أخطاء شائعة في التعامل مع مميعات الدم
تاريخ النشر: 23/06/11 | 14:14توجد كثير من الأخطاء الشائعة بين الناس في التعامل مع الأدوية التي يستخدمونها لمنع التخثر أو مميعات الدم كالأسبرين والوارفارين حيث تستخدم هذه الأدوية لدى قطاع كبير من الناس كوقاية من الإصابة بتخثر الدم أو الجلطات القلبية أو الدماغية, أو تستخدم كعلاج بعد أن يكون الشخص قد أصيب بالجلطة أو تم إجراء عمليات الشرايين والصمامات له. ومع أن الأسبرين والوارفارين هما الأكثر استخداماً من بين هذه الأدوية, إلا أن هناك أدوية أخرى تستخدم لنفس الغرض مثل دواء بيرزانتين ودواء كلوبيدوجريل الذي يستخدم بشكل خاص بعد زرع شبكات الشرايين التاجية.
الخوف غير المبرر من هذه الأدوية:
كباقي الأدوية المستخدمة لكافة الأغراض الطبية, لا تخلو مميعات الدم من الآثار الجانبية وأهمها زيادة فرص النزيف سواء تحت الجلد (بقع زرقاء) أو في المعدة مثلا نزيف داخلي
لكن فرصة حدوث هذه الآثار قليلة جداً ولا تتعدى نسبة 2 – 3% وبالتالي تكون الفائدة من الأدوية اكبر بكثير من الأثر الجانبي. كما أن إتباع تعليمات الطبيب بتناول الدواء بعد الأكل وعدم تناول أدوية تؤثر سلبياً على المعدة وخاصة أدوية آلام المفاصل كفيلة بتقليل فرص الإصابة بالنزيف.
وأحيانا يؤدي الخوف غير المبرر من الأدوية المميعة للدم إلى أن يتوقف المريض عن تناول الدواء عندما يسمع من احد أصدقائه أو أقربائه أن شخصاً تناول الدواء وحصل معه نزيف.
إن التوقف عن أدوية التميع قد يعرّض المريض لخطر خثرات حادة تؤدي إلى إعاقة جسدية دائمة أو وفاة مفاجئة لا سمح الله.
“الوارفارين” والصمامات المعدنية في القلب:
بعد زرع صمام معدني في القلب, لا بد للمريض من تناول دواء الوارفارين الذي يعمل على منع حدوث خثره على سطح الصمام المعدني الذي تم زرعه. ولا بد للمريض أيضا أن يجري فحص تميّع الدم الدوري (INR) والمتابعة مع طبيبه لتعديل جرعة الدواء حسب نتيجة الفحص.
من الاعتقادات السائدة –والخاطئة– حول هذا الدواء, أن المريض يستطيع استخدام الأسبرين بدلاً منه, أو أن الأعشاب وغيرها –كالزنجبيل, والثوم والزعرور– يمكن أن تحل محل الوارفارين. وهذه كلها اعتقادات لا تمت للحقيقة بصلة.
إما الأمر الآخر السائد –وخاصة لدى الإناث– أن المريضة التي تستخدم الوارفارين تصبح غير قادرة على الإنجاب في المستقبل. والواقع أن سيدات كثيرات حملن وأنجبن بعد عمليات القلب المفتوح, وذلك بإشراف طبي وتوافق بين طبيب القلب وطبيب التوليد, حيث أن الوارفارين يمكن الاستعاضة عنه بالإبر المميعة للدم طوال فترة الحمل, أو في الثلث الثاني من أشهر الحمل.
ومن استخدامات الوارفارين نذكر استخدام لمنع الجلطة الدماغية لدى المرضى الذين يعانون من رفة اذينية مزمنة في القلب أو ممن لديهم ضعف وتضخم في القلب أو ممن تعرض لجلطة وريدية في الأطراف السفلى أو الرئتين, إضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من أمراض وراثية تعرضهم لخطر الخثرات المتكررة. فهو دواء شائع الاستعمال لكن التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب قد ينتج عنه عواقب وخيمة حيث أن تكون خثره في إحدى حجرات القلب اليسرى وانتقالها مع مجرى الدم إلى الدماغ أو احد الأعضاء الداخلية أو الأطراف قد ينتهي بعاهة دائمة أو موت مفاجئ.
متى توقف المميعات؟
على النقيض من إيقاف الدواء من قبل المريض دون استشارة الطبيب, فإن بعض الحالات تحتاج إلى إيقاف المميع وتحت الإشراف الطبي. ولعل المثال الأكثر شيوعاً هو الخضوع لعمليات جراحية وخاصة إجراءات الأسنان. لذلك, يطلب من المريض إيقاف الدواء أياما قليلة تمهيداً لإجراء العملية الجراحية كعملية المرارة مثلاً, حتى لا يحدث نزيف خلال العملية. وهذه أيضا إجراءات ثبت سلامتها وفعاليتها دون مضاعفات زائدة مقارنة مع المرضى الذين لا يتناولون مثل تلك الأدوية.
هذا بالنسبة للوارفارين. أما بالنسبة لمستخدمي دواء (كلوبيدوجريل) فلهم اعتبارات خاصة. أن هذا الدواء يستخدم بشكل خاص بعد أن يكون المريض قد زرعت له شبكة معدنية في الشريان التاجي, حيث يطلب منه تناوله لمدة قد تزيد عن سنة كاملة في حالة استخدام الشبكات المطلية, إذا احتاج مثل ذلك المريض لعملية جراحية –كسر طارئ, أو عملية زائدة دودية أو غيرها– فعليه إخبار طبيبه الجراح بالأدوية التي يتناولها, حيث أن إيقافها دون استشارة طبيب القلب قد يؤدي إلى حدوث خثره مفاجئة في الشبكة المعدنية مما يعرّض حياة المريض للخطر.
كما أن بعض المرضى يعتقدون خاطئين أن التوقف عن الدواء –ولو لأيام قليلة– خلال فترة السفر أو نفاد الدواء لا يضر بالصحة. وعند كل طبيب قلب قصص كثيرة لمثل هؤلاء المرضى الذين اكتفوا بالأسبرين بعد زرع الشبكة, ثم تعرضوا لمضاعفات لا تحمد عقباها.
جزاكم الله خير الجزاء وفتح علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات