الصورة الذهنية للمواطن العربي

تاريخ النشر: 29/01/14 | 9:12

الصورة الذهنية عادة تنشأ، كما يقول علماء النفس، بسبب تجارب واقعية أو بناء على معلومات مقروءة أو مسموعة أو مرئية، أو اشاعات أو غيرها من مصادرالمعلومات، فتكون النتيجة بعد كل ذاك الكم من المعلومات صورة ذهنية معينة عن شخص أو مؤسسة أو شركة أو منتج أو ما شابه ذلك، بغض النظر عن إيجابية أو سلبية الصورة الذهنية التي تكونت.

الصورة الذهنية للإنسان العربي التي ارتسمت في هذا الزمان، عند العرب والغرب هي صورة ذهنية لانسان: فاشل، جاهل، إرهابي. أمير يلهث في الصحراء وراء امرأة وبذخ وترف، فقير يلهث في السوق وراء رغيف خبز، او مواطن مقموع لا يعرف من الحرية الا حروف اسمها أو ملتحي يركض نحو الجنة باسم الدين وهو يدري ان الموت لا دين له.

للأسف الشديد وسائل الاعلام المكتوبة، المرئية والمسموعة، الغربية والعربية تناست الصورة الذهنية التذكارية للإنسان العربي، بالذات المسلم، التي ساهمت في بناء أسس الحضارة العلمية الحديثة لا بل ساهمت وتساهم في رسم الصورة الذهنية السلبية للمواطن العربي حيث تسلط الأضواء على الرذيلة والجريمة، تكاد لا تذكر الفضيلة تبرز الفشل والكسل وتخفق في الحث على النجاح والأمل.

بالاضافة الى وسائل الاعلام سواء كانت موجهة او ساذجة نحن لم نحاول تغير هذه الصورة وإنكارها بسلوكياتنا بأقوالنا وبأفعالنا بل "زدنا الطين بله"رددنا في "دواويننا" ما تُسوقه لنا وسائل الاعلام وعززنا ذلك بسلوكياتنا السلبية وذهبنا نضخم السلبيات بنشر الإشاعات ونهميشالايجابيات ونشكك حتى بوجودها.

المطلوب منا أفراد وجماعات ان نبدأحملة وكلاء تغير لهذه الصورة الذهنية وان كان من الصعب محوها في المستقبل القريب. الأمر بحاجة الى عامل الزمن.

الكل منا على شفا حفرة وقع من وقع فيها ومنا من ينتظر. الكل منا نبدأ من أنفسنا كل واحد من موقعة الأمير قبل الغفير، الفقير قبل الغني، الشيخ قبل الطفل، العامل قبل المتعلم. الكل نبدأ بتغير سلوكياتنا بتغير أقوالنا وترك السؤال "لماذا؟" وإعداد الجواب للسؤال"كيف؟"علينا ان نترك الثقوب السوداء نسلط الأضواء على بقع الضوء الموجودة في مجتمعنا. هناك الفضلاء هناك الناجحون وهناك المتفوقون في العلوم، في التجارة، في الصناعة في التربية هناك النجوم في الرياضة وفي السينما وهناك وهناك… الكثير من حجارة الفسيفساء التي تجمل الصورة الذهنية للمواطن العربي.

معا لرسم الصوة الذهنية التذكارية للذاكرة الجماعية للمواطنين العرب.

"ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة