قيادة التغيير

تاريخ النشر: 24/09/13 | 8:27

جميعنا ندرك الرغبة من أجل إحداث تغيير في حياتنا، ولكننا في ذات الوقت يداهمنا ذلك الشعور بعدم الثقة لهذه الإمكانية وخاصة إذا ارتبطت بتجارب سابقة لم يحالفها النجاح، ومنيت بفشل ذريع، ويمكن أن تكون هذه التجارب قد حدثت على صعيد شخصي، مثلا رغبتنا باتباع نظام غذائي، أو الإقلاع عن التدخين، أو ممارسة الرياضة وغيرها من العادات، أو على صعيد عائلي واجتماعي، مثلا قرار الارتباط أي الزواج أو الانفصال، الانتقال، ولادة طفل وغيرها من القرارات التي ستلزمنا بإجراء تغييرات، وفي بعض الأحيان قد تكون ملزمة وجذرية تتطلب منا إجراء تعديلات وتنازلات.

هنالك العديد ممن يباشر في إجراء تغيير في حياته، ولكن سرعان ما ينسحب، ويعود إلى ذلك المكان الاعتيادي الذي يشعره بأمان أكبر دون أن يحدث أي نوع من التغيير الذي يبتغيه، وبهذا سرعان ما ينتابه الشعور باليأس والإحباط، ولكن حتى يستطيع أن يواصل حياته الاعتيادية عليه أن يتخلص من هذه المشاعر السلبية فيلجأ إلى ما يسمى "الأسلوب الإسقاطي" أي تحميل نتيجة الفشل لمن حوله محاولا التخلص من المسؤولية الذاتية التي تقع عليه أولا وأخيرا.

لن أتطرق في مقالتي هذه إلى موضوع التغيير من وجهة نظر علمية مستندة بها إلى أبحاث علمية تناولت موضوع التغيير، بل سأتناول الموضوع بشكل عام استنادا لما يدور في مجتمعنا، وخاصة بما يرتبط بموضوع الانتخابات الذي مما لا شك فيه أنه أحد المواضيع التي تتعلق بقرار التغيير الذي أشرت إليه سابقا، ولكن على صعيد آخر سياسي واجتماعي. ومما لا شك فيه أن أي قرار يتعلق بهذا الموضوع لا بد أن يرتبط بتجاربنا الحياتية الشخصية والاجتماعية، وأنا هنا بصدد الإشارة إلى مدى ارتباط ذلك القرار وكيفية اتخاذه بتلك التجارب التي أشير إليها.

نحن نعيش في مجتمع متأثر بالرأي العام، وهذه حقيقة لا يمكننا إنكارها. فعادة نتخذ قراراتنا تحت تأثيرات وضغوطات مرتبطة بدائرة أو بالأحرى بدوائر الانتماء المختلفة أي أن الكثير من يقرر أن يمنح صوته في الانتخابات بناء على التوجه العام فإما يكون عائليا، أو طائفيا، أو حزبيا وغيرها من الاعتبارات.

ولو قارنا بين أسلوب اتخاذ القرار حول هذا الموضوع بشكل خاص بالمجتمعات الغربية لاتفقنا على أن الإنسان في الغرب يتميز في قراراته بالحرية الفردية المطلقة، واعتباراته عادة ترتبط بذاته وبمجموعة القيم والتجارب الحياتية، كما أنه يعتمد على أسلوب الدراسة والبحث، ويستند إلى حقائق ومعطيات، لا يدع أهواءه ومشاعره تسير قراراته، وربما يكون في بعض الأمور مبالغا في هذا النهج، ولكن مما لا شك فيه بأن انعكاس ذلك الأسلوب بشكل خاص بما يتعلق ببلده ووطنه والقضايا العامة حتى العالمية منها يترك أثرا إيجابيا ينعكس عليه في كافة مجالات الحياة، وخاصة تلك المتعلقة بالحياة اليومية والخدمات التي يحتاجها حتى يستطيع العيش بمستوى يليق أولا بإنسانيته، ومن ثم بشكل متواز مع سائر شعوب الأرض.

جميعنا يريد التغيير، وكل لديه أفكاره وتوجهاته، وهنالك من فقد الأمل بالتغيير ولكن الأغلبية المطلقة تود ذلك، ولكنها ما زالت تستند إلى أساليب تقليدية وتجارب حياتيه سلبيه لا ترتكز على معطيات وحقائق يمكنها أن تحدث تغييرا جذريا للواقع، وستؤثر حتما على حياة المواطن وعلى حقه في العيش بكبرياء وكرامة. التغيير الذي أقصده هو التغيير الداخلي أي تغيير تلك المنظومة لتلك الاعتبارات الشخصية والاجتماعية والسياسية التي باتت تهدد مجتمعنا وتقوده نحو الحضيض، فالمعطيات حول ظاهرة الفقر والبطالة وتدني الخدمات والعنف وغيرها والتي تتحدث عنها وتتناولها وسائل الإعلام يوميا باتت تقض مضاجعنا، ولكننا وللأسف الشديد سرعان ما تتلاشى من أذهاننا تلك الحقائق فنعود إلى دوائر الانتماءات أو بالأحرى إلى حالة الذعر والخوف من التغيير والإذعان إلى ذلك الواقع المرير.

سأقوم بطرح عدد من الأسئلة لأن كل إنسان يود أن يعتاد أسلوب اتخاذ القرار عليه أن يطرح على نفسه مجموعة من الأسئلة الصعبة قبل أن يسأل غيره عنها أو أهمها، حسب رأيي، كيف أتخذ قراراتي في الحياة، وخاصة إذا كانت لها علاقة بالتغيير؟ ما مدى تأثري بدوائر الانتماءات المختلفة؟ ومن يقودني؟ هل قمت بالاستماع وبشكل موضوعي لكافة الأصوات؟ ما هو مدى انعكاس تجاربنا الشخصية على قراراتنا المتعلقة بأمور خارجية؟ هل نتبع الأسلوب الموضوعي في قراراتنا أي تجنب التأثيرات النفسية والعاطفية، وغيرها ونقوم بالإصغاء والاستماع للطرف الآخر دون تشويش لأذهاننا؟ هل نمنح الطرف الآخر فرصته بالحديث والإجابة عن تساؤلاتنا؟ ما مدى إلمامنا ومعرفتنا بمواقف الأحزاب وطروحاتها؟ ومن أي مصدر توفرت تلك المعلومات؟

لا شك أن هنالك العديد من الأسئلة التي بإمكاننا إثارتها، ولكن كل ما أبتغيه من خلال هذه المقالة المختصرة والتي أحاول أن أتوجه من خلالها إلى كافة الفئات والأطياف وبالتحديد بهذا الوقت وبهذه الظروف التي نعيشها متمنية ومتأملة بأن يمعن كل منا في دوره، إذ أن علينا جميعا أن نتحمل المسؤولية نحو مجتمعنا، وأن نتوقف عن اتهام الآخر بما آلت إليه ظروفنا. علينا أن نتخذ دورا فعالا لأن هذا هو حقنا بأن نقرر مصيرنا الذي سيقودنا حتما نحو قيادة التغيير وفق القاعدة الإلهية إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وأنا هنا بصدد الاشارة الى ذلك النهج المذكور الذي قمت باتباعه، فقد قمت بالفعل بدراسة الوضع الراهن من جوانب عديدة، مستندة الى معايير علمية وموضوعية حتى أقرر لمن سأدلي بصوتي، فوجدت أن كافة المعايير تنطبق على المرشحة حنين زعبي والقائمة الأهلية والتي أيضا تمثلها مجموعة من القياديين، وليست متمثلة بفرد سيقود بلد نحو التغيير.

نعم وجدت لدى حنين والقائمة الأهلية المقومات التي ستمكنها قيادة بلد يستحق مواطنيها الحصول على مقومات الحياة الكريمة والخدمات التي تتلاءم مع متطلبات العصر، لأننا لا نقل شأنا وقدرا ولن نرضى بالفتات كما رضينا لسنوات عديدة حتى انتهى بنا المطاف لما نحن عليه اليوم. أتوجه الى كل مواطن حر وصادق أن يعيد النظر قبل اتخاذه للقرار وأن يعي دوره ومسؤوليته للسنوات القادمة نحو بلدنا ومدينتنا المقدسة مدينة البشارة والسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة