الفلفل الحار…مُنشط للدورة الدموية
تاريخ النشر: 24/06/16 | 0:26الفلفل من العائلة الباذنجانية من أقاربه الباذنجان، البندورة والتبغ. الموطن الأصلي للفلفل، أمريكا الجنوبية، استخدم الفلفل في أغذيتهم منذ أكثر من 7500 سنة واقتصرت زراعة الفلفل واستعمالهُ على سكان أمريكا الجنوبية حتى إكتشافها كريستوفر كولومبوس سنة 1492م ، أحد الأطباء في رحلة كولومبوس الاستكشافية ، جلب أول بذور فلفل إلى أوروبا. وبعدها انتشرت زراعة الفلفل من اسبانيا والبرتغال الى جميع أقطار العالم .
تجدر الاشارة أن بعض أنواع الفلفل كانت توجد أصلاً في شبه الجزيرة الهندية وقد تكون قد انتشرت في شرق اسايا ولكنها لم تصل الى اوروبا .
يقترن إسم الفلفل الحار بعدة دول مثل المجر (هنجاريا) اليونان، وبلغاريا، كرواتيا بالرغم من أن زراعتها في هذه الدول انتشرت قبل مئة عام فقط.
حتى بداية القرن العشرين انتشرت زراعة الفلفل الحار ( الحراق، فلفل زعيتي، فلفل تشيلي) فقط. يعتقد بأن الأتراك الذين احتلّوا المجر هم من جلبوا الفلفل معهم . وكانوا يزرعونه في أفنيتهم تحت حماية مشددة، وإذا ما فكر أي مجري في زراعة الفلفل للاستخدام الشخصي فيكم عليه بالموت.
وجد صنف من الفلفل غير حار ( فلفل حلو) قبل مئة عام تقريباً، انتشرت زراعته في كل أقطار العالم وتنوعت أشكال والوان الفلفل وشدة حريقه نتيجة التهجين بين الأصناف الختلفة من الفلفل، يستعمل الفلفل الحلو في السلطات المختلفة، وفاتح للشهية كما هو الحال في الفلفل الحار.
الفلفل الأحمر الحار يُستخدم كَمُنكه (بهار) في الطعام وتستعمل لللأغراض الطبية. الاسم فليفلة كايين نسبة لمدينة كايين في غيانا، مثل فلفل قرن الغزال وفلفل خالابينيو، وفلفل قلب الطير وغيرها. تنتشر زراعة الفلفل الحار (الشطة) في المناطق شبه الإستوائية والمناطق المعتدلة، يقترن الإسم فلفل سوداني وفلفل تشيلي بالفلفل الحار.
الفلفل غني بفيتامين سي (ج) أكثر من الموجودة في نفس الكمية من الحمضيات، وقد اكتشف ذلك الباحث المجري ألبرت سزنت- جيرجي سنة 1932 والحاصل على جائزة نوبل سنة 1937. كما ويحتوي الفلفل على مضادات الأكسدة ويحتوي على القليل من الزيوت والنشويات والبروتينات وفيتامين ب وعلى الحديد والماغنيزيوم.
يحتوي الفلفل الحار على مادة لااذعة تدعى كابساسين CAPSAICIN لهذه المادة تأثير جيد على الأعصاب وتؤدي الى تخفيف الألم وتخفف الحكة ، كما وأن الفلفل الحار منشط للدورة الدموية. تستخدم مادة الكابساسين والتي يمكن استخلاصها من الفلفل الحار في قوات الشرطة والجيش وأفراد الأمن لعدة أهداف، منها تفريق المظاهرات.
حاسة الذوق عند الأنسان موجوة في اللسان، فانها قادرة للتعرف على الطعم الحلو، الطعم المالح، الطعم الحامض والطعم المُر. أما الشعو بحرارة الفلفل لا يعتبر طعم مُعين بل تأثير مادة الكابسايسين الموجودة في الفلفل على أطراف الأعصاب المنتشرة في الفم وفي الجلد. هناك معيار يُقدر بدرجات كمية المادة كفسايسين حسب تدريج ولبر سكوفيل باحث امريكي وضع التدريج سنة 1912 .
SHU – SCOVILLE HEAT UNITS وحدات تدريج شدة المادة الحارة في الفلفل
حسب هذا التريج في الفلفل الحلو – في الصنف جامبا مقدارها صفر اما فلفل قرن الغزال و طبيسكو فتصل الى 50000 وحدة. توجد أصناف من الفلفل الحار التي تصل الى مليونين وحدة أما محلول الفلفل الذي يرُش لتفريق المظاهرات يحتوي على أكثر من خمسة ملاين وحدة، أما مادة الكابسايسين النقية تصل الى 16 مليون وحدة.
يعتقد الكثيرون ان احساس اللهيب عند أكل الفلفل الحرّاق يسبب أضرار صحية. والدراسات تظهر عكس ذلك وتشيرإلى فوائده صحية كثيرة أذكر منها:
1. مادة الكابسايسين مادة فعالة ضد الأورام السرطانية التي تصيب البروستاتا (الغدة الكستنية – الموجودة عند الرجال) اجريت تجارب على الفئران حيث تم القضاء بنسبة 80% من الخلايا السرطانية في البروستاتا لديها وانكمشت لخمس حجمها بالمقارنة مع فئران المقارنة.
2. أظهرت الأبحاث بأن مادة الكابسايسين الموجودة في الفلفل تساعد في تحليل الدهون “حرق” بمعدل 30% وتخفيف الكتلة (الوزن) كما وأنها تشعرنا بالشبع، تجدر الاشارة بان شرب الشاي أو القهوة تؤدي لزيادة فعالية الكابسايسين وذلك لاحتوائهما على مادة الكافيين.
3. تشير الدراسات بأن المركب الكابسايسين يساعد على القضاء على انواع من البكتيريا المضرة الموجودة في الأمعاء، وتبين بأنها نتيجة لذلك تقلل من الحموضة والشعور بالحرقة، عكس ما يعتقد. وهناك فوائد صحية إضافية قيد البحث.
اما حسب الطب الشعبي فانها قاتلة للديدان المعوية، وتقوي الذاكرة وتقلل من السعال.
سهيل مخول