حجج صبيانية وراء التصويت ضد ميزانية بلدية الناصرة

تاريخ النشر: 01/04/16 | 22:22

التصويت على ميزانية بلدية الناصرة للعام 2016 كان اقرب لمشهد مسرحي ساخر مما هو تصويت مسؤول على ميزانية بلدية. قرأت تبريرات المعارضين، لم يتطرق أي منهم لما طرحة السيد علي سلام من انجاز هام ومميز. اولا: ان ميزانية 2016 تصل الى 322 مليون شيقل اي بزيادة 24 مليون شيقل عن عام 2015 والتي كانت 298 مليون شيكل.  طبعا المعارضة ضد هذه الزيادة.  ثانيا: زيادة بقدر 10 مليون شيقل لدائرة التربية والتعليم وان البلدية كما قال رئيس البلدية تضع التعليم على اول درجات السلم في بلدية الناصرة وبناء عليه حصلت بلدية الناصرة على جائزة التربية والتعليم على مستوى البلاد بين العرب واليهود.
طبعا المعارضة ضد هذه الزيادة وضد منح الناصرة وبلديتها ورئيسها جائزة هامة ومميزة لأنها تظهر ان بلدية الناصرة وعلي سلام على رأسها لم تفشل في إدارة أهم جهاز بلدي ، جهاز التربية والتعليم، جهاز مستقبل أبناء شعبنا وتطورهم العلمي. هذا يتعارض مع أحلام المعارضة الرطبة التي تنتظر الانقضاض على بلدية فاشلة ورئيس فاشل. لكن أحلامهم تشبه ما قاله زعيم مخضرم لصحفي عن كيف يحب ابناء شعبه؟ قال انه يحبهم كما يحب القمر. فقال الصحفي: يا له من حب عظيم، تحب شعبك منورا مضيئا مثل القمر؟ فرد الزعيم: انت غبي ايها الصحفي، احب شعبي مثلما احب القمر ، ان يظهر بالليل ويختفي بالنهار – لذلك صوتت المعارضة ضد!!
ثالثا: شكر رئيس البلدية المواطنين في المدينة على دعمهم وقيامهم بتسديد التزاماتهم للبلدية من ضرائب واستحقاقات، الامر الذي مكن البلدية من الوصول الى الهدف المرجو حيث لم تقم البلدية باي إجراء قاس في موضوع الجباية ولا اي اجراء اخر غير عادي ، بما لأول مرة في تاريخ بلدية الناصرة تصل البلدية الى هدفها في الجباية بدون إجراءات قانونية مكلفة للمواطنين، هذا يستحق الاشادة به والاشارة اليه وان يواصل الاهل في الناصرة السير على هذا النهج وهو الثقة والتفاهم والاجواء الطيبة التي يجب ان تسود بين البلدية ومواطنيها . كما شرح رئيس البلدية علي سلام ان البلدية وصلت في عام 2015 للاستقرار المادي بعد ان كان هنالك عجز في 2013 ما يقارب 20 مليون شيقل وطبعا هذا تحقق بعد جهد من ادارة البلدية والمحاسب وطواقم العمل التي تعمل في هذا الشأن بحيث عملت البلدية على تحصيل الميزانيات وليس الجباية فقط .
طبعا المعارضة ضد هذا الانجاز.
كيف ينجح علي سلام بما فشل به الذين تحكموا 40 سنة؟ لو حكموا عقلهم لصانوا مصداقيتهم . العقل يا معارضة عدو الشهوة، الانسان الذي تحركه شهواته لا عقل له. ان سيطرة الانسان على شهوته تبدأ بالتقييم السليم حتى لتصرفات منافسيه.
انتم اثبتم ان ما يقودكم ليس عقلكم الفعال بل عقلكم المنفعل.
الفيلسوف الإغريقي أبقراط قال: من المفضل فحص الشهوات حسب السؤال التالي: ماذا يحدث لي اذا استجبت لشهوة في نفسي وماذا يحدث اذا لم استجب؟ من المؤكد ان المعارضة لا تعرف ابقراط، لذلك شهوات نفسها ان تصوت ضد، وربما لم يستوعبوا اهمية الانجاز الذي طرحه علي سلام. حتى الفيلسوف الاغريقي ديمقريطوس فهم في وقته، القرن السادس قبل الميلاد ما لم تفهمه المعارضة في بلدية الناصرة في القرن الواحد والعشرين باننا “اذا عرفنا كيف نتوجه لأعماق أنفسنا سنجد ثروة من القوة التي تمنعنا عن مجمل شهواتنا السيئة”. شهوة العودة للسيطرة على بلدية الناصرة لذلك التصويت ضد هو الحل!!
رابعا: يبدو ان بلدية الناصرة ورئيسها على سلام “ارتكبوا حماقة كبيرة” بانهائهم ميزانية عام 2015 بدون عجز وبفائض.
طبعا المعارضة ضد هذا الانجاز.
احترم شباب التغيير، لكني ارى ان حجتهم في التصويت ضد الميزانية بربطها بالغاء الشرطة البلدية، التي لا يمكن انكار دورها التنظيمي والاجتماعي بانزال نسبة العنف وضبط الأمن الجماعي للبلدة على مستوى المدينة، هي حجة صبيانية وتذكرني بحكاية ذلك الشخص الذي تلح عليه زوجته ان يشتري لها باقة ورد مثل الباقات التي يشتريها الرجال من ابناء الحي لزوجاتهم. بعد نق طويل قال لها زوجها: حسنا سأشتري لك باقة ورد جميلة وكبيرة. سُرت الزوجة وقالت: انها ستخبر الجيران ان زوجها أيضا سيشتري لها باقة ورد. زوجها عبس وقال: لا تخبري أحد لأنك لن ترين الباقة. سألته: لماذا يا زوجي العزيز، هل هي باقة ورد سرية لا تراها العيون؟ أجابها: بل باقة كبيرة وسيراها الجميع إلا أنت، لأني سأشتريها لك يوم جنازتك!!
التصويت بمثل هذه العقلية بحجة مضحكة تحت صيغة “أسباب عدة وموضوعية” سيكون مخجلا اذا تكرر.. على الأقل ليشرح لنا ممثل شباب التغيير فهمه لتعبير “الموضوعية”.. كيف يمكن لبند فرعي وغير جوهري في الميزانية ان يقودهم الى معارضتها.. هذه هي موضوعيتكم؟!
اولا: هل تريد ان احدثك عن موقف المفكر الماركسي الايطالي العظيم انطونيو غرامشي لدور ونشاط ومكانة المثقف الموضوعي – العضوي الاجتماعية والسياسية والثقافية؟ ام طلقت الماركسية ايضا ايها المثقف؟
ثانيا: سؤال جانبي لا علاقة له بالتصويت: ماذا يعرف حضرة ممثل شباب التغيير عن موضوع الخدمة المدنية؟ هل يعلم انه مشروع موجود بأكثر من 120 دولة في العالم؟ وانه ليست بدعة اسرائيلية؟ هل تفهم ان كل مجتمع مدني انساني يحتاج الى خدمة مدنية ، وان شبابنا العرب في الخدمة المدنية (ويعدون بالألاف) يقومون بخدمات تعليمية وصحية واجتماعية هامة ومميزة في المدارس والمستشفيات وغيرها من المؤسسات التي لا علاقة لها بالجيش او الشرطة او الأمن ؟ أعطني اسما واحدا من المتطوعين المدنيين جند للجيش؟ الخدمة المدنية لا علاقة لها اطلاقا باي خدمة أمنية من أي نوع كان!! هل يعلم ممثل شباب التغيير (الشيوعيون سابقا) ان زعيم الحزب الشيوعي المرحوم توفيق طوبي هاجم بن غوريون في وقته لأنه قرر عدم تجنيد الشباب العرب في الجيش؟ هل يريد ان يبيع الماء في حارة السقايين؟
خامسا: اوضح يوسف عيّاد نائب رئيس البلدية ان ميزانية 2015 نفذت بدون عجز بل بفائض 2 مليون شيقل وهذا يحدث لأول مرة بعد 13 سنة تصويت على ميزانيات قروض (أي لسد العجز) ، الميزانية الجديدة تشمل زيادات في ميزانيات التربية والتعليم كما اسلفنا وزيادة في ميزانية دائرة الرفاه الاجتماعي بقيمة 5 مليون شيقل وزيادة في ميزانية الثقافة والرياضة والشباب ، كما يوجد دخل من الارنونا 12 مليون شيقل ” .
طبعا المعارضة ضد هذا الانجاز .
التصويت لن يؤثر على حق رئيس البلدية ان يُدير البلدية لوحده حسب قانون الداخلية لكن علي سلام كان واضحا انه لا يريد ان يصل الى هذه النتيجة.
رغم كل ذلك يعيش رئيس كتلة الجبهة السيد شريف زعبي في المريخ، لذلك يكتب:
الليلة طرح اعضاء البلدية فشل ادارة البلدية في حل اكبر المشاكل بالبلد. الميزانية لا تحمل حلول لازمة السير ولا تحمل خطة لتوسيع مسطح البلد ولا ميزانيات كافية لنوادي الاحياء والفرق الرياضية التي تبعد الشباب عن العنف والجنوح.
هل يريد الأستاذ شريف ان يُضحك الناس؟ هل ازمة السير ومشكلة مسطح المدينة وميزانية النوادي والفرق الرياضية بدأت مع علي سلام ؟هل نسي ان الجبهة ادارت البلدية منذ اربعة عقود وفقط في السنتين الأخيرتين يديرها علي سلام؟ اذا كان من حساب فهو حساب للبلدية بفترة سيطرة الجبهة، ونحن لسنا جاحدين ونعرف ان البلدية برئاسة رامز جرايسي ونائبه علي سلام علمت وطورت بكل طاقتها، لكن ظروف المدينة وواقعها يحتاج الى ميزانيات غير متوفرة وتخصيص مساحات اضافية. الناصرة لم تعد 50 الف انسان بل ما يقارب 100 الف انسان بواقع شوارع ومساحات لم تتغير، وبعضها لا مجال لتغييره الا بهدم المدينة وبناء مدينة جديدة على المدينة القديمة، من المستحسن ان لا توجه اتهامات عشوائية. كان أجدى بشريف زعبي ان يدعم الميزانية وان لا يتحجج بما هو قائم وسائد من ايام جبهته التي اسقطها المواطنين في الناصرة!!

نبيل عودة

nzareth

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة