حديث في اللغة

تاريخ النشر: 26/12/15 | 11:24

الكاف بمعنى (as a) بالإنجليزية وبمعنى (כ) بالعبرية.

………………………………………………………….

الأفضل والأوضح في رأيي أن نقول: ستكون محاضرة عن شوقي شاعرًا وناثرًا.
ولا نقول:…..عن شوقي كشاعر وكناثر.
….
نقول بالإنجليزية:
He is respected as a judge.
ونقول بالعبرية:
ההרצאה היתה על ביאליק כמשורר.
أما بالعربية فلم نسمع عن العرب الفصحاء إلا كاف التشبيه أو التعليل أو الزائدة، فهل قرأ أحدكم: “هو محترم كقاضٍ”، “المحاضرة كانت عن شوقي كشاعر”؟

هل قرأ أحدكم مثل هذه الجمل التي وردت في رسالة كاتب من كتابنا:

“ندعو إلى الحفاظ على هذه المؤسّسة كصرح حضاريّ ووطنيّ هامّ”.

والأحق والأفصح لغة أن نقول:
ندعو إلى الحفاظ على هذه المؤسسة صرحًا حضاريًا ووطنيًا هامًا.
….
ثم يتابع الكاتب:
“المطلوب والضروريّ الآن هو الحفاظ على المؤسسة كمنارة ثقافيّة”.
لماذا (كمنارة)؟
هل قصد الكاتب التشبيه؟
لا أظن ذلك، فالتشبيه له قواعده.
يمكن إذن أن يقول أو يكتب (منارةً – حال منصوبة)، ولا مانع في رأيي من استخدام كلمات مساعدة (بوصفها منارةً) أو (من حيث كونها منارةً) (لأنها منارةٌ).

ويبدو أن الكاف طغت في الرسالة بسبب تأثير العبرية، فثمة أخرى:
..
“وندعوهم للعمل من أجل الحفاظ على المؤسّسة وحماية استقلالها كمؤسّسة وطنيّة جامعة”.

ملاحظة مع ذلك:
………….
أجاز مجمع اللغة العربية في دمشق أن نستخدم نحو: أنا كباحث أقرر كذا، أنا كمسئول أبحث عن كل ما يجدي المشروع.
ذكروا في القرار أن الكاف إما للتشبيه أو حرف زائد.
“مجلة مجمع اللغة العربية ج2، مجلد 51، دمشق- 1976”

سؤالي لأعضاء المجمع أين التشبيه هنا؟ وهل المشبه به هو أقوى؟
..
أو
كيف أصبحت الكاف حرف جر زائد؟ عندها سيكون إعراب (باحث) خبرًا، والقائل لم يقصد الإخبار.
ولا أدري لم لا يقول القائل بصورة أيسر:
أنا باحثًا أقرر، وأنت مسئولاً واجبك كذا؟

احترامًا لقرار المجمع بالأكثرية -مع أني لا أوافقه- لاحظتم أنني لم أقل “خطأ”، بل قلت “الأحق” و”الأصح” و”الأفصح”، ذلك لأن الكاتب قد يلجأ إلى الكاف هذه أحيانًا، إذا حدث
التباس في المعنى، أو ضرورة في تركيب الجملة، ويتعلق الأمر بالجملة ومبناها!

لكني في مثل هذه الحالة ألجأ شخصيًا إلى نحو: (من حيث أنه، أو لكونه)، (باعتباره) (بوصفه)…إلخ، ولا أستخدم الكاف بهذا المعنى الذي كتب به االكاتب ثلاث مرات كما أشرت أعلاه.
لو كُتبت الكاف هذه مرة لتجاوزنا، فالأقلام اعتادتها وألفتها، ولا يستطيع أحد أن يلغيها نهائيًا بسبب شيوعها، ولكن أن نكررها وهي ليست دقيقة المؤدى؟
وهي لم تسمع عن فصحاء العرب؟
..
وأخيرًا:
لا ريب أننا نتفق على أن جملة:
قرأت جبرا إبراهيم شاعرًا وروائيًا.
أحق وأصح من قولنا:
قرأت جبرا كشاعر وكروائي.


أحب السمك مقليًا ومشويًا.
أصح وأفصح من:
أحب السمك كمقلي وكمشوي….
ويظل أكل السمك طعامًا طيبًا (أفضل من- “كطعام طيب”)، فتفضلوا إذا وافقتموني!

ب.فاروق مواسي

faroqmwaseee

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة