رثاء من د.سمير محاميد لفتحي عبد الهادي

تاريخ النشر: 09/11/16 | 15:13

رُبّ اخٍ لم تلده لك امك ولكن ولدته لك الايام فاذا كان اجمل ما فى الورد الرحيق فان اجمل ما فى الدنيا هو الصديق .
كانت البداية في خريف 1983 حين التقينا للدراسة في كلية الزراعة (الجامعة العبرية) في رحوبوت. منذ البداية كانت درجة الانسجام والتقارب بيننا كبيرة الى حد لا يوصف….كوننا وصلنا من بيوت “على قد حالها” كان له اثر كبير على استمرار العلاقة الى هذه الايام.
بعدها بعام 1984اشتركنا في نفس الغرفة ولمدة عشر سنوات (اللقب الاول، الثاني والثالث). لا اتذكر انه وخلال هذه الفترة اختلفنا على شيء، بل بالعكس كانت درجة الانسجام والتفاهم لتدرس في كليات التربية.
لقد تطورت علاقتنا الى مستوى العلاقات مع الاهل ولطالما طلبت من الحاجة منيرة (رحمها الله) القطايف في جميع ايام السنة ولم يقتصر على شهر رمضان المبارك او مناسف لحمة العجل، كذلك بالنسبة لفتحي كان يطلب من امي (ادام الله عمرها) الاعشاب على انواعها (عكوب، علك، ….)…وخلال حياة والده الحاج سمارة (رحمه الله) كان يبعث مع فتحي “حصتي” من الزيت واللوز ولم تنقطع هذه السنة حتى بعد وفاة الحج سمارة.
ابو محمد كان مستقيما في زمان نبحث عنه عن الاستقامة بالشموع…..كان طويل الروح وذو قدرة على الاصغاء يحسد عليها ولطالما غبطته على هذه الصفة….كان ذكيا من الولادة ولم يتصعب خلال الدراسة الجامعية بل بالعكس كان مركز المعلومات لجميع الطلاب واذا بحثت عن فتحي كنت ستجده يعطي دروسا وخصوصا بكل ما يتعلق بالكيمياء العضوية…..كان محبا لدينه ووطنه . كان يعشق الارض وكل ما يتعلق بها مما جعله واحدا ووحيدا في مجال تخصصه. سرعة ارتباطه مع الناس كانت سريعة. كان شفافا وينتظر الشفافية ممن يتعاملون معه….بالنسبة لي كان صديقا واخا وفيا ولمدة 33 عاما فلم يمر اسبوع الا وتحدثنا مع بعضنا البعض ولقد كنا المنفس الواحد الى الاخر. سافتقد هذه المحادثات التي لطالما سأل بها عن والدي، اخواني ،اخواتي، ابنائي واحفادي وليس هذا وحسب بل كان يسأل عنهم بالاسم. قبل عام ابتليت في حادث لابني الاصغر محمد ولقد كان للكثير من الناس وقفة احسد عليها ولكن وقفة حبيبي واخي فتحي كانت ذو طابع اخر فأينما سافر كان يتصل ليسأل ويعتذر عن شح زيارته رغم انه وبظروف عمله زارنا الكثير من المرات في رمبام وفي ليفنشطاين وزيارته الاخيرة كانت لبيتنا مع زوجته وصديقنا المشترك جورح عراف وزوجته، يوم السبت 29.10، خصيصا لمتابعة وضع ابني محمد. فهل مفهوم ضمنا ان يتصل أي كان من الهند او استراليا او…. او….. ليسأل عن ابن صديقه؟
لله ما اعطى ولله ما اخذ وحسبنا الله ونعم الوكيل

بقلم: د.سمير محاميد
مدير المدرسة “الأهليّة” ام الفحم

unnamed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة