خاوا !

تاريخ النشر: 26/02/17 | 17:46

خاوا !
(خاوا) كلمَة قلبَت مَوازين المُجتمع العَربي عامّة وَالعَكي خاصّة رأسًا عَلى عَقب.
أصبَحَت هذهِ الكلمَة تتردّد عَلى لِسان الجَميع مِن مُختلف الأعمار وَفِعلها باتَ هَدّام مِن الدّرجَة الأولى.
سُرَّ قلبي وَخاطِري مَعًا عِندما رَأيتُ أولئكَ الشّباب ذوي الثامِنة عَشر عامًا, يَكدّون وَيَعمَلون وَهُم فرحين بأنهم بَدأوا بإنتاج شَيء في حَياتِهم مُؤمِنين بأنّ بَاب الرّزق قد فُتِحَ لهُم ليَضَعَهُم عَلى أولى خَطوات سُلم الحَياة الصّحيح بعدَ تخرجّهم مِن المَدرَسَة.
كالعادَة, عقبَ افتتاحِهم للمَحَل هاجَمَتهُم عِصابة جَني الخاوا وَالتي تُريد أن تَحظى بمال الحَرام دونَ تعَب أو كدّ, هذهِ الفِئة التي تَحيا عَلى حِساب الكثر مِن الناس البَسيطة, هذهِ الفِئة المُخزية التي لا تعرفُ طريق الحَق وَلا تأخذ الأشياء إلا بالقوّة وَالغَصب.
بَينَ رَفض الشّباب لدَفع ما يُسمّى بِ الخاوا وَبينَ عَدَم توفر المال لديهم أصلاً لدَفعِها ضاعَ هؤلاء الشّبيبة وَما كانَ أمامهُم حَلّ سِوى إغلاق المَحل لكي يَتفادوا أضرارًا ماديّة وَجَسَديّة رُبّما قد تُصيبهُم في المُستقبل.
ما زالوا أطفال رغم سِنّهم, بالفعل أطفال, فلم يَستطيعوا دَفع الخاوا وَلم يَستطيعوا كذلك التّصدي لمِثل هذه العِصابات.
أيّ ذنب اقترفهُ هؤلاء الشّباب لكي تكونَ نِهايَة مَصلحَتِهم الإغلاق الحَتميّ؟
ما ذنب هذهِ الشّباب التي كانَت تتطلعُ لمُستقبل نقيّ واعِد؟ وَما هُوَ مَصيرُ أشباهِهم مِن الشّباب؟
ما ذنبُ ذَويهم الذين رَبّوهم عَلى كسبِ الرّزق الحَلال مِن عَرَق الجَبين؟
هَل قرارهم بفتح مَحَل يَعولهم وَيرفَعهُم دَرجة اجتماعيّة كانَ خطأ؟ أم أنّ طريق الصّواب في يومنا هذا باتَ هوَ الخطأ بعينهِ؟!
أسئلة كثيرة هَزّت مَضاجع أفكاري, وَاعترتني غصّة كئيبَة عِندما رَأيتهم يُغلقون ذاك المَحَل الذي بَنوا آمالهم المُستقبليّة عليهِ.
هذهِ هيَ نتيجَة جَني الخاوا مِن أصحاب المَحَلات…..حَوّلت أولئكَ الشّباب الذين كانوا بالإمكان أن يَكونوا مِن خيرَة هذا المُجتمع إلى أسوَا ما يُمكن وَصفه, أخافتهُم وَهَدَمَت طموحهُم الجَميل, أخذتهُم إلى حَيثُ لم يَرغبوا أبدا وَألقت بهم إلى قوارع الطريق المُخيفة.
هذهِ الظاهرَة تضَع فئة الشّباب الخيّرين أمامَ اختِيارات الإنحِراف الكثيرة وَهذا ما لا نُريدهُ أبدًا لشَبابنا فمُجتمعنا يكفيهِ ما بهِ مِن مَصائِب!
هذا نَموذج قصير وَبَسيط جدًا عَن هذا العالم المَليء بالعِصابات المُقرفة وَهُناك العَديد وَالعَديد مِن الحالات المُشابهَة وَالأصعَب أيضًا فهَل هُناك حَل لوَقف مِثل هذهِ الظاهِرَة المُخزيَة؟
للتوضيح:
(الخاوا) هُوَ المال الذي يَتم جَنيهُ بطريقة غَير شَرعيّة أو قانونيّة وَغير مُستحَقة مِن أصْحاب بَعض الحَوانيت وَالمَحَلات عَلى يَد فِئة مِن الأشْخاص عَديمي الأخلاق قد نَصَّبوا أنفسهُم أهلاً لجَني مِثل هذهِ الأموال التي يُغلفها الحَرام ليسَ أكثر.
بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان.عَكّا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة