الإنسحاب من البلدات المقدسية ..طعم وفخ ليس إلا

تاريخ النشر: 27/03/16 | 12:44

ارى ان فكرة الانسحاب او التخلي عن 28 بلدة فلسطينية داخل القدس تضم زهاء مئتي الف مقدسي هي فكرة فارغة المضمون .. وهي عبارة عن بالون اختبار ” مخروم” لا اكثر ولا اقل .. وتهدف هذه الفكرة او اللعبة التي تقف من ورائها المعارصة الاسرائيلية – بالتنسيق الخفي مع الحكومة الاسرائيلية – سواء جناح هرتصوغ او رامون الى تضليل الجانب الفلسطيني وممارسة الضغط عليه لتقديم مزيد من التنازلات في حال التوصل الى حل نهائي للقضية الفلسطينية مستقبلا ..!
ماذا حصل لرامون وأفكار حل الدولتين, بلديتان للقدس حتى نادى الأخير برئيس بلدية عربي؟ هل الخطاب المتطرف هو الطريق الوحيدة للسياسي الإسرائيلي لكسب ثقة الناخب من جديد بعد هزيمة اليسار والوسط.
رامون, ساعر وأشكنازي يحاولون بناء خط مواجهة ضد امتداد نتنياهو للوسط اليميني المعتدل ويتم بناء الخط فقط بنظرة متطرفة .. فالكل هنا له تاريخ أسود مع الشعب الفلسطيني.

هناك من يقول ان الهدف من وراء هذه الخطة هو التخلص من السكان المقدسيين وسرقة المزيد من الارض من خلال ” تسمين” المستوطنات في غلاف القدس وبالتالي .. فلسطينيون اقل في حدود القدس الى جانب ضرب حل الدولة الواحدة في مقتل كما تطمح اليه ، المعارضة الاسرائيلية بعكس اليمين الاسرائيلي الحاكم الذي لا يرغب لا في دولة واحدة ثنائية القومية ولا في دولتين .. وانما يريد سيطرة اسرائيلية كاملة وابدية على شعب من الاغيار بالحديد والنار والسيف الى يوم الدينونة ..!
اريد في هذه المقالة البسيطة ان انبّه الجانب الفلسطيني الى عدم الانجرار او الاغترار بالاعيب الاحزاب الاسرائيلية التي كلها ترقص على انغام قيثارة اسرائيلية مزورة او تقرأ على يد حاخام واحد ..! فقد بات من الجلي ان الحكومة الاسرائيلية وتابعتها في الظل المعارضة غير معنيتان بحل سياسي واقعي يلبي طموحات وحقوق الشعب الفلسطيني بالحد الادنى ..
للأسف فأن الجانب الفلسطيني قد ابتلع الطعم على ما يبدو حيث انه في الأجتماع الأخير الذي جمع منظمة التحرير الفلسطينية, السلطة الفلسطينية والأردن مع الأمم المتحدة حيث تم تبليغ الأمم المتحدة بتجميد التوجه لمحكمة الجنايات الدولية. هذا القرار مجحف بحق الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة.
ليس هنالك ما يدعوا الجانب الفلسطيني للأنجرار خلف الحكومات والمنظمات الأسرائيلية المتطرفة. فصل القدس الشرقية بالبلوكات سهل ولكن أخراج المواطنين خارج المعادلة صعب.
المسألة سهلة ، فالأرقام تتحدث ، حيث يعيش في القدس ما يقارب ال 900.000 شخص منهم 30% عرب 40% يهود متدينين و30% علمانيون .
المدخول القومي للصناديق الأسرائيلية المختلفة من حملة الهوية الزرقاء تتعدى 170 مليون شيقل شهريا, ومدخول ضريبة الأرنونا ( المسقوفات ) لخزنة البلدية الأسرائيلية سنويا تقريبا 182,500 مليون شيقل سنويا.
من أين سيأتي البديل؟
حكومات اليمين تتغنى بالقدس ولكنها تتدعم بقاء وأزدهار المستوطنات.
وعليه ارى ان هذه الالاعيب الاسرائيلية هدفها اضاعة الوقت او كسبه لصالح مزيد من ضم ومصادرة وسرقة الارض الفلسطينية وتثبيت امر واقع جديد يصّعب او يعقّد التوصل الى اية حلول ممكنة وعادلة وطبيعية ..!
ونظرة سريعة على واقع القدس، نرى بوضوح وجلاء استحالة التخلي عن المناطق الجغرافية المشار اليها مثل شعفاط وبيت حنينا والعيسوية وجبل الزيتون وسلوان وجبل المكبر وصورباهر نظرا لارتباطها العضوي بالقدس الشرقية العربية حسب حدود عام 1967 كما ان مفاصل الحياة اليومية تتقاطع مع كيانية القدس القائمة حاليا .. واي فصل تعسفي مصيره الفشل وعدم النجاح بل انه يقود الى مزيد من الفوضى والخراب ..! ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي مدعوان الى محاربة هذه الافكار الغريبة العجيبة غير الواقعية والتوصل الى حل عادل وشامل للصراع بين الطرفين مبني على الشرعية الدولية المتوازنة .. وبغير ذلك .. فان ابواب الصراع ستبقى مفتوحة على الجحيم ..!
انا متأكد من ان لعبة الانسحاب او التخلي عن هذه البلدات والمناطق امنيا وليس سياسيا هي.. بالون اختبار وتهويش بدون مضمون .. وكلي أمل ان يتيقظ المفاوض الفلسطيني لهذه الألاعيب الإسرائيلية السخيفة.

حاتم خويص

98

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة