ما هو داء الليشمانيا
تاريخ النشر: 04/09/18 | 7:00داء الليشمانيات (أو ما يعرف بالاسم الشعبي بـ” حبة أريحا” / Rose of Jericho أو باللاتينية (leishmaniasis ينتج عن طفيليلات وحيدة الخلية تعرف بـ”الليشمانيا” والتي تنتقل عن طريق أنثى ذباب الرمل (حشرة الفاصدة – (sand fly وتتطور داخل جهاز المناعة في الجسم. يؤدي داء الليشمانيات الجلدي إلى ظهور جروح متقرحة يصل قطر الواحد منها إلى بضعة سنتيمترات، وتدوم لأشهر طويلة على الرغم من العلاجات المختلفة. ليس كل من يصاب باللدغة سيظهر عليه المرض، فقط جزء من الأشخاص الذين يتعرضون لها ستظهر عليهم الأعراض. إن ظهور الأعراض وحدّة المرض يعتمدان على نوع الطفيل وردة فعل الجسم للعدوى. بشكل عام المناطق المعرضة للإصابة هي مناطق الجسم التي تكون غير مغطاة عادة، مثل منطقة الوجه والأطراف.
هل هناك أكثر من نوع من طفيلي الليشمانيا؟
نعم، تم التعرف على قراب العشرين نوع من طفيليات الليشمانيا التي تسبب المرض عند الإنسان. الأنواع الرئيسية هي: داء الليشمانيات الجلدي، داء الليشمانيات الحشوي (الأعضاء الداخلية) وداء ليشمانيات الغشاء المخاطي. يتم انتقال المرض في البلاد عن طريق أنثى ذباب الرمل التي تؤدي لداء الليشمانيات الجلدي: ليشمانيا مايجوز (L. Major) أو الليشمانيا الكبيرة وليشمانيا تروبيكا (L. Tropica) أو المدارية. هناك نوع إضافي يعرف بليشمانيا إنفانتوم (L. Infantum) الذي يصيب أعضاء الجسم الداخلية للإنسان. بالإضافة لذلك، المتجولون في المناطق الاستوائية أو سكان تلك المناطق القادمون للبلاد قد يصابون بليشمانيا من نوع أخر.
كيف ينتقل المرض للإنسان؟
تقوم حشرة ذباب الرمل بلدغ حيوان مصاب لتحصل على الدم الضروري لنمو بيضها. أثناء هذه اللدغة تقوم ذباب الرمل بنقل طفيلي الليشمانيا إلى القوارض (في حالة طفيل ليشمانيا مايجور) أو إلى الأرانب الصخرية (في حالة ليشمانيا تروبيكا) وبذلك يكون قد جعل منه الحيوان “الخازن” أو المُضيف للطفيل.
الطفيل ينمو ويتزايد في جسم القوارض والأرانب الصخرية، ومن ثم تقوم ذباب الرمل بلدغها من جديد ومص دمائها التي تحتوي على طفيلي الليشمانيا. بعدها تقوم ذباب الرمل بلدغ الإنسان وحقن طفيل الليشمانيا إلى دمه ناقلة إليه المرض.
مكان اللدغة في الإنسان يكون جرحا ملتهبا ومؤلما جدا. الليشمانيا الموجود في البلاد لا تشكل خطرا على الحياة ولكنها تسبب ألما شديدا مكان اللدغة وآفات جلدية يصعب علاجها وقد تترك ندبا مكانها.
الحيوانات المضيفة لطفيلي الليشمانيا مايجور هي القوارض. بينما المضيف الرئيسي لليشمانيا تروبيكا هي أرانب الصخور أو حيوانات الوبر الصخري (Rocky Hyrax).وتعتبر الكلاب هي المضيف الأساسي لطفيلي الليشمانيا إنفانتوم – والتي جميعها تنتقل عن طريق ذباب الرمل من أنواع مختلفة.
أين يتم انتقال داء الليشمانيات الجلدي في البلاد؟
الليشمانيا مايجور وهي النوع الأكثر شيوعا في البلاد ينتشر عادة في أريحا والمناطق الواقعة شمال البحر الميت ،وادي بيسان، وكذلك بمنطقة النقب .
الانتقال المحلي لطفيل الليشمانيا تروبيكا يتم عادة في مناطق بحيرة طبريا ومنطقة الجليل، وكذلك في جنين ونابلس وسلفيت والقدس و بيت لحم.
