التين المجفف..
تاريخ النشر: 28/07/11 | 5:23أظهرت دراسة خلال أكثر من خمسين سنة مضت أن الألياف الموجودة في الأغذية النباتية تؤدي دوراً فعالاً في تنشيط أداء الجهاز الهضمي, ولها دور هام في أداء وظيفته الطبيعية وأيضا تساهم في التقليل من خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطانات. وبما أن التين يعتبر غنيا بالألياف فقد وصفه مختصوا التغذية كطريقة مثالية لزيادة نسبة ما يحتاجه جسم الانسان من الألياف حيث تحتوي حبة واحدة من التين على جرامين من الألياف “20% من الإحتياج اليومي الموصى به .
ألتين يسهِّل الغذاء وهو غني بالألياف الغير قابلة التحلل الطريق للمواد بالخروج من الجسم من خلال الأمعاء وذلك بإضافة الماء اليها وبالتالي تساهم في زيادة سرعة الجهاز الهضمي وتكفل إستمرار وظيفته الطبيعية. ولقد ثبت أن الغذاء ذو الألياف الغير قابلة الذوبان يمتلك أثراً وقائياً ضد سرطان القولون. ومن ناحية أخرى فقد ثبت أن الغذاء ذو الألياف القابلة للذوبان يقلل من مستوى الكوليسترول في الدم بنسبة أكثر من 20%. وعليه فإنها تعتبر ذات أهمية كبيرة في الحد من خطورة الإصابة بالنوبات القلبية وهذا لأن تجمع نسب كبيرة من الكوليسترول في الدم يؤدي إلى تصلب الشرايين. على سبيل المثال لو تراكم الكوليسترول في الشرايين المغذية للقلب فهذا يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية, وكذلك يؤدي إلى تراكم الكوليسترول في عروق الكلى إلى إرتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي. علاوة على ذلك, فإن مقدار مناسب من الألياف يعد مهماً فيما يتعلق بتنظيم سكر الدم وذلك عن طريق إخلاء المعدة وذلك لأن التغيرات المفاجئة في سكر الدم تؤدي إلى إضطرابات مهددة لحياة الإنسان. لذا فإن المجتمعات التي تعيش على وجبات غنية بالألياف فإنها ستكون أقل عرضة للإصابة بالسرطان وأمراض القلب.
كما إن تواجد نوعي الالياف في نفس الوقت يعتبر ذا ميزة صحية مهمة حيث يلعبان دوراً مهما في منع الإصابة بالسرطان, لذا فإن تواجد الالياف القابلة للذوبان والغير قابلة للذوبان في التين يجعل هذه الفاكهة ذات أهمية كبيرة. ويشير الدكتور اوليفر الباستر مسؤول جمعية الوقاية من الأمراض في المركز الطبي التابع لجامعة جورج واشنطن إلى التين: “بأنه من المهم أن نضيف إلى وجباتنا اليومية غذاء غني بالألياف ويعني إختيارنا للتين أو أي غذاء آخر غني بالألياف أننا نختار غذاء أقل ضرراً لنبقى بصحة جيدة طوال حياتنا”.
وفقاً لدراسة أجرتها هيئة تين كاليفورنيا الإستشارية أنه من المعروف أن المواد المقاومة للتأكسد والتي توجد في الفواكه والخضروات تحمي جسم الإنسان من العديد من الأمراض. حيث أن هذه المواد المقاومة للتأكسد تقوم بإبطال عمل المواد الضارة ومنعها من دخول الجسم والتي تبرز كنتيجة للتفاعلات الكيميائية في جسم الإنسان وبهذا تمنع دمار الخلايا. ولقد ثبت في إحدى الدراسات التي أعدت في جامعة سكرانتن بأن التين المجفف والذي يعد من أكثر الفواكه غنى بالألياف أن فيه مستوى عالي من مركب الـ“phenol” . ويستخدم مركب الـ“phenol” والذي يتوفر بنسب كبيرة في التين كمطهر لقتل البكتيريا والجراثيم.
وأظهرت دراسة أخرى أجرتها جامعة رتجرز في نيوجرسي أنه بحكم إحتواء التين المجفف على “omega-3” و “omega-6” و “phytosterol” فإنها يلعب دوراً هاماً في التقليل من نسبة الكوليسترول, ولقد ثبت أن omega في نوعيها, لا يمكن للجسم إنتاجهما لذا فإنهما يُمتصا مع الغذاء. علاوة على ذلك تعتبر الأحماض الدهنية ضرورية للإبقاء على الأداء الفعال للقلب والدماغ والجهاز العصبي. وأما بالنسبة لـ “phytosterol” فإنه يسمح للكوليسترول الموجود في المنتجات الحيوانية بالخروج من جسم الإنسان بدون أن يظهر في الدم. حيث يعتبر هذا النوع من الكوليسترول من المسببات الرئيسية لتصلب شرايين القلب.
بالرغم من أن التين يعتبر من أقدم الفواكه التي عرفها الإنسان فقد وصفت هيئة تين كاليفورنيا الاستشارية التين بإنه أكثر فواكه الطبيعة كمالاً من حيث القيم الغذائية. وبسبب أهميته الغذائية فهو تستحق هذه الأهمية الكبيرة.
الإستعمالات الخارجية للتين ألمجفف:
– لإزالة (مسامير) القدمين, يوجد في التين إنزيمات تساعد على التخلص من النتوءات الجلدية الزائدة، لهذا يمكن إستخدامه لإزالة المسامير التي تظهر على القدمين. ويوضع لُب الثمرة على المسامير ويغطى برباط طوال الليل.
– لعلاج الحبوب والترحات, يتم تسخين التين في الماء أو الحليب. وتقع كل حبة إلى نصفين، بحيث يوضع لب الثمر على البثور مباشرة، وتعتبر هذه الطريقة فعالة في جدا في العلاج، وخصوصاً تقرحات الفم. ويدخل التين كما هو معروف في تركيب العديد من مستحضرات العناية بالبشرة والشعر. وذلك لما يتمتع به من خصائص وقائية وملطفة ومرطبة. وهو يغذي الجلد والشعر ويقيهما من تغيرات الطقس القاسية ومن التلوث.
– التين نافع لعلاج النقرس (مرض الملوك): النقرس يحدث والنقرس مرض إستقلابي يأتي من زيادة الحامض البولي “uriaue acide” نتيجة الإفراط في أكل المواد البروتينية كاللحوم والمشروبات الكحولية وغيرها أو نتيجة خلل خلقي في جهاز الإنزيمات التي تتدخل في إستقلاب المواد البروتينية.
وبإنتظار الدراسات العلمية المنهجية، فإن من فوائد التين الثابتة بحكم التجربة أنه من أغذى الفواكه، سهل الهضم، مانع للنفخة منظم لحركة الأمعاء، مانع للإمساك وبقاء الفضلات في الجهاز الهضمي، مدرّ للبول، نافع للكبد والطحال ومجاري الغذاء، طارد للرمل من الكلى والمثانة، مسكن للسعال في حالات التسمم والقروح النتنة, كما أن الجروح النتنة تعالج بتضميدها بثمار التين المجففة والمغلية بالحليب العادي، وبعد أن تبرد قليلاً يغطّس بها الجرح بحيث تكون قشرتها فوق الجرح مباشرة وتثبت فوقه بالقطن والرباط. ويجدد الضماد ثلاث أو أربع مرات في اليوم إلى أن تزول الجروح النتنة تماماً خلال أيام.