قراءة في كتاب “الرجل الخطأ”

تاريخ النشر: 24/03/16 | 15:49

قرأتُ في الشهر الفائتِ كتاب الرجل الخطأ للكاتبة حوا بطواش –كاتبة قصصية من كفر كما – الصادرِ عن
دار الرازي للطباعة والنشر” وهو يحوي في طيّاتِه 118 صفحة .
وجهتي النقدية هي القراءة بمنظار القارئ العادي وانطباعاتِه ، بعيدًا عن المعايير النقديّة التقليدية. وجهة نظر القارئ وليس المادح مع وعيي بأن مشكلة معظمنا هي أننا نُفضّل أن يقتلنا المدح على أن يُنقذنا النقد (كما يقول نورمان بيل) وحبذا لو افاقت نخبة ناقدينا ومبدعينا بدلا عن مادحينا لتنهض وتعلو بكتابنا وأدبنا عاليا.
قرأت كتاب حوا بساعتين ( 16 خاطرة /أو قصص كما يحلو لها تسميتها) وهذا دليل على أن خواطرها الأدبية وقصصها القصيرة شدّتني وشوّقتني لطريقة عرضها وموضوعها.
حوا شاعريّه ومرهفة الإحساس شطحتُ واياها مع خواطرها دون كلل أو ملل وبلا تكلّف وإرهاق.
تناضل المرأة العربية من أجل المساواة, وهذا لا غبار عليه , وخاصة حين يكون مقرونا بوعي اجتماعي وسياسي شامل, أي حين يكون متوازيًا مع النضال ضد الاستبداد والقهر والظلم, سعيًا إلى رفع القيم الإنسانية كلها ومن بينها حق المرأة في المساواة وتقرير مصيرها ومجرى حياتها, تلجأ كاتبات عربيات إلى القارئ , بدءا بعنوان إصدارها وليس انتهاءً بمضمونها : تتمثل باستنساخ الصورة الغربية عن المجتمع العربي بتسلّط الرجل على المرأة وعبوديته وقهره باعتبار هذه المفردات جزءًا من القيم الدينية وإرثًا عربياً أصيلاً لا يمكن التنازل عن ذرة منه ويبدو فيها المواطن العربي بشعًاً وكريهًا ومنغلقًا – سعيًا إلى إرضاء المؤسسة الغربية النخبوية وما اسمّيه “الاستغراب”.
الوجه الاخر أن تقدم الكاتبة للقارئ العربي “خرافةً” هدفها إثارة غرائزه فيلجأن إلى الحقل الجنسي تحديداً وخيانة الحبيب / العاشق/ الزوج (متناسيات بأن للتفاحة أو للعملة وجهان), وهذا ما يشكل ضرب عصفورين بحجر واحد فالجنس والخيانة سلعة يمكن تسويقها بسهولة بالغة كما أن سلعة أكثر أهمية حين يكون مسوّقها امرأة , وكم بالحري عربية, وليس رجلاً !!
ولكن حوا المبدعة تمكنت من إعانتنا على رؤية الحياة من زاوية جديدة بجمالية عالية ومكّنتنا من طرح أحلامنا وهواجسنا والنظر إليها بجديّة واحترام كبيرين باعتبارها خط الدفاع الأول والوحيد عن الحريّة وبعيداً عن النزعة الحسية المجرّدة.
عنوَنَت حوا اصدارها ب”قصص” وأنا أراها مجموعة خواطر وهذا النوع من الأدب يعرف بأدب القطارات، حيث تقرأ الكتاب وتتركه في سلة القطار ليقرأه راكب آخر من بعدك: فالقصّة القصيرة تدور عادة حول موضوع عام، وتصوّر الشخصيّة وتكشف عن صراعها مع الشّخصيات الأخرى. تركّز على شخصيّة واحدة وتبرزها في موقف واحد في لحظة واحدة. وحتى إذا لم تتحقّق هذه الشروط فلا بدّ أن تكون الوحدة هي المبدأ الموجه لها. القصّة القصيرة تعتبر فنّاً يتميّز في طريقة سرد الأحداث والأعمال بأسلوب لغويّ ينتهي إلى غرض مقصود ; عمل أدبيّ يقوم به فردٌ واحد ويتناول فيها جانباً من جوانب الحياة. – القصّة القصيرة تدخل في دائرة الأدب “اللا معقول” فهي نوع من العبث الفكريّ.
أعتب على حوا (والعتب على قد العشم) ووقوعها بفخ النمطية في تصويرها للمرأة والرجل الشرقيين وتوزيع الأدوار بينهما.
وأخيرا – استفزني اللا علاقة أو رابط بين لوحة الغلاف الرائعة والخواطر أو القصص !! وأتساءل : لماذا ؟

المحامي حسن عبادي/ قارئ قرعاوي

1

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة