البامية… تضبط السكر وتحد من نمو الأورام
تاريخ النشر: 13/10/16 | 0:00تعتبر البامية من أشهر وأشهى الأكلات التي تعرف بها المائدة العربية، فهي تتمتع بمذاقها اللذيذ الذي يجعلها مفضلة ومحببة لدى الغالبية، إلا أنه بخلاف ذلك؛ تتمتع البامية بقيمة غذائية كبيرة لجسم الإنسان إلى جانب فوائدها الصحية، حيث تعد علاجا مفيدا لمرض السكري من النوع 2، كما أنها تساهم في الوقاية من أمراض القلب المرتبطة بالسمنة، وعدم تدهور مرض الكبد الدهني، كذلك فهي تعمل على تقليل نمو الأورام السرطانية.
تعد البامية من الخضروات الشعبية الأكثر انتشارا في العالم، وتزرع في جنوب الولايات المتحدة، وفي أجزاء واسعة من أفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة البحر الكاريبي، وأمريكا الجنوبية، وتعرف باسم القرون الخضراء الصغيرة أو “صوابع الست”.
كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن البامية غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف التي تجعل لها قدرة في مهاجمة الخلايا السرطانية الشرسة، حيث وجد الباحثون أن البامية تحتوي على مادة “اللكتين”؛ وهو نوع من البروتين الموجود فيها وفي الفاصوليا والفول السوداني والحبوب، حيث استخدم “اللكتين” لعلاج سرطان الثدي، والذي أثبت أنه يخفض نمو الخلايا السرطانية بنسبة تصل إلى 63%، كما أنها تعمل على قتل الخلايا السرطانية البشرية بنسبة 72%، مؤكدة أن النساء اللاتي لا يتناولن الكمية اللازمة من حمض الفوليك هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم والبنكرياس والرئة، وغيرها من أنواع السرطانات.
ولا تقتصر فائدة البامية عند حد التقليل من نمو الأورام السرطانية، حيث أشار الباحثون إلى أن البامية قد تكون علاجا مفيدا لكبح مرض السكري من النوع 2، ومنع أمراض القلب المرتبطة بالسمنة المفرطة، كما أنها تمنع تطور مرض الكبد الدهني، وذلك نتيجة احتوائها على مركبات مكافحة مرض السكري، والتي تُعرف باسم مركبات “الفلافونويد”، التي من شأنها أن تساعد على تنظيم الجلوكوز واستقلاب الدهون من خلال البروتينات الموجودة في الكبد.
ولإثبات صحة النتائج؛ قام الباحثون بتغذية مجموعة من الفئران السمينة الحجم بالبامية المفرومة لمدة أسبوعين، وتم تغذية مجموعة أخرى بوجبات خالية من البامية، وذلك من أجل المقارنة، وأظهرت النتائج أن مستويات السكر والأنسولين في الفئران التي تغذت البامية كانت أقل بكثير، مما كان عليه تلك الفئران غير المعالجة، بالرغم من أن البامية لم يكن لها تأثير على الوزن أو تناول الطعام.
كما كشف الباحثون أن الدهون الثلاثة وهو نوع من الدهون التي ترتبط بأمراض القلب، قد قلت في الفئران التي تناولت البامية، كما وجدوا أن البامية منعت تطور مرض الكبد الدهني، مؤكدين أن البامية لها دور كبير في كبح وإدارة مرض السكري وزيادة حساسية الأنسولين، كما أن لها القدرة في منع تطور مرض الكبد الدهني.
ومن أهم فوائد البامية لصحة الإنسان بحسب استشاري علاج السمنة والنحافة، د. خالد يوسف، قدرتها على تنظيم السكر في الدم، حيث أنها تعمل على إبطاء امتصاص الدم للسكريات الموجودة بالجسم، وهو ما يؤدي إلى منع ارتفاع نسبة السكر، ويحد منها بصورة كبيرة، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يحرصون على تناول البامية بانتظام يكونون أقل عرضة لارتفاع سكر الدم والتعرض لغيبوبة السكر، كما أن البامية لها قدرة في حماية الكلى وتنظيم عملها، كذلك فإن تناولها يقلل من فرص الإصابة بحصوات الكلى والفشل الكلوي، ناصحا بضرورة الأخذ في الاعتبار الطرق الجيدة والصحية لطهي البامية وتجنب إضافة كميات كبيرة من الزيوت والدهون إليها لكي يحصل الجسم على جميع فوائدها دون ضرر.
كما يؤكد أخصائي التغذية العلاجية، د. أحمد عوض، أن البامية تعد من الخضروات الصحية لأنها تعد مصدرا جيدا للألياف الغذائية المفيدة للصحة، كما أنها تحتوي على مجموعة من الفيتامينات a، b، وكذلك الكالسيوم وحامض الفوليك، لافتا إلى أن البامية تعد غذاء جيدا للمرأة الحامل لاحتوائها على قدر كبير من حمض الفوليك المفيد لنمو الجنين، كما أنها تساهم في تحسين عملية الهضم نظرا لاحتوائها على قدر جيد من الألياف الغذائية، وكذلك لسهولة مضغها، وتعمل على تخفيض نسبة الكولسترول بالجسم نظرا لأنها من الخضروات قليلة السعرات الحرارية والدهون، كما أنها تعد غذاء مفيدا للأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن، خاصة كبار السن، نظرا لاحتوائها على قدر جيد من الألياف الغذائية.
ويضيف عوض: “أن البامية تحتوي البامية على فيتامين K، وحامض الفوليك والحديد، وهذه الفيتامينات لها قدرة لحماية الجسم ضد فقر الدم، وتعزز إنتاج كرات الدم الحمراء، كما أنها تحافظ على الشعيرات الدموية في الدم عن طريق تناول الكثير من الفواكه وفيتامين C و”الفلافونويد”، مشيرا إلى أن الأبحاث كشفت أن للبامية فائدة كبيرة في زيادة القدرة الجنسية، كما يمكنها علاج اضطرابات مثل السيلان، الزهري وعسر البول؛ كما أنها تمنع نزيف الحيض المفرط، فضلا عن أنها تعمل على تقليل إفراز الأحماض وتعالج القرحة الهضمية من خلال توفير طبقة واقية مؤقتة للجهاز الهضمي تحميه وتحافظ عليه”.