وفي الليلة لأولى

تاريخ النشر: 19/02/14 | 0:05

وفي الليلة لأولى

من ليالي الألف ليلة وليلة

قتل الحاكم بأمره الحكم بأمر الله

وسكت الناس عن الكلام المباح

وترك الناس عورات السلطان

وتتبعوا عورات الإخوان

وماتت الحواس

في قلوب الناس

وصار الناس

لا يَطعَمون الا

فضلات خبز السلطان

لا يشمون الا

رائحة تجشؤ

حاشية السلطان

ولا يسمعون الا

حكايا ونشيد السلطان

ولا يلمسون ولا يتملسون

الا من عباءة السلطان

وماتت ألوان العيون

ولم يبق منها

الا سواد عيون السلطان

وصار الذل والهوان

الحاسة السادسة للانسان

وسجن الحاكم بأمره الكرام

وبات العوام يأكلون

العظام على موائد اللئام

وفي الليلة الاولى

من ليالي ربيع

الألف ليلة وليلة

ظهر في بلاد

العاربة و المستعربة

عبد أسمر

من سلالة

عروة بن الورد وعنترة

صرخ الى رب العباد

هرمنا … هرمنا

ردد وراءه العبيد

تعبنا… تعبنا

جمع العبد الاسمر العبيد

علمهم كيف يصنع العيد

من اثر الفراشة

وطنين الذباب

من مِغزل المهاتما

وأعقاب ناقة الرسول

وسار الجميع في موكب

ولحق من لحق منهم بالمركب

وصرخوا في وجه أسد الغاب

ياطل باطل حكم الغاب باطل

ارحل ارحل حكم الظالم راحل

فهرب من هرب

من الحاكم بامره

الى زينٍ الدين

ومن شينٍ الدين

الى من ادعوا

صلاح الدين

ونَصَّب العباد

عبد أسمر من العبيد

عليهم سيد

لكن العبد لم

يتعود على السيادة

لأن العبودية في دينه عادة

وعاد العبيد

يصرخون في كل عيد

نريد سيد يحكمنا بيد من حديد

واختاروا أسد مريض عليهم سيد

سمن الأسد وتعافا من المرض

لان العبيد كانوا يقربون له

قرباناً في كل عبد

عبدًا من العبيد

سوّلت له نفسه

يوما ان يكون سيد

وعاد الخريف

في الليلة الأخيرة من

الألف ليلة

سكت الكلام المباح

وتكلم الكلام المستباح

وعاد العبيد عبيد

وعاد السيد سيد

وما زال العبد الأسمر

في السجن ينتظر العيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة