (Hepatic encephalopathy): إنّ عدم قدرة الكبد على التخلص من السموم من شأنه أن يتسبّب بظهور السموم في الدم، ممّا يؤدي إلى وصولها إلى الدماغ، وقد تؤثّر في الذاكرة وقدرة المصاب على التفكير، وعليه فإنّ إعطاء الأدوية المناسبة قد يحدّ من هذه المشكلة أو يعالجها عند ظهورها. سرطان الكبد ( Liver Cancer): ترتفع احتمالية الإصابة بسرطان الكبد في الأشخاص المصابين بتشمّع الكبد، ولذلك يجدر بالمصابين بتشمع الكبد إجراء فحص دوريّ كل 6-12 شهراً باستخدام الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) أو فحص الدم ( Blood Tests)، وفي حال ظهور السرطان فإنّه يُعالج بالعلاج الكيماوي (Chemotherapy)، أو الجراحة ، أو الإشعاع ( Radiotherapy). زراعة الكبد: يُلجأ لخيار زراعة الكبد (Liver Transplantation) في الحالات الأخيرة من تشمع الكبد عند حدوث الفشل الكبديّ (Liver Failure)، وفي هذا الخيار العلاجيّ تتم زراعة جزءٍ من كبد شخص سليم لا يزال على قيد الحياة بعد إجراء الفحوصات اللازمة، أو تتم زراعة الكبد كله من شخص ميّت، ولكن بعد إجراء هذه العملية لا بُدّ من أخذ الأدوية المثبطة للمناعة لمنع رفض العضو الذي تمت زراعته، وتقوم أدوية تثبيط المناعة بدورها بزيادة خطر إصابة الشخص بالعدوى والأمراض. أعراض تشمّع الكبد لا تظهر أعراض تشمع الكبد :
في المراحل الأولى من المرض، ولكن بتقدّم المرض تظهر بعض الأعراض على المصابين، ومنها ما يأتي: الشعور بالتعب، والإرهاق، والضعف العامّ. الحكّة (Itching). فقدان الشهية. نقص الوزن. الغثيان. الانتفاخ (Bloating). اليرقان او الاصفرار(Jaundice)؛ إذ يظهر الجلد وبياض العيون بلونٍ أصفر. الورم الوعائي العنكبيّ (Spider angioma)، وفيه تظهر الأوعية الدموية سطح الجلد.
الدكتور بسام زيتاوي
مدير قسم جراحة الكبد والبنكرياس
في مستشفي العيمك العفوله
كل الاحترام والى الامام دكتور.
د.بسام تحياتي .ابدعت بهذه النبذه المفصله عن احد امراض الكبد .نتمنى لك الرقي والازدهار.
طول عمرك سبّاق ومتميز في مجالك !
ابدعت فأصبت!
كل الاحترام لعمي العزيز ادامك الله ذخرًا للعائله والمجتمع
كل الاحترام دكتور بسام