من حسن الحظ أن داء الليشمانيا الذي يصيب أعضاء الجسم الداخلية نادر في البلاد.
حتى سنوات التسعينات من القرن الماضي، فإن أغلب الإصابات بداء الليشمانيات الجلدي كان بسبب طفيلي الليشمانيا مايجور ونسبة حدوث المرض كانت بين 0.2 – 7 حالات لكل 100,000 من السكان. في ال15 سنة الأواخر طرأت زيادة ملحوظة في نسبة حدوث المرض عن طريق طفيلي الليشمانيا لكل 100,000 من السكان كانت قد سجلت 1.3 حالة إصابة في سنة 2003 وقد ارتفعت ل 4.5 لكل100,000 من السكان بسنة 2012. في السنوات الأخيرة الإصابة انخفضت من2.7 حالة لكل 100,000 من السكان بسنة 2015.
منذ مطلع عام 2018 وفي الأشهر القليلة الماضية تم تسجيل ارتفاع في عدة حالات الإصابة في البلاد بمرض الليشمانيا الجلدي وعلى ما يبدو فإن سببه يعود لانتشار الأرنب الصخري والكلاب في المنطقة.
أوقات نشاط ذباب الرمل:
ذباب الرمل نشط في ساعات الظلام، من الغسق وحتى طلوع الفجر. قد تنشط ذباب الرمل في الغرف المظلمة في ساعات النهار أيضا.
ما هي علامات المرض؟
– داء الليشمانيات الجلدي: هذه الصورة الشائعة أكثر للمرض في البلاد. أعراض المرض – تقرحات في الجلد تظهر في مكان اللدغة بشكل عام في الأماكن المكشوفة من الجسم: الوجه والأطراف. فترة الحضانة تستمر لمدة أسبوعان وحتى عدة أشهر. مدة فترة الحضانة تعتمد على نوع الطفيل وردة فعل جهاز المناعة في الجسم للعدوى. الآفات الجلدية التي في البداية تكون صغيرة قد تكبر لتصبح تقرحات تلتئم من نفسها بشكل عام بعد عدة أشهر (حتى 24 شهرا). تقرحات الليشمانيا تلتئم بأغلب الحالات من دون تدخلات أو أدوية، أحيانا مخلفة وراءها ندوبا. التقرحات التي تنتج بسبب طفيل الليشمانيا مايجور تشفى في الغالب خلال 6 – 12 شهر، وتلك التي تنتج بسبب طفيل الليشمانيا تروبيكا تشفى في الغالب خلال 24 شهر. داء الليشمانيات المتواجد في البلاد لا يؤدي لل وفاة .
– داء الليشمانيات الحشوي (الأعضاء الداخلية): هو مرض شديد بحاجة لعلاج طبي. الطفيليات في هذا المرض يلحق الضرر بالكبد والطحال. كنتيجة للتأثير السلبي على النخاع الشوكي والطحال ينتج عن ذلك أنيميا (فقر الدم)، انخفاض في مستوى كريات الدم البيضاء والصفائح، وقد تظهر التهابات إضافية وقابلية لحدوث نزيف. PKDL Post-kala-azar-dermal leishmaniasis هي إحدى المضاعفات الجلدية النموذجية لدى داء الليشمانيا في الأعضاء الداخلية والتي تحدث خلال أو بعد تلقي العلاج. PKDL يتميز بظهور بقع فاتحة اللون تمتزج مع بعضها وتتحول لبقع وردية اللون محمرة غالبا في منطقة الوجه والكتفيين والمفاصل.
متى علينا التوجه للطبيب؟
أغلب اللدغات في البلاد ليست من ذباب الرمل وتختفي بعد عدة أيام. في حال وجود لدغة تؤدي لتكون آفة جلدية مؤلمة تستمر لأكثر من أسبوعين وتخرج منها إفرازات، فإن ذلك يستوجب فحص طبيب.
كيف يتم تشخيص داء الليشمانيا؟
ينشأ الاشتباه السريري بالإصابة، عادة، عند ظهور آفات نموذجية مميزة في الجلد بعد المكوث في منطقة مصابة. يعتمد تشخيص داء الليشمانيات الجلدي على إجراء الفحص المجهري المباشر لعينة يتم اخذها من الآفة في الجلد.
بعد أخذ العينة يتم فحص “تفاعل البوليميراز المتسلسل” (Polymerase chain reaction – PCR) للتحقق من وجود طفيل الليشمانيا. يعتبر فحص الPCR فحصا دقيقا ويتم إجراؤه بمراكز مخصصة في البلاد مثل قسم الجلد في مستشفى هداسا، تل هاشومير، شنايدر وسوروكا. تستغرق نتيجة الفحص عدة أيام.
هل هناك علاج لمرض الليشمانيات؟
داء الليشمانيات في الجلد تشفى من نفسها من دون علاج، خلال نصف سنة إلى سنتين. العلاج الطبي عن طريق المرهمات، الحبوب أو الحقن قد تقلل مدة المرض وبقاء الندب لاحقا. في حالات تكاثر عدد البقع أو التقرحات في الوجه فإن ذلك يستوجب علاجا. في جميع الأحوال من المفضل التوجه للطبيب لتلقي العلاج الطبي الملائم. داء ليشمانيا الأعضاء الداخلية من الممكن أن يكون ممياتا إذا لم يتم تلقي العلاج المناسب له.
هل يتم تقديم العلاج لكل آفة تشتبه أنها داء الليشمانيا؟
لا، فالعلاج هو مركب نوعا ما، مؤلم لحد ما، ولا ينجح دايما. يتم تقديم العلاج للآفات التي تم التحقق من كونها بسبب طفيلي الليشمانيا عن طريق فحص ال.PCR
ما هي أنواع العلاجات؟
عند ظهور آفات في الوجه أو آفات متعددة في الأطراف، يمكن علاج داء الليشمانيات الجلدي إما بواسطة: مراهم موضعية تقتل الطفيل أو أدوية عن طريق الحقن إلى داخل الآفة أو عن طريق الوريد، خلال الرقود في المستشفى.
من الأمثلة على العلاجات المتوفرة:
• باروموميسين (Paromomycin): تم تطوير مرهم يحتوي على الباروموميسين. تتم المعالجة بواسطة دهن المرهم فوق الآفة مرتين في اليوم لمدة تتراوح بين عشرة أيام إلى ثلاثة أسابيع.
• بينتوستام (Pentostam ,Sodium Stibogluconate): يُعطى هذا الدواء عن طريق الحقن في داخل الوريد، أو في داخل العضل أو الحقن إلى داخل الآفة نفسها. هذا العلاج مؤلم وغير ملائم للأطفال.
• كيّ الآفات بالنيتروجين السائل: مرة أسبوعيا في كل مرة يستمر لمدة حوالي 20 ثانية، يتم تكراره بحسب حجم الآفة وموقعها بالجسم. هذا العلاج قد يتسبب في تغيير لون الجلد ولذلك هو غير مناسب للآفات في الوجه أو للأطفال.
• العلاج بالضوء الديناميكي (PDT)
• العلاجات عن طريق الوريد تقدم للحالات الصعبة والتي تستلزم الرقود في المستشفى أو القدوم يوميا للمستشفى لتلقي العلاج.
• أدوية عن طريق حبوب مثل: حبوب الصوديوم ستيبوغلوكونات (بانتوستيم) ، ميلتفوسين (ميلتكس)، وامفوتيريسين B ليبوزومي (أمبيزوم). هذه الأدوية تستخدم فقط في الحالات الصعبة ولديها العديد من الأضرار الجانبية.
هل يوجد تطعيم للمرض؟
حتى اليوم لا يوجد تطعيم فعال ضد المرض. من يصاب بداء الليشمانيا فإنه يعدّ محصّن ضد نوع الطفيل الذي تعرض له. الصعوبة في تطوير اللقاح يكمن في كون الطفيليات وحيدة خلايا وليست فيروسات، وبأن الطفيليات تتواجد في جسم الإنسان داخل جهاز المناعة. لنفس الأسباب فإن العلاج الطبي يكون صعب ومطوّل.
كيف نحمي أنفسنا من القرصات؟
وسائل الحماية الأساسية:
– وضع مواد طاردة للحشرات على أجزاء الجسم المكشوفة
– نثر المبيدات الحشرية في الجو خارج البيت
– البقاء في أماكن مكيفة واستخدام المراوح في ساعات نشاط ذباب الرمل
– استخدام ملابس طويلة
– رش مواد طاردة للحشرات على أسطح المفروشات داخل البيت