كرامة المعلم من كرامة المجتمع

تاريخ النشر: 26/02/17 | 10:30

ان قضايا اعتداء الطلاب على مدرسيهم، أو على بعضهم البعض، لا يجب ان تمر مر الكرام. يجب ان تستحوذ على اهتمام الشارع في اسرائيل . اذ لا يعقل أن تقع ثلاث قضايا خلال أسبوع واحد في مدارس مختلفه عربيه ويهودية، مما يشير الى انه لم تعد هيبة للمعلم بعد تنامي ظاهرة اعتداء الطلاب على مدراء المدارس ومعلميهم بالأيدي والأداوات الحادة في بعض الحالات. ويعود تنامي هذه الظاهرة إلى ضعف الأنظمة والقوانين التي أصدرتها وزراة التربية والتعليم، ووقفوها الدائم في صف الطالب ضد المعلم والمدرسه.

على وزارة التربية والتعليم ان تكون حازمة ضد الطلاب المخالفين، كي لا تنهار صورة جهاز التعليم. لقد آن الأوان ان تعترف الوزاره بان تشديدها على الجانب التعليمي اكثر من الجانب التربوي ساهم في انتشار الظاهره، لان التركيز على شيء واهمال الآخر هو خطا فادح بحق جهاز التعليم، ويجب ان لا ننسى دور المعلم في تنامي الظاهره، فعندما يكون المعلم ذاته ممارس للضرب او إهانة الطالب، فهذا يؤدي إلى تعلم الطالب هذا السلوك وقد يتخذ نفس الأسلوب في التعامل. وفي المرحلة الثانية يأتي دور المنزل، فإذا كان الأب أو الأم يستخدمان العنف في التعامل مع ابنائهم، فهذا يجعل الطالب يمارس هذا الأمر في حل مشاكله مع الآخرين بما فيهم معلميه..
كذلك، يرجع تضاعف حالات العنيف إلى تأثير أفلام العنف السلبي على الصغار، فهي عودت الصغار على العنف مبكراً وتولدت لديهم رغبة الانتقام بأي وسيلة.
على ضوء ما نشهده من تنام لهذه الظاهره، اقترح على وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في قوانينها وأنظمتها الهشه الهزيله المطبقة لحماية المعلمين والطلاب في وقت واحد. إن هشاشة الأنظمة التي تصب غالباً في مصلحة الطالب جعلته يتجرأ على معلمه بشكل واضح وحتى على رفاقه من الطلاب.المشكلة أن العقوبات لا تطبق على الطالب مهما عمل لأن اللائحة تكون في صالحة، إضافه إلى منع الوزارة المعلمين من معاقبة الطلاب المخالفين كما يجب، جعلت الطلاب يتجرؤون أكثر على معلميهم. فكل شيء ممنوع على المعلم، وبالتالي لا يستطيع السيطرة على الطلاب المنفلتين. بالاضافة الى ذلك فان الوزارة دائماً ما تكون في صف الطالب عندما يشتكي على المدرسة في وقت لا تهتم بشكوى المعلم أو المدرسة على طلاب يتجاوزون النظام. الوزراة تتحمس لشكاوى أولياء الأمور بشكل أكبر، لهذا يتجرأ الطالب أكثر ولا يحترم أحداً.

باعتقادي علي الوزارة أن تعيد النظر في حقوق المعلم وحقوق الطالب للحد من هذه الظاهرة، وإلا سيكون الحال من سيئ إلي أسوء.
رئيس لجنة المعلمين الاستاذ محمد محمود اسعد بويرات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة