الحول وطرق علاجه strabismus
تاريخ النشر: 06/02/14 | 7:18الحول هو عيب بصري تكون فيه العينان غير مستقيمتين وتنظران إلى اتجاهين مختلفين.
حيث تكون إحدى العينين متجهة للأمام مباشرة بينما العين الأخرى تنحرف إلى الداخل او الى الخارج او الى الأعلى او الى الأسفل.
لاحظ أن العين المنحرفة قد تستقيم في بعض الاحيان وتظهر العين المستقيمة انحرافاً أحياناً اخرى. كما وان عدم الاستقامة هذا قد يكون ملحوظاً دائماً او انه يظهر ويختفي.
ويعتبر الحول حالة شائعة تصيب الأطفال الذكور والإناث على حد سواء، إضافة الى إمكانية حدوثه في مرحلة لا حقة من العمر. آخذين بعين الاعتبار أن الحول قد يصيب أكثر من فرد في العائلة كما أنه قد يصيب الأشخاص الذين ليس لهم أقارب مصابون بهذه الحالة.
ما أهمية استقامة العينين؟
الرؤية باستخدام كلتا العينين في وضعهما المستقيم هي الوضع الطبيعي لدى الشخص السليم حيث تتجه العينان الى نفس الهدف المرئي. عندئذٍ فقط يقوم مركز الإبصار في الدماغ بدمج الصورتين الآتيتين منهما لكي ينتج صورة واحدة ثلاثية الأبعاد.
كيف يتم توجيه العينين؟
هناك ست عضلات تتحكم في حركة العين. ولكي يمكن تثبيت وتركيز كلتا العينين على هدفٍ مرئي واحد يجب أن يكون هناك توازن وتنسيق في العمل بين العضلات الست الموجودة حول كل عين.
ما هي تداعيات الحول على الإبصار؟
إن عدم استقامة العينين في مرحلة الطفولة قد يسبب تدني في القدرة البصرية او كسل في إحدى العينين حيث يستقبل المخ الصورة الآتية من العين المستقيمة التي ترى بشكل أفضل، متجاهلاً الصورة الاتية من العين الأخرى غير المستقيمة مما يؤدي الى كسلها. لاحظ ان مثل هذا الكسل يؤدي ايضا الى فقدان القدرة على إدراك البعد الثالث للأشياء اي الصورة المجسمة والعمق.
لماذا لا يحدث مثل هذا الكسل عند الكبار؟
عندما تنحرف إحدى العينين أو تصبح على غير استقامة واحدة فإنه ينتج عن ذلك إرسال صورتين مختلفتين إلى الدماغ.
بالنسبة للأشخاص الكبار الذين يصابون بالحول وهم كباراً، فغالباً ما تكون الرؤية لديهم مزدوجة لأن المخ تعود على استقبال الصورتين المرسلتين من كلتا العينين ودمجهما وقتما كانت العينان مستقيمتين. أما في حالة الحول فإن المخ لا يستطيع دمج الصورتين الآتيتين من العينين ولا يستطيع تجاهل أيَ منهما والنتيجة هي ازدواجية الرؤية.
عند الأطفال الصغار المصابين بهذه الحالة فإن المخ يقوم باستقبال الصورة المنقولة عن العين التي توفر رؤية افضل ويتجاهل الصورة الآتية من العين الأخرى واستمرار هذا التجاهل يؤدي بمرور الوقت الى تدني الرؤية في العين غير المستقيمة وبشكلٍ دائم ويعرف هذا بالكسل البصري.
هل بالإمكان إنقاذ العين الحولاء من الكسل؟
نعم إذا ما تم ذلك في سن مبكرة ويكون علاج كسل العين هذا عن طريق:-
علاج السبب المؤدي الى الحول، وسنتحدث عن ذلك فيما بعد
تغطية العين التي توفر الرؤية الأفضل للطفل وذلك بهدف تحسين القدرة البصرية للعين الأضعف.
ما هو الحول الكاذب؟
قد يلاحظ على بعض الأطفال الرضع وجود حول نتيجة لكون الأنف لديهم عريضاً و مفلطحاً مع وجود ثنية داخل الجفن والتي قد تخفي العين عند التحديق جانباً الأمر الذي قد يظهر العينين و كأن بهما حولاً وهو ما يسمى بالحول الكاذب. وهذه الحالة تتحسن مع نمو الطفل، اما الحول الحقيقي فلا يتحسن مع نمو الطفل إذا تجاوز عمره أربعة أشهر.
إن بإمكان طبيب العيون تمييز حلات الحول الحقيقي من الحول الكاذب، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص في حالة الشك بوجود حول في عين الطفل.
كيف يتم إكتشاف وتشخيص الحول؟
ينبغي إجراء فحص للأطفال من قبل الطبيب المختص أثناء مراحل الطفولة وذلك للكشف عن ي احتمال لوجود أمراض العين. ويكون هذا الأمر مهماً إذا كان أحد الأقارب يعاني من وجود حول او كسل بالعين.
ما الغرض من علاج الحول؟
الغرض من علاج الحول يتخلص في الآتي:-
الحفاظ على القدرة البصرية للعين (أي حمايتها من الكسل)
تحقيق استقامة العينين
استعادة القدرة على الإبصار بكلتا العينين في وقت واحد
ماهي طرق علاج الحول؟
يختلف علاج الحول من حالة الى أخرى باختلاف السبب المؤدي للإصابة، حيث قد يشمل العلاج:-
استخدام النظارات الطبية
العملية الجراحية لتعديل وضع عضلات العين
استئصال الماء الأبيض (عدسة العين المعتمة) في حالة وجوده
تصحيح أي عيوب اخرى تكون السبب في انحراف العين عن وضعها الطبيعي
إضافة الى علاج كسل العين وذلك بتغطية العين السليمة بهدف تحسين القدرة البصرية في العين المصابة إن لزم الأمر.
وعلى ضوء الفحص العيني الشامل لأجزاء العين الداخلية والخارجية، يقرر طبيب العيون نوعية العلاج الملائم للحالة سواء كان علاجاً بصرياً او طبياً او جراحياً، وقد يتطلب الأمر علاجاً يجمع بين اثنين او أكثر من هذه العلاجات معاً.
نزار عفانه