تذكير لغوي: أكفّأء تعني العُـمي وليس القادرين ذوي الخبرة

تاريخ النشر: 14/03/16 | 7:12

ثمة تسجيل لقصيدة حافظ إبراهيم – اللغة العربية تنعَـى حظها، قرأ فيه القارئ بأخطاء كثيرة. أما أنا فسأتوقف فقط على كلمة: (أكفّـاء) التي لحن فيها وهو يقرأ:
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد iiلِعَرائِسي
رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدْتُ بَناتي

فالكلمة (أكفّاء)- كما قرأها- هي جمع (كفيف) بمعنى أعمى، بينما المقصود هو أكْـفاء، جمع كـُـفْْء، أو (كُـفُـؤ) وتعني في الأصل النظير والمثيل، بدليل قوله تعالى:
ولم يكن له كفُـؤًا أحد (سورة الصمد).
ثم في قول المتنبي: “إنما التهنئات للأكْفاء” أي لمن هو جدير بها، وأهل لها.
لكن مجمع اللغة العربية في القاهرة أجاز (كفْْء) ومصدرها (كفاءة) بمعنى أهل لـ، فإذا كنتَ خبيرًا وأهلاً في علم ما، فكأنك نظير له، فقد ورد في كتاب (الألفاظ والأساليب) الصادر عن مجمع اللغة العربية، ص 219 أن الكفء هو الذي “يجانس العمل ويرتفع إلى مستواه”،
وعلى ضوء ذلك أدخل (الوسيط) الكلمة:
كفْء = القوي القادر على تصريف العمل.
يستطيع المحافظ المدقق أكثر – إذا تحفّظ- أن يختار (أنا كافٍ للأمر) ومن أهل الكفاية، وجمع (كاف) كُفاة أو كافون، ومنه لقب “كافي الكفاة” الذي أطلق على الصاحب بن عبّاد (938- 995 م).
المهم ألا نلفظ أكفّاء بتشديد الفاء، حتى لا تعمى بصيرتنا أيضًا.
ب. فاروق مواسي

faroqmwaseee

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة