السيلوليت بين الصح والخطأ
تاريخ النشر: 27/08/16 | 7:26إذا كنت تعانين السيلوليت، اعلمي أنك لست الوحيدة. فهذه المشكلة الجمالية تصيب 90 في المئة تقريباً من النساء في مرحلة ما من حياتهن، حتى النساء النحيلات واللواتي يتمتعن برشاقة عالية.
على رغم شيوع السيلوليت، هناك الكثير من المعلومات الخاطئة المرتبطة بطبيعته، وأسبابه، وكيفية التخلص منه. لذا، قبل إلقاء اللوم على عوامل معينة، أو إنفاق ثروة على المستحضرات المحاربة للسيلوليت، أو التوجه إلى جراح التجميل للتخلص منها، إليك الصح والخطأ في موضوع السيلوليت.
ناجم عن تراكم السموم في الجسم
خطأ، هناك بعض المستحضرات المحاربة للسيلوليت التي تزعم أنها تساعد على إزالة الأوساخ والسموم من الجسم. إلا أنه لم يتم التأكد علمياً من فاعليتها ولا من مزاعمها. فالسيلوليت يظهر عندما تبدأ الرواسب الدهنية تحت البشرة بالمرور عبر طبقات ألياف الكولاجين، تحت البشرة (وخصوصاً في مساحة المؤخرة والفخذين، وكذلك الذراعين والمعدة…). ويمكن أن تضعف قوة ألياف الكولاجين نتيجة التقلبات الهرمونية، وقلة التمارين الرياضية، وفائض الدهون، وخلل في الدورة الدموية، وضعف في الكتلة العضلية. إلا أن السيلوليت لا ينجم أبداً عن سموم.
النساء عرضة له أكثر من الرجال
صح، تميل النساء إلى تخزين المزيد من الدهون في مساحة الوركين والفخذين. كما يوجد في هذه المساحة مقدار أقل من ألياف الكولاجين لتثبيت الدهون. إلا أن 10 في المئة من الرجال تقريباً يعانون أيضاً من هذه المشكلة.
يزداد سوءاً مع التقدم في العمر
صح، فالهرمونات تؤدي دوراً في ظهور السيلوليت. ومع تقدم المرأة في العمر، ينتج جسمها مقداراً أقل من الاستروجين- أي الهرمون الذي يبقي الأوعية الدموية بصحة سليمة. والواقع أن مقداراً أقل من الاستروجين يعني خللاً أكبر في الدورة الدموية، وكذلك تضاؤلاً في إنتاج كولاجين جديد وتفككاً للأنسجة الضامة القديمة.
قد يكون وراثياً .
صح، بات معروفاً أن السيلوليت ينتقل في العائلات. فإذا عانت أمك أو جدتك من السيلوليت، ثمة احتمال كبير لأن تعانيه أنت أيضاً. والواقع أنه يتوافر في الأسواق اختبار وراثي يتيح لك معرفة ما إذا كنت تملكين جينة تجعلك أكثر عرضة للسيلوليت المعتدل إلى الحاد.
لكن بما أن معظم النساء يعانين من مشكلة السيلوليت في مرحلة ما من حياتهن، من غير المجدي دفع ثمن باهظ بدل ذلك الاختبار. لكن تجدر الإشارة إلى أن العامل الوراثي هو مجرد جزء من أحجية السيلوليت. فثمة عوامل أخرى مهمة أيضاً، مثل التمارين الرياضية، والنظام الغذائي، والحفاظ على الوزن الصحي.
يصيب فقط من يعاني زيادة في الوزن
خطأ، فالوزن الزائد لا يجعل السيلوليت أكثر بروزاً أو بشاعة. لكن كلما كان هناك المزيد من الدهن تحت الجلد، ازداد احتمال فرض ضغط أكبر على ألياف الكولاجين ونتوء الدهن من البقع الضعيفة فيه. إلا أن السيلوليت يظهر أيضاً عند النساء من كل الأشكال والأوزان. فهناك عارضات أزياء يعانين السيلوليت، على رغم ممارسة التمارين الرياضية وتناول الغذاء الصحي.
التمارين الرياضية تخفف من مظهره
صح، لا تستطيع التمارين الرياضية المنتظمة شفاءك من مشكلة السيلوليت، لكنها تساعد في الحؤول دون حصوله أو على الأقل التخفيف من مظهره. فالسيلوليت يظهر عندما تصبح ألياف الكولاجين تحت البشرة ضعيفة جداً أو تفقد مرونتها. غير أن تمديد هذه المساحات وتقويتها، بالإضافة طبعاً إلى حرق فائض الدهون الإجمالية، يمكن أن يجدي نفعاً. فتقوية تلك العضلات يشدّ البشرة ويجعل السيلوليت أقل بروزاً للعيان. يمكنك اللجوء إلى التمارين التي تقوي العضلات وتحسن الدورة الدموية.
كريمات شد البشرة تخلصك منه
خطأ، فعلى رغم كل المنافع المدونة على علب تلك الكريمات- سواء كانت موصوفة من الطبيب أو متوافرة في الأسواق العادية- لا تستطيع كريمات شدّ البشرة تخفيف مظهر السيلوليت بشكل دائم. إلا أن الدراسات وجدت أن المنتجات المحتوية على الرتينويد قد توفر بعض الفوائد المؤقتة عبر إنشاء غطاء كثيف للبشرة يمكن أن يساعد على تمويه السيلوليت.
وثمة أدلة محدودة نسبياً تشير إلى أن الكريمات المشتملة على مكونات محفزة، مثل الكافين والزنجبيل والشاي الأخضر أو الأسود، يمكن أن تساعد أيضاً عبر تحسين الدورة الدموية وتفتيت مخازن الدهون. يتضح إذاً أن كريمات شد البشرة تستطيع المساعدة على تنحيف الجسم وقولبته، ولكنها لا تستطيع إزالة السيلوليت.
التمارين المسرّعة لدقّات القلب Cardio هي الأفضل للتخلص منه .
خطأ ، فالركض أو أي نوع من آخر من التمارين القلبية يمكن أن يساعد على تخفيض الوزن، ويخفف ربما من مظهر السيلوليت. لكن للحصول على بشرة مالسة ومشدودة بكل معنى الكلمة، تبرز الحاجة إلى ممارسة تمارين رياضية كثيفة. يجدر بك مثلاً ممارسة تمارين الأيروبيكس ثلاث مرات أسبوعياً، بالترافق مع تمارين تقوية العضلات ثلاث مرات أسبوعياً للحصول على تحسن إجمالي في تركيبة الجسم ومظهر البشرة.
حقن ملء البشرة تستطيع إخفاء السيلوليت
صح ، فالحقن المخصصة لملء التجاعيد في البشرة، ولاسيما لإخفاء تجاعيد الوجه ونفخ الوجنتين المترهلتين، قادرة أيضاً على إخفاء السيلوليت، ولو مؤقتاً. إلا أن هذه الحقن قد تكلف مئات أو آلاف الدولارات، ولا تدوم النتائج أكثر من أشهر قليلة.
شفط الدهون من الساقين يحسن مظهر البشرة
خطأ ، إذا كنت تعانين من السيلوليت، لا يجدر بك اللجوء إلى تقنية شفط الدهون من الساقين. فهذا الإجراء التجميلي قد يجعل توزيع الدهن غير متساوٍ البتة، مما يفاقم مظهر السيلوليت. إلا أن تقنية «الأندرمولوجي» (Endermology) بدت مفيدة في القضاء على السيلوليت. ففي هذه التقنية، يتم تمرير جهاز شفط على البشرة، لشدّ وعصر المساحات الممتلئة بالسيوليت لمدة 30 دقيقة تقريباً. وتبدأ النتائج الإيجابية بالظهور للعيان بعد عشر جلسات تقريباً.
