برجك العاجي كيف تُطيل الوقفة عليه

تاريخ النشر: 30/11/13 | 0:00

يا إبن الإنسان،

ما بك تُطيل الوقفة

والنظرة؟

إلى أين تسافر

بعيداً عن

برجك العاجي؟

يا إبن الأنسان…

اني لأذكر الأرض السوداء

التي هناك،

التي بمرمى من البصر،

حيث الرابية العارية.

لم تكن كذلك فيما مضى

كانت هناك صفصافة

وعشبٌ أخضرٌ ندي،

حيثُ فرشت حصيرتك

لمرات ومرات،

ورتبت عدتك،

دفترك العتيق،

والقلم،

أبريق الشاي

وبعض فتات الخبز،

وزهرتك التي تعشق،

أذكر بأن الورود كانت تملئ المكان،

من البرج،

وحتى الحُرش هناك،

وأنكما كنتما تتسابقان تارة

وتتشابكا بالأيادي تارة

أخرى،

وأذكر بأن زهرتك

كانت تُعاتبكَ،

في كل مرة تمُدُ بها يدك،

إلى أي وردةٍ في الحقول،

"ألا تكفيك زهرتك يا قمر؟"

وكيف كنت تطأطأ رأسك

خجلاً،

يا أبن الأنسان.

وأذكر جيداً،

تلك الأعمدة المعدنية هناك

والارضية الملساء

حيث جعلت زهرتك

تمشي أمامك،

خبثاً

ومكراً…

حتى يتسنى لك

إشتمام رائحة

شعرها،

ولتراها كيف تُراقص قلبك

على انغام خفقاته،

وكيف ترقص

كلُ دُنياك معها

وفي الأخص،

حتى يتسنى لك

يا قمر،

أن ترى زهرتك

تكبر على مرمى

منك…

اواه يا ابن

الإنسان،

لم أدرك حتى

اللحظة،

لم هي شرفاتك

القمرية،

عاليةٌ هكذا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة