حواء الجديدة

تاريخ النشر: 25/01/16 | 13:19

المساواة كلمة جميلة تحمل في طياتها العدالة والإنصاف والشعور مع الغير، كلمة أثبتها الله المُحبّ في كتابه المُقدّس، ” فذكرًا وأنثى خلقهما “. وقد قرأت لحكيم قديم قوله:” من ساواك بنفسه فما ظلمك “. ولعل أعتى إجحاف تجذّر في تربة التاريخ كان ظلم الرجل للمرأة، والشرقيّ على وجه الخصوص، فقد نصّب نفسه ولياً عليها ووصيّاً، تأتمر بأمره وتسير خلفه مسلوبة الإرادة والوجدان. كانت وما زالت في نظره متاعا يُقتنى يُزيِّن به البيت ويزركش المحضر، ويُمتِّع الأنظار والحواس، انها حِكر عليه وحده، أما هو فالحرية الحمراء دينه وديدنه، والقيد ينكسر حالما يصل إلى معصميه. ودارت الأيام وبتنا نسمع في شرقنا هنا وهناك النساء يتغنّين بالحرية والمساواة، ولا اقل من المساواة، وهذا حقُّهن يعود بعد قرون، يعود على رِجل واحدة، يتأرجح ، فالمنطق الرجوليّ ما زال عنيدا يأبى أن يعترف بهزيمته.
إننا نرحب بهذه المساواة، وخاصة بعد أن دخلت المرأة ميدان العمل والصناعة وبزّته في كثير منها، وأضحت تعود مساءً كما الرجل متعبة مرهقة تحمل في جزدانها راتبًا في أول كل شهر.. ألا تستحق أن يعاونها في الأعمال المنزلية ؟ كيف ومتى هذا سؤال يستدعي البحث والتنقيب.
اننا معها.. ونحن كُثر ولكننا نريد مساواة تلائم تكوينها الجسديّ والنفسيّ والحسيّ، نريدها مساواة أرادتها الطبيعة لها، فتكون الرأس الثاني لعائلة مقدسة يعيش في كنفها جيل المستقبل، لا تحدّياً وعنفواناً أجوف،
وبالقلم العريض… لا أريدها ان تحكم البيت لوحدها،فقد قيل: ” ويل لقن تحكمه دجاجة “.عذرا ما قصدت الانتقاص ولكن الواقع هو كذا، وأنا لا استسيغ ان أرى امرأة تصارع على حلبة المصارعة، أو تلاكم، أو تمارس رياضة كمال الأجسام أو حتى تقود شاحنة، ألا ترون أنها بذلك تفقد عنصر الأنوثة وتبعدنا نحن الرجال عن انثى خلقها الله جمالا وحسنًا وعونًاً، وكم ارتاح وأطرب لرقصة الباليه تؤديها حسناء بغنج يشدّ النفس والرُّوح، أو بالرقص تحت الماء او التزلج على الجليد، هذه الرياضات تسلب الألباب وتجعل من لا يعرف الحرف شاعرًا.
أريدها كذا تقاسم الرجل المسؤولية،كلّ المسؤوليّة، كل في اختصاصه وميله وتركيبته، حتى يظلّ عُشّ الزوجية سامقاً صامدًا أمام تحديات الزمن ونائبات الأيام!!
أريدها حواء الجديدة
أريدها ركناً وحجر زاوية
وأريدها ايضا ليلى العامرية، وبلقيس وكيلوباترا وجولييت، والاهم المرأة الفاضلة.
نريدها حواء الجديدة
حواء التي تزرع الآفاق شدوا وجمالا وحنانًا.
حواء المعدن النفيس!

زهير دعيم

zoherdbukja

تعليق واحد

  1. يقول الكاتب إنه قرأ لحكيم قديم، والكاتب معلم كما نعلم، فلماذا نسب القول لحكيم قديم، هل حقا يجهل قائل العبارة أو المثل؟ القائل يا حضرة الكاتب المعلم هو الخليفة هارون الرشيد ولا نشك بمعرفتك به وأنه قائل العبارة، لكن السؤال لماذا ألقيت الجملة (من قفا يدك) ولم تبحث عن مصدر لها، خاصة أنك كنت دقيقا في الإقتباس عن الكتاب المقدس وقلت (وفي الكتاب المقدس)، وإليكم قصة العبارة التي جعلها الكاتب لحكيم قديم، وهذه توجب السؤال هل هو صيني قديم أم ياباني أم جاهلي؟
    (يُحكى أن الخليفة هارون الرشيد ووزيره جعفر البرمكي تدروشا وخرجا إلى الصيد، وحدث أن عبرا أمام أعرابي يجلس إلى جانب الطريق وهو خالي الذهن عمّن هما. ولما كانت التقاليد العربية الإسلامية توجب على الماشي أن يُسلّم على الجالس، لذلك قال جعبر للأعرابي: “السلام عليك، يا كلب العرب”. بدلاً من قوله: “يا أخا العرب”، كما كان يجب أن يُقال.

    فانتصب الأعرابي واقفاً وقال: “إنّك أهنتني، دون أن تعرف من أنا، وقبل أن تقول من أنت، ولذلك أطلب مقاضاتك بثمن شرفي أمام قاضي المدينة”

    قال جعفر مشيراً إلى هارون الرشيد: “هذا قاضٍ، فليقضِ بيني وبينك!”.

    قال الأعرابي: “أقبل إذا كان صاحبُك هذا قاضياً وقضى بالحق”.

    قال هارون الرشيد: “قضيتُ لك بدرهمٍ ثمن شرفك”.

    قال الأعرابي: “وهل صار الدرهم، في عهد الخليفة هارون الرشيد، ثمن شرف من يُقال له يا كلب العرب!”.

    قال الرشيد: “نعم، الدرهم هو ثمنُ شرفِ مَن يقال له يا كلب العرب”.

    فتناول الأعرابي درهمين من جيبه وقال: “خذ إذاً، هذين الدرهمين يا كلبين من كلاب العرب”.

    فاستل جعفر سيفه لينحر الأعرابي. فزجره الخليفة هارون الرشيد وقال: “أرجعْ سيفك إلى غمده، ومن سواك بنفسه ما ظلمك!”.

    وجرت هذه العبارة مجرى الأمثال إلى يومنا هذا).
    لا شك أن الكاتب يعرف القصة وهو معلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة