الْخَيَالُ وَالظَّلامُ يَأْخُذُنِي …

الْخَيَالُ وَالظَّلامُ يَأْخُذُنِي

إِلَى حُبِّ امْرَأَةٍ عَشِقَت تَحَدِّي الْمُسْتَحِيلْ

الْفَرَحُ صَدِيقٌ لَهَا وَخَلِيلْ

وَقَلْبُهَا طَيِبٌ وَقَدْرُهُ جَلِيلْ

فِي حَرْبِ الْحُبِّ لَمْ تَجِد خَلاصَاً مِنِّي وَسَبِيلْ

الرَّصَاصَةُ وَالْبُنْدُقِيَّةُ والْخَنَاجِرَ والدُّرُوعْ وَصَوتُ الصَّهِيلْ

جَمِيعُهَا تَتَخَلَّصُ مِنْهَا فِي مَحَالِيل

وَتَسْقِي نَفْسَهَا دِمَاء وَكَأَنَّهُ سَلْسَبِيلْ

أُحَارِبُ لِبَقَائِي عَلَى حُبِّي بِسَيْفٍ صَقِيلْ

وَهِيَ تُحَارِبُ بِجُلَنَارٍ لَيْسَ ذَلِيلْ

صَدِّقِي ذَلِكَ فَالسُّكَرُ دَلِيلْ

أُحِبُكِ وَلَن أَتْرُكَ جَسَدَاً ظَلِيلْ

وَاعلَمِي بَأنِي لَسْتُ خُبْزَاً فَارِسِيَاً

لِتُحْضِرِي الزُّبْدَةَ وَالْقَالِبَ وَالسِّكِين

وَلَسْتُ جَامِدَاً لأُشَكَّلَ تَشْكِيلْ

وَلا هَوَاءً لِلْعَاشِقِينَ عَلِيلْ

فَأَنَا مَلِكُ الْجُلَنَارِ الْكَبِيرْ

وَمَعَ هَذَا مُكَبَّلٌ بِحُبِّهَا تَكْبِيلْ

مَاذَا أَهْمِسُ فَقَد أَصْبَحْتُ هَزِيلْ

لِلْمِلْعَقَةِ ضَحَايَا وَأَنَا الأَوَلُّ الْجَمِيلْ

تَتَمَلَّقُ عَلَيَّ وَأَنَا رَاضٍ بِذَاكَ الْقَبِيلْ

فَجِسْمُهَا مُنَسَقٌ كَمَا أَوْرَاقُ النِّيلْ

وَشَعْرُهَا رَائِعٌ كَمَا نَبَاتَاتُ الرّمَيْل

عَائِلَتُهَا الْحُبُّ وَالْعِشْقُ سَلِيلْ

أَهْرُبُ مِنْ دُخَانِ الْخِيَانَةِ الشَّعِيلْ

لأَحْمِي نَفْسِي مِنْ ذَاكَ الْفَتَّانِ الْقَبِيحْ

وَكَيْفَ أَتَخَلَى عَنْهَا وَهِيَ كَسَهِيلْ ؟

وَلَكِن عِندَ نَقْصِ الحُبِّ فَاتَ الْقَطَار

وَأَصْبَحْتُ لِلسَّرَابِ عُنْوَانْ

مَنْ هِيَ نُورَا ؟ صَاحِبَةُ ضَمِيرْ ؟

حَبِيبَتِي ؟ رُبَّمَا كَانَت

فَهِيَ لَيْسَت سِوَى مُجَرَّدِ أَحْلامْ

رَسَمَتْهَا وَعَنْوَنَتْهَا الأَوْهَامْ

ضُرِبْتُ مَرَاتٍ عِدَّة بالسِّهَامْ

وَقَدْ كُنْتُ شَدِيد الْهِيَامْ

وَالآنَ قَدْ وَضَعْتُ حَداً لِلسَّلامْ

وَالْخِيَانَةُ وُضِعَتْ عَلَى صَدْرِك وِسَامْ

اسْتَسْلَمْتُ مَرَةً وَقَد حَان دَوْرُكِ فِي الاسْتِسْلامْ

أَفِيكِ سَقَمٌ أَمْ سقامْ

لِلحُبِّ لا تَضَعِينَ مَقَامْ

وَالْغِيرَةُ عِنْدَكِ حَرَامْ

انْتَقَيْتُ مِنْ قِلْبِك خِيَانَةٌ سَقَطَت عَلَيَّ كَالرِّهَامْ

سَقَطَ قَلَمِي بَعْدَ تَعَدُّدِ الأَقْلامْ

النِّهَايَةُ يَا نَاكِرَة الإِنْسِجَامْ

بقلم رشيد عناية