الإجراءات غير الجراحية مفيدة أيضاً
صح ، فتقنيات اللايزر والتدليك مستخدمة منذ أعوام عدة للتخفيف من مظهر السيلوليت. وهي فعالة على المدى القصير لأن نتائجها لا تدوم لوقت طويل. إلا أنها أكثر فاعلية من الكريمات المتوافرة في الأسواق، ويمكن القول إنها تستحق المال والوقت المخصصين لها.
بعض الأطعمة تحارب السيلوليت
صح، لا يستطيع النظام الغذائي لوحده تحديد ما إذا كنت ستعانين من السيلوليت أم لا، لكن تناول الغذاء المتوازن يستطيع تخفيف الالتهاب في الجسم ويساعدك في الحفاظ على وزن سليم. كما أن شرب الماء وتناول الأطعمة الغنية بالماء يبقيان أيضاً ألياف الكولاجين طريّة وقويّة، ويمكن أن يساعدا أيضاً على خسارة الوزن. لذا، حاولي تناول المزيد من الخيار، والبندورة (الطماطم)، والفليفلة الحلوة والفجل لأنها تحتوي على 90 في المئة تقريباً من الماء.
التدخين يؤثر في مظهر السيلوليت
صح، فقد تبين أن دخان السجائر يخفف تدفق الدم في الأوعية الدموية ويضعف أو يعرقل إنتاج الكولاجين، مما يسمح بتمدد ألياف الكولاجين وتلفها بسهولة أكبر، وبالتالي بروز الدهن الموجود تحت البشرة. ولا بد من الإشارة إلى مضار التدخين العديدة. فهو يسبب التجاعيد المبكرة في البشرة، ويجعل البشرة جافة ومليئة بالبقع الملونة…
الثياب تؤثر في مظهر السيلوليت
خطأ، صحيح أن ارتداء السروال الضيق اللاصق أثناء ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يحدّ من حركة العضلات أثناء التحرك، لكن هذا التأثير مؤقت. لذا، لا تثقي بأية ماركات تزعم أن ملابسها قادرة فعلاً على القضاء على السيلوليت. لا بل إن بعض الملابس الضيقة قد تسبب السيلوليت. فالأربطة المطاطية في الملابس الداخلية، مثلاً، يمكن أن تسهم في ظهور السيلوليت إذا عرقلت الدورة الدموية وحدّت من تدفق الدم.
وحده طبيب الجلد قادر على إنجاز علاجات السليوليت
خطأ ، فطبيب الجلد يستطيع بلا شك إنجاز علاجات السيلوليت، لكن السيلوليت ليس مشكلة طبية، ولا يحتاج بالتالي إلى طبيب لمعالجته. يمكنك اللجوء إلى المراكز التجميلية، حيث يتم استعمال تقنيات اللايزر والأندرمولوجي (Endermology). لكن إذا أردت الخضوع لعملية جراحية تجميلية، عليك زيارة طبيب الجلد أو جرّاح التجميل.
ما من حل دائم لمشكلة السيلوليت
صح، حتى الآن على الأقل. غير أن العلماء يتوصلون يوماً بعد يوم إلى حلول طويلة الأمد لمعالجة مشكلة السيلوليت. ولعل الإجراء الأحدث حالياً هو Cellulaze، الذي يتم فيه استعمال لايزر ضوئي لتذويب الدهن، وتفتيت النسيج الضام الليفي، وتحفيز نشوء كولاجين جديد، كل ذلك عبر شق صغير جداً في البشرة. ويبدو أن هذه التقنية رائعة فعلاً لأنها تشدّ البشرة، ولا يحتاج الجسم بعدها إلى وقت طويل للتعافي. قد تكون الكلفة باهظة نوعاً ما، لكن النتائج تدوم سنة أو سنتين.