لماذا نطالب أمريكا أن تكون عروبية أكثر من العرب

تاريخ النشر: 11/02/14 | 10:30

في الوقت الذي تشتد فيه نبرة وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) في تعامله مع إسرائيل والتي وصلت حدا اعتبر معه الاستقرار الأمني والعسكري والاقتصادي لإسرائيل ليس أكثر من وَهْمٍ إن فشلتْ المفاوضات مع الفلسطينيين (مؤتمر الأمن في ميونخ/ألمانيا)، وفي الوقت الذي تصَعِّدُ أوروبا من حصارها الاقتصادي والأكاديمي والسياسي لإسرائيل، تضربُ كثيرٌ من الأنظمة العربية رقما قياسيا في تآمرها ضد قضاياها الوطنية (ضربها بيد من حديد لكل المسار الديمقراطي وتكريسها لأبشع صور الاستبداد والفساد/ مصر وسوريا ودول الخليج كنموذج)، وضد قضاياها القومية الكبرى بغزلها المفاجئ وغير المفهوم مع إسرائيل بدعوى التهديد النووي الإيراني من جهة، واستضافتها لوزراء إسرائيليين (سيلفان شالوم وزير الطاقة في دبي)، وعمق العلاقة والتنسيق الأمني بين الانقلاب العسكري الدموي في مصر وبين إسرائيل في الآونة الأخيرة، وتحالف النظامين ضد الإسلاميين في الوطن العربي عموما وفي فلسطين وقطاع غزة خصوصا، وتصريحات لمسؤولين خليجيين كبار بأن ما يجمعهم مع إسرائيل أكثر مما يفرقهم!!!!!. إلى غير ذلك، من جهة أخرى…

توقعنا أن يستغل النظام العربي الرسمي التغير في الموقف الأمريكي والأوروبي (المؤقت والمحكوم زمانا ومكانا وحالا) من حكومة إسرائيل الحالية، من خلال إطلاق مشروع قومي لإسناد فلسطين والقدس وحصار إسرائيل، قبل أن تعود أمريكا وأوروبا إلى موقفهما الأصلي المنحاز لإسرائيل، إن هما رأيا أن النظام العربي الرسمي غير مبال بما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم ضد فلسطين وطنا وإنسانا ومقدسات…. في النهاية لن تكون أمريكا وأوروبا عروبية أكثر من العرب!!…

في كل يوم يكشف النظام العربي الرسمي وخصوصا في الخليج -إلا من رحم الله- جانبا من وجهه الحقيقي الخياني لثوابت الإسلام ومبادئه في الوحدة السياسية والجغرافية والكبرياء القومي، واستقلال القرار الوطني، وكأنها نسخة جديدة لحالة (ملوك الطوائف) الغابرة التي مهدت لسقوط الأندلس، وتوشك اليوم أن تسقط فلسطين والقدس قلب القضايا العربية والإسلامية وإلى الأبد…

في الوقت الذي أعطت فيه الجامعة لعربية من خلال (لجنة متابعة تنفيذ ما يسمى بمبادرة السلام العربية)، الفرص تلو الفرص للرئيس الأمريكي (أوباما) من اجل الضغط على نتنياهو وحكومته بهدف المضي في مفاوضات السلام العبثية، تخرج علينا الخارجية الأمريكية مؤخرا لتصدر رسميا باسم (أوباما) (رخصة الدفن) لدوره كوسيط نزيه في عملية سلام الشرق الأوسط، من خلال نية وزير الخارجية الأمريكي الإعلان في الأسابيع القادمة عن خطة إطار (غير ملزمة!!) للأطراف، تكون أساسا للمفاوضات في مرحلتها التالية، تشمل مجموعة أفكارٍ هي أقرب إلى الموقف الإسرائيلي منها إلى الحد الأدنى من الموقف الفلسطيني، وخصوصا في ملفات القدس والاستيطان والحدود والسيادة والمعابر واللاجئين ومصادر الطبيعة والاقتصاد، وغيره..

إن صحت الأخبار المسربة حول أفكار (جون كيري)، فلن تكون تصريحاته المتشددة ضد إسرائيل والهجمة الشرسة التي يشنها عدد من وزراء إسرائيل المنتمين إلى التيارات المتطرفة والرافضة لأي حل مع الفلسطينيين، أكثر من مسرحية جاءت في إطار خطة لتحميل القيادة الفلسطينية مسؤولية فشل المفاوضات كما حصل في ( كامب ديفيد) في فترة حكم (كلينتون)، (ورخصة دفن) لمشروع (المصالحة التاريخية!!!) المزعومة بين فلسطين وإسرائيل، خصوصا وأن هذه المساجلات تأتي في ظل تصريحات غريبة على أقل تقدير صدرت من جهة غير متوقعة، أعني بذلك تصريحات (ليبرمان) الأخيرة والتي تحدث فيها عن أولوية (وحدة الشعب) على (وحدة الأرض)، في إشارة إلى تفضيله تجميع أكبر عدد ممكن من اليهود على بقعة من الأرض لا يجب أن تكون بالضرورة كل فلسطين من البحر إلى النهر، مما دفع الخارجية الأمريكية إلى الإشادة بهذه التصريحات (الجريئة) على حد قولها لصدورها من (ليبرمان) بالذات….

قلت (رخصة دفن)، لا (شهادة وفاة)، لأنني ما آمنت يوميا وبالذات منذ دخل (اوباما) البيت الأبيض، أن شيئا ما تحت الشمس سيتغير في اتجاه ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لتحقيق تقدم حقيقي في اتجاه (سلام شامل وعادل ودائم!!!) في منطقة الشرق الأوسط.. فعملية السلام ماتت منذ زمن طويل، وما مبادرة السلام العربية إلا الكفن الذي لُفَّتْ به حتى لا ترى الشعوب العربية مدى التشوه الذي أصابها بسبب الاحتلال الإسرائيلي والتواطؤ الغربي، والذل العربي…

لقد جاءت المبادرة العربية لتنقذ شيئا من ماء الوجه العربي، إلا أن (أوباما) (وكيري) بخططهما الأخيرة إن صح ما تم تسريبه من معلومات حولها، واعتقده صحيحا، مزق الكفن عن المبادرة العربية، وكشف عن حقيقته التي لم تخف على عقلاء وشرفاء الأمة، (وَبَصَقَ) مباشرة في وجه النظام العربي الرسمي، الذي أوغل في خدمته لأمريكا من خلال اقتراحاته لضرب إيران عسكريا، أو المطالبة بتشكيل قوة عربية ضاربة بدعم أمريكي للقضاء على حزب الله في لبنان، أو بالتنسيق مع إسرائيل للقضاء على حماس في قطاع غزة، أو التآمر على كل منجزات الثورات العربية التي بدأت تؤتي أكُلَهَا وبالذات في مصر، فَجُنِّدَتْ المليارات لدعم الانقلابات العسكرية والحركات العميلة بهدف ضرب مشاريع النهضة العربية…

أصبح واضحا انه ومن خلال طبيعة العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والرئيس الأمريكي أوباما، والخلل في توازن القوى لمصلحة إسرائيل حتى الآن، وتخلي النظام العربي الرسمي عما تبقى من كرامته في سبيل الحفاظ على نفسه، انه لا أمل في التوصل إلى أية نتيجة جادة لمفاوضات قد تفضي إلى حل، ناهيك عن التوصل لاتفاق سلام حقيقي يضع الأمور في نصابها ويعيد الحقوق إلى أهلها، ونعني بها طبعا حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية.

قد يتوهم بعضنا من خلال ما يعترى العلاقة بين الإدارة الأمريكية والأوروبية وإسرائيل من بعض الأزمات، أن عهدا جديدا قد بدا في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية… عهد مختلف ستوضع الأمور ولأول مرة في نصابها، وسيعلم نتنياهو أن أيام (الدلال!!!) قد انتهت… لقد توهم بعضنا ذلك في بداية رئاسة اوباما، وذلك لقلة عقولنا وسذاجتنا، وسرعان ما (ذاب الثلج وبان المرج) كما نقول في أمثلتنا العامية… لا ننكر مطلقا أن أزمة ما، طفت على السطح في العلاقة بين الإدارة الأمريكية الحالية وبين حكومة نتنياهو، لكننا لم نستطيع أن نجزم مطلقا بسبب العلاقة الإستراتيجية الموروثة بين الدولتين، بمدى ما يمكن أن يشكله ذلك من ضغوط أمريكية جادة تغير المشهد الشرق أوسطي لمصلحة ما تسميه الأدبيات السياسية (بالمصالحة التاريخية!!!)… كانت شكوكنا حول هذه المسألة كبيرة جدا، بحيث لا تستطيع أن تمحو من ذاكرة كل عربي أو فلسطيني انحياز أمريكا غير المحدود والمنهجي لإسرائيل، ودعمها لها بالمال والسلاح، وحمايتها بالفيتو من أن تصل إليها يد العدالة الدولية، بغض النظر عما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية، وما تنفذه من انتهاكات يومية للقانون والشرعية الدولية…

هنالك أكثر من دليل يشير إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي يعاني من أزمة (مصداقية) حقيقة، خصوصا وأنه اندفع -بحق طبعا- في بداية عهده كأول رئيس أسود للولايات المتحدة، في اتجاه تحويل اتجاه بوصلة السياسة الأمريكية الخارجية نحو تحقيق هدفين أساسيين، الأول، مد الجسور التي حطمها سلفه بوش الابن، بين أمريكا والعالم العربي والإسلامي، والثاني، وضع قضية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني على سكة الحل الجذري بناء على الشرعية الدولية، على قاعدة أن الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة عموما وفي القدس الشرقية خصوصا، هو العقبة الأكبر والأكثر تعقيدا أمام تحقيق تسوية حقيقة شاملة وعادلة ودائمة…

لعل أوباما ومستشاريه قد وقعوا في فخ القراءة المتفائلة أكثر من اللزوم للطبيعة الإسرائيلية التي وصلت إلى وضع أصبحت معه فوق القانون الدولي، وخارج قواعد اللعبة المتفق عليها في الأعراف الدبلوماسية بين الدول والأمم المتحضرة، وذلك للأسباب التي ذكرت سابقا ولسبب آخر إضافي، وهو جهل العالم أو تجاهله المتعمد -وهو ما نميل إليه- للفارق الهائل بين حالة التعاطف التي حظي بها اليهود يوم كانوا مضطهدين في العهد النازي وهو ما نشاركهم فيه كعرب وكمسلمين كان لنا دورنا في حماية اليهود على مدار التاريخ الطويل، وبين حقيقة أن اليهود اليوم وبعد إقامة إسرائيل انتقلوا من دور الضحية إلى دور المجرم الذي يمارس الجريمة الرسمية المنظمة كجزء لا يتجزأ من بنيته التحتية الفكرية، وذلك فيما تنفذه من ممارسات ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية.

ما زال الغرب والولايات المتحدة يتعاملون مع إسرائيل القوة العسكرية الأعتى في الشرق الأوسط، والرابعة على مستوى العالم، والمحتلة لأراضي الغير بالقوة المسلحة، والمنفذة للجرائم اليومية ضد الفلسطينيين، والساعية إلى تهويد كل شيء بما في ذلك القدس والمسجد الأقصى المبارك، وفرض سياسة الأمر الواقع عبر نشر طاعون الاستيطان على أوسع نطاق، ما زالوا يتعاملون معها رغم التغيير الجذري وانقلاب الصورة المتعلقة بأوضاع اليهود، كما لو أن الزمن ظل متجمدا عند أعتاب النازية في أربعينات القرن الماضي، وكما لو أننا لا نعيش في العام 2014 من القرن الواحد والعشرين…

لم يأخذ أوباما ومستشاروه هذه الحقائق بعين الاعتبار، وما عرفوا أن إسرائيل قد شبت عن الطوق، وخرجت عن الصف، فما عادت تحتكم لشرعية دولية إلا بقدر ما تخدم أجندتها المتطرفة ونزعتها المهيمنة الطاغية، حتى أصبحت (كالبلطجي) الأرعن في الحي… صُدِمَ أوباما من (قلة حياء إسرائيل!!!) كما نقول في لغتنا الدارجة، لأنه تعامل مع إسرائيل بروح (الدروشة!!!) (وطيبة القلب!!!)، التي يُعْرَفُ بها العرب المسلمون، وأوباما له هذه الجذور وفيه هذا (الشِّرِش!!!) كما يبدو… ربما لم يتصور أوباما أن إسرائيل ستتحداه إلى درجة تهديد مصداقيته، وستهينه -مهما ادعت غير ذلك- برفضها لكل توجهاته (وتوسلاته!!!) ولكل إغراءاته المادية والسياسية التي وصلت حد فتح الخزينة الأمريكية لإسرائيل، وتزويدها بالطائرات الحديثة، ومنع أي قرار في مجلس الأمن يعترف بفلسطين دولة مستقلة في حدود 1967، إلى آخره من الإغراءات…

تفاوضُ إسرائيل في هذه الأيام (كيري) والفلسطينيين، وتحاول ابتزاز كل الأطراف إلى أبعد الحدود، لكنها في الوقت ذاته تسير -كعادتها- بخطى حثيثة في إحكام قبضتها الاستيطانية في القدس الشرقية، وأنحاء الضفة الغربية المحتلتين.

صَدَمَ التصرفُ الإسرائيلي الإدارة الأمريكية الجديدة، فقد توقعت من إسرائيل أن (تُمْسِكَ خاطر!!!) الرئيس أوباما أمام الرأي العام على الأقل، وأن ترضى بالاشتراطات التي حددها اوباما ولو صوريا، على أن تنفذ عكسها ميدانيا كما كان يحصل مع الإدارات السابقة في بعض المنعطفات المشابهة، وأن (تبَيِّضَ وجهه!!!) أمام العرب والمسلمين الذين علَّقوا عليه آمالا كبيرة وعريضة في أن يأتي لهم ( بكبد الحوت!!!)…

لم يحصل ذلك كله… لذلك خرس اوباما، وما عاد يقوى على مواجهة الرأي العام كما كان يفعل في الماضي، وصمت صمت أهل القبور، فما عاد يقوى على الإدلاء بأي تصريح له علاقة بالشرق الأوسط… لم ينجح (ميتشيل) المبعوث الأمريكي الأسبق في تحقيق أي إنجاز على الأرض قبل أن يستقيل ويختفي عن الساحة، والذي أنفذه أوباما في مهمة شبه مستحيلة لإنقاذ ما تبقى من مصداقيته، في أقناع إسرائيل بالتجاوب ولو جزئيا مع المطالب الأمريكية، وكذلك فشل (بايدين) وكذلك فشلت (هيلري كلينتون) وزيرة الخارجية السابقة… فهل سينجح (كيري)؟!!! أشك….

لقد أفسد الدلال الأمريكي والأوروبي إسرائيل، فما عادت تفرق بين عدو وصديق… الصديق عندها من أيَّدَها بلا تحفظ أو تردد وإن كانت على باطل محض، حتى وإن كان عدوَّ الأمس، والعدوُّ من خالفها وخرج عن طوعها وإرادتها، وإن كان على الصدق المحض، حتى لو كان حليفها الأكبر الذي بدونه تصبح كريشة في مهب الريح، ومن غير دعمه تصبح في لمح البصر نسيا منسيا، وأثرا بعد عين…

هذه هي إسرائيل بكل حكوماتها التي لم يقدر أوباما وإدراته مدى خطورتها ودرجة تمردها، حتى إصابته تصرفاتها واستخفافها واستهتارها بالذهول المُقْعِدِ وفقدان التوازن… كنا نتوقع ولو من باب (تفاءلوا بالخير تجدوه)، أن يكون فيما نقلته الصحافة الأمريكية والإسرائيلية من تشدد أمريكي في اللقاءات مع نتنياهو في أكثر من لقاء في البيت الأبيض، إشارة إلى بداية عودة الوعي إلى فضاء الإدارة في البيت الأبيض، خصوصا وأن العلاقة فيما بينهما وصلت حدا بناء على ما نقلته المصادر العبرية في حينه عن مصادر أمريكية أن اوباما أوضح لنتانياهو: "لن تعطيكم أمريكا من الآن فصاعدا حق الفيتو في مجلس الأمن كما اعتدتم من قبل، إذا لم توافقوا على الشروط والمطالب الأمريكية وستترككم تواجهون لوحدكم الغضب العالمي في المحافل الدولية".؟؟!!!… وأن الرئيس الأمريكي بدا ينظر إلى نتنياهو على أنه ليس أكثر من (دكتاتور ينتمي إلى طغمة أمثاله في العالم الثالث!!!)؟؟!!…

لكن إعلان الخارجية الأمريكية مؤخرا تخليها الرسمي عن الضغط على إسرائيل بخصوص الاستيطان وبالضرورة غيره من الملفات الأكثر خطورة وتعقيدا، جاء ليقلب الطاولة في وجه (سذاجتنا!!!) كعرب، وليعيدنا من جديد، أو هكذا يجب أن يكون، إلى الواقع المر الذي ما زالت دولنا العربية والإسلامية تتجاهله متعمدة، وهو أن أمريكا وإسرائيل دولة واحدة وروح واحدة، وانه من دون أن يُجْرِيَ العرب تغييرا جذريا في سياستهم وتعاملهم مع أمريكا، فلا يَتَوَقعُنَّ إلا مزيدا من (البصاق!!!) ذي النكهة الأمريكية في وجوههم، ومزيدا من (الانبطاح!!!) الأمريكي في الأحضان الإسرائيلية الدافئة…

المعادلة بسيطة: كلما زاد العرب في انبطاحهم أمام أمريكا، زادت أمريكا في انبطاحها أمام إسرائيل، وكلما تشدد العرب في تعاملهم مع أمريكا، تحررت الأخرى من قبضة إسرائيل…

بناء ما ذُكِر، هل سَتُجْري الأمة العربية على ضوء التطورات الأخيرة، تقييما جريئا للأوضاع بما يتناسب وهذا التطور الخطير، من اجل لعب دور أكثر فاعلية لخدمة قضاياها الكبرى وعلى رأسها القضية الأم وهي القضية الفلسطينية والقدس الشريف؟؟؟!!!…

هذه السؤال وغيره نتركه للشهور القادمة، لعلها تجيب عليه بما يحقق الأماني ويشفي الصدور…